مين فينا مفرحش لما أمه كانت بتدعيله «ربنا يحبب فيك خلقه» .. «ربنا ينورلك طريقك» .. «ربنا ييسرلك حالك»..كل هذه الدعوات كانت من نصيب محمود الخطيب..منذ دخوله النادى الأهلى 1972 وكان عمره 18 سنة وحتى اعتزاله 1987 ثم قراره 2025 بالاعتذار عن عدم الترشح مرة أخرى لرئاسة النادى .. تاريخ طويل ملئ بحب وعشق الجماهير وأعضاء النادى له لاعباً وإدارياً ثم رئيساً للنادى 8 سنوات حقق خلالها عشرات البطولات المحلية والقارية والدولية وحصد الجوائز.. وأصبح أيقونة كرة القدم فى مصر وإفريقيا والعالم العربى..
على مدار 53 سنة كان الخطيب مثالاً للخلق الكريم ولم تخرج منه العيبة ولم يتفوه بلفظ غير لائق.. كما كان يتمتع بحرفنة منحها الله له لينتزع الصيحات والآهات فى الملاعب مع كل ترقيصه أو تسديدة أو هدف يسجله.. وهو اللاعب الوحيد الذى تم تجميع أهدافه الرائعة فى شريط فيديو أسعدنى الحظ بشرائه والاحتفاظ به..وهو اللاعب الوحيد الذى تتلمذ على يد المايسترو الراحل صالح سليم وشاركه فى حب كل جماهير الأندية الأخرى محلياً وأفريقياً ولم يختلف عليهما أحد..ولاننسى يوم اعتزاله ودموعه تختلط بهتاف 130 ألفاً فى الاستاد والملايين أمام الشاشة «لأ..يابيبو..لأ..عيب مالكش حق»..وهو يرد «ألف..شكر»..
ويتولى الخطيب رئاسة نادى القرن لمدة ثمانى سنوات ويصبح للأهلى على يديه أربعة فروع عالمية ووضع أساس أضخم ستاد فى الشرق الأوسط وكان أول رئيس ناد ينشئ شركات استثمارية وتعدت الميزانية ملياراً ونصف المليار جنيه..ليصبح أسطورة فى اللعب والإدارة والاقتصاد الرياضى..
وكأى إنسان يتعرض لوعكة صحية أجرى بسببها عمليات جراحية خطيرة ونصحه كبار أطباء أوروبا بالراحة التامة ولكنه تحامل على نفسه وعاد ليمارس عمله حباً وفداء وتضحية للأهلى وجماهيره..ولن ننسى لحظات اعترافه بالمرض وانهمار الدموع من عينى زوجته فى أكثر من مناسبة..ولكن لأن جمهور الأهلى لايرضى بغير الفوز والبطولات باستمرار فبمجرد أن اهتز أداء اللاعبين ووقع التعادل والهزيمة تعالت هتافات الغضب فى المدرجات..
الخطيب..تاريخ من الحب والعطاء..لم يتحمل قلبه هجوم الجمهور..فابتعد فى عز مجده.. «شكراً..بيبو»..ربنا يمتعك بالصحة..وستظل الأيقونة فى قلوبنا.