أكمل جيش الاحتلال الإسرائيلى أمس، خطة دخوله لمدينة غزة فى الأيام الأخيرة، بحسب تقرير نشرته القناة «12 العبرية»، حيث أشارت تقديرات جيش الاحتلال الإسرائيلى إلى أنَّ حماس ستسعى خلال المناورات فى غزة إلى زيادة نطاق محاولات اختطاف الجنود.
وذكر تقرير «القناة 12»، أنَّ قضية خطف الجنود الإسرائيليين تُشغل كبار المسئولين فى المؤسسات الأمنية. ونقلت القناة العبرية عن مصدر أمنى قوله: «الجيش يستعد لبدء المرحلة التالية من عملية السيطرة على مدينة غزة قريبًا جدًا، ومع ذلك، نترك مجالاً وفرصة لأى قرار يؤدى إلى إطلاق سراح المحتجزين» .
بالتوازى مع العدوان المستمر وهدم العمارات والأبراج، يمارس جيش الاحتلال الضغوط لطرد السكان من مدينة غزة والتوجه جنوبًا عبر الطريق الساحلى.
أعلن جيش الاحتلال أنَّ قواته تستعد لدخول مدينة غزة، بعد أن أنهى اللواء السابع عملياته فى الضواحى الجنوبية للمدينة، خلال عطلة نهاية الأسبوع. وذكر جيش الاحتلال أنَّ «الفرقة 162» تعمل حاليًا فى المناطق المحيطة بالمدينة نفسها.
فى الوقت نفسه، ذكرت مصادر أن الجيش الإسرائيلى دمر 26 مركز إيواء، مشيرة إلى أنه سيهاجم برج الكوثر بمدينة غزة، زاعما «وجود بنى تحتية لحماس داخله أو بجواره».
من جانبها، اعلنت وزارة الصحة بغزة وصول 68 شهيدًا و346 إصابة جديدة الى مستشفيات قطاع غزة خلال الـ24 ساعة الماضية. واشارت الصحة الى ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلى إلى 64,871 شهيدًا و 164,610 إصابة منذ السابع من أكتوبر للعام 2023م.
كما بلغت حصيلة الشهداء والإصابات منذ 18 مارس 2025 حتى اليوم: 12,321 شهيدًا و 52,569 إصابة. وبلغ عدد ما وصل إلى المستشفيات خلال الـ24 ساعة الماضية من شهداء المساعدات 10 شهداء و8 إصابة، ليرتفع إجمالى شهداء لقمة العيش ممن وصلوا المستشفيات إلى 2,494 شهيدًا وأكثر من 18,135 إصابة.
كما سجلت مستشفيات قطاع غزة، خلال الساعات الـ24 الماضية، 2 حالة وفاة نتيجة المجاعة وسوء التغذية، ليرتفع العدد الى 422 منهم 145 طفلاً.
فى المقابل، أكّد الدفاع المدنى فى غزة أن عدد النازحين من غزة إلى جنوب القطاع يقارب 68 ألفا، مشيرا إلى أن الكثير من المواطنين ما زالوا متشبثين بالبقاء فى حين لا يجد آخرون مكانا للإقامة فى الجنوب حيث أعلنت إسرائيل إقامة «منطقة إنسانية» .
قال الناطق باسم الجهاز محمود بصل إن مزاعم الاحتلال حول نزوح ربع مليون مواطن من مدينة غزة وضواحيها إلى الجنوب، كاذبة، بحسب تعبيره. وبحسب تقديرات الأمم المتحدة فى أغسطس، كان عدد السكان فى مدينة غزة ومحيطها يتجاوز مليون نسمة.
وحثت الأمم المتحدة وأطراف دولية إسرائيل على وقف العملية، محذّرة من أن الهجوم وعمليات النزوح الناجمة عنه ستفاقم الأزمة الإنسانية التى بلغت حد إعلان المنظمة الدولية رسميا المجاعة فى غزة الشهر الماضي.
من جانبها، قالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين أونروا إنه يتم محو غزة وتحويلها إلى أرض قاحلة، ويبدو أنها تصبح أكثر فأكثر غير صالحة لعيش البشر.
أضافت «أونروا»، فى بيانٍ، أن الأطفال يتضورون جوعًا، والعائلات تنزح قسرًا، والناس يعيشون فى حالة من الخوف. وأشارت إلى أنه مع العملية العسكرية الإسرائيلية واسعة النطاق الجارية الآن، فإن الإرادة السياسية وصنع القرار مطلوبان بشكل مُلح أكثر من أى وقت مضي، مضيفة أنه يجب وقف إطلاق النار الآن.
على صعيد آخر، قال رئيس الوزراء الإسرائيلى الأسبق إيهود باراك، إن عملية «عربات جدعون 2» العسكرية الإسرائيلية لن تقضى على حركة حماس، وأن الهجوم على المفاوضين يهدد حياة المحتجزين.
أضاف باراك، فى تصريحات نقلتها هيئة البث الإسرائيلية، أن الحركة تسعى إلى استدراج إسرائيل إلى «وحل مدينة غزة»، معتبرًا أن ذلك سيشكل انتصارًا دبلوماسيًا غير مسبوق لها. وشدد على أن مهاجمة المفاوضين يعرض حياة المحتجزين للخطر، مضيفًا: «كما قال الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، فى كل مرة يتم إحراز تقدم فى المفاوضات، يهاجم نتنياهو طرفًا ما».
فى سياق متصل، تجمعت الحشود فى تل أبيب وفى أنحاء إسرائيل لمطالبة الحكومة بالتوصل لاتفاق وقف إطلاق نار مقابل الإفراج عن بقية المحتجزين الـ 49 فى غزة.
فى الوقت ذاته، انتقدت أسر المحتجزين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على خلفية الهجوم الذى استهدف قادة حماس فى قطر الثلاثاء الماضي، والذى يبدو أنه مثل ضربة للمباحثات المتعلقة بالإفراج عن المحتجزين مقابل وقف إطلاق النار، متهمة الحكومة بالمماطلة فى إطلاق سراح بقية المحتجزين.
قالت «نتنياهو يعارض التوجه الذى بدأه هو بنفسه» فى إشارة إلى رفض رئيس الوزراء لاتفاق مؤقت بشأن المحتجزين، الذى كان قد قال من قبل إنه يفضله على التوصل لاتفاق شامل. وأضافت» انقطعت المفاوضات، وهذه المرة بالحرائق وأعمدة الدخان. كل تأخير يعد خطرا مميتا».