رحّب سماحة الشيخ أبو بكر أحمد، المفتي العام للهند، بموقف بلاده الداعم للاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة خلال جلسة الأمم المتحدة الأخيرة، واصفًا هذا الموقف بأنه “قرار حكيم وشجاع” يعكس التزام الهند التاريخي بالقيم الإنسانية ونصرة الشعوب المظلومة.
وأكد المفتي أن تصويت الهند إلى جانب الأغلبية الدولية لصالح الاعتراف بفلسطين، يعكس تمسكها بثوابت العدالة والسلام، وتضامنها العميق مع الشعب الفلسطيني الذي طالما عانى من الاحتلال وحرمانه من أبسط حقوقه الأساسية.
وفي بيان لسفارة الهند بالقاهرة، أشار المفتي العام إلى أن هذا الموقف لا يُعد مجرد خطوة سياسية، بل يُمثل رسالة أخلاقية وحضارية، تعبّر عن التزام الهند الراسخ بالحوار والتعايش السلمي ورفض الظلم، والعمل على ترسيخ قيم السلام العالمي.
ودعا سماحته المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته، واتخاذ خطوات عاجلة وحاسمة لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، ووقف الاعتداءات المتكررة، وتمكين الشعب الفلسطيني من إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
وأكد أن القضية الفلسطينية ليست قضية إقليمية فقط، بل إنسانية عالمية، مشيرًا إلى أن استمرار العنف والاضطهاد في الأراضي الفلسطينية يشكّل خطرًا مباشرًا على استقرار المنطقة والسلم الدولي بأسره.
وختم المفتي العام للهند كلمته بالدعاء لتحقيق سلام عادل وشامل، يكفل للشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة، ويقيم دولة ذات سيادة تصون كرامته، وتُحقق تطلعاته في الحرية والعدالة.
وفي السياق ذاته، شدد السفير بارفاثانيني هاريش، الممثل الدائم للهند لدى الأمم المتحدة، على ضرورة وقف شامل وفوري لإطلاق النار في قطاع غزة، موضحًا أن الهدنة المؤقتة غير كافية لإنهاء المأساة الإنسانية المستمرة.
وأكد السفير الهندي على أهمية استمرار تدفق المساعدات الإنسانية، وإطلاق سراح الرهائن، والعودة إلى المسار الدبلوماسي باعتباره السبيل الوحيد لتحقيق سلام دائم، مجددًا موقف بلاده الداعم لحل الدولتين، ومشدّدًا: “لا بديل عن السلام”.