ما قامت به إسرائيل الغادرة الأسبوع الماضى من عدوان سافر على العاصمة القطرية الدوحة بضرب مقر الوفد الفلسطينى «حماس» المفاوض يُعد إرهاباً بكل المقاييس، بل واعتداء على دولة عربية شقيقة يمثل خرقاً للقانون الدولى.
لم يكن هذا الاعتداء هو الأول، بل إن دولة الكيان المحتل قائمة على الإرهاب والقتل والدمار، والتاريخ خير شاهد على جرائمها.. إذ كانت مذبحة «دير ياسين» 1948 تمثل عنواناً لشلال الدماء، فقد صارت «غزة» اليوم رمزاً لشلال جديد مازال ينزف.
كان موعد فلسطين مع أول مذبحة 6/3/1937 فى سوق حيفا، حيث استشهد 18 مدنياً وأصيب 38 على يد «الاتسل».. لكن موعد لبنان مع أول مذبحة 1948 مجزرة «مسجد صلحا» بالجنوب، وفى نفس العام وقعت مجزرة دير ياسين، وفى نفس العام ارتكب الكيان 20 مجزرة فى لبنان، كان آخرها مجازر قانا الثانية وقرية مروحين وصور وبنت جبيل ومارون الراس وصريفا، وفى 2006 عادت وتيرة المذابح تتسارع يوماً بعد يوم على أرض فلسطين من الخليل ونابلس إلى غزة الجريحة الصابرة الصامدة.
مازال سجل الكيان الصهيونى متخماً بالمذابح فى فلسطين ولبنان ومصر، حيث مذبحة الأسرى المصريين فى حرب 1967 ومذبحة بحر البقر فى العام نفسه التى مازالت راسخة فى أذهان وقلوب المصريين رغم طول الزمن وبعده لم ينس التاريخ يوماً إرهاب الصهاينة بقتل أبناء دير ياسين وكان عددهم 260 مدنياً من الأطفال والنساء، ولم يكتفُ بقتلهم، بل ألقوا بهم فى بئر القرية بعد أن مثّلوا بجثثهم.
لقد افتخر مناحم بيجن رئيس وزراء الكيان الأسبق ورجل السلام رؤيته عن تلك المجزرة التى افتخر كثيراً بالمشاركة فيها.
لا أدرى من الإرهابى الحقيقى فى نظر المجتمع الدولى؟!.. هل الذى يدافع عن أرضه وعرضه ودينه الذى لا حيلة له إلا العيش فى سلام من أجل البحث عن لقمة العيش لأولاده؟!، أم الذى يقتل ويمثل بالجثث ويعربد ويهدم المنازل على رءوس أهلها المسالمين؟!
للأسف يفتخر وزير الدفاع الإسرائيلى الصهيونى بأن جيشه فرض حصاراً على غزة، تضمن قطع المياه والكهرباء والمساعدات، معلناً إبادة سكان غزة لأنهم حيوانات على شكل بشر.
من الإرهابى الحقيقى، الطفل الفلسطينى والأم الثكلى والشيخ الكهل أم الكيان الذى صرح بتسوية غزة كلها بالأرض بلا رحمة؟!، وهذا ما دعت إليه النائبة عن الليكود ريفيتال تالى جوتليف، حتى الإعلام الصهيونى لم يسلم من التحريض وهذا ما بثته القناة السابعة بالتليفزيون الإسرائيلى فى 17/7/2006 فى بيان عن مجلس الحاخامات فى الضفة الغربية، الذى دعا فيه الحكومة الصهيونية إلى قتل المدنيين اللبنانيين والفلسطينيين، وأن التوراة تجيز قتل الأطفال والنساء وقت الحرب.
هل نسى الكيان مذبحة بلدة الشيخ 1947، التى أدت إلى استشهاد 600 طفل وامرأة داخل منازلهم، وفى عام 1948 مذبحة دير ياسين، التى راح ضحيتها 360 شهيداً من النساء والأطفال والشيوخ، وفى نفس العام وقعت مذبحة قرية أبوشوشة التى راح ضحيتها 50 شهيداً، وتلتها فى نفس العام مذبحة الطنطورة وقد خلفت المذبحة 90 قتيلاً دفنوا فى حفرة كبيرة كمقبرة جماعية، وفى عام 1953 أطلق العدوان النار على أهالى قرية قبية وكانت حصيلة المجزرة 67 شهيداً وتدمير 56 منزلاً.. هذا قليل من كثير والبقية تأتى.