تنطلق غدا فى العاصمة الكازاخية أستانا فعاليات المؤتمر الثامن لزعماء الأديان العالمية والتقليدية، وهو الحدث الذى يترقبه العالم أجمع باعتباره منصة دولية تجمع بين ممثلى الديانات والثقافات المختلفة فى حوار حضارى رفيع المستوي.
يأتى المؤتمر فى وقت يشهد فيه العالم أزمات متشابكة وصراعات دامية، أهمها ما يحدث فى غزة من قتل للأبرياء وانتهاك صارخ للإنسانية، وهو ما يضاعف من أهمية هذا التجمع الروحى والفكرى الذى يرفع شعار السلام المشترك والعيش الآمن للبشرية.
الاجتماع لا يمثل مجرد لقاء بروتوكولي، بل هو صرخة إنسانية تطالب بوقف الحروب، وخاصة فى غزة حيث ينزف الأبرياء كل يوم. وهو أيضاً دعوة للضمير العالمى أن يستيقظ ليضع حداً للقتل والتشريد ومحاولات التهجير التى تخالف كل مبادئ الانسانية وحقوق الإنسان.
يركز المؤتمر على فكرة ترسيخ السلام العالمى من خلال الحوار بين الأديان، مع التطرق إلى القضايا الإنسانية الملحّة التى تهدد البشرية، وفى مقدمتها إدانة العنف والإرهاب بكل أشكاله ورفض استغلال الدين فى تبرير القتل وسفك الدماء والدعوة إلى وقف قتل الأبرياء فى غزة وإلى حماية المدنيين فى مناطق النزاع كافة وتعزيز قيم العدالة والمساواة والرحمة فى العلاقات الدولية وتقديم الدين كجسر للتعاون وليس كسلاح للانقسام.
سيكون الملف الفلسطيني، وخاصة المجازر المستمرة فى غزة، حاضراً بقوة فى مداولات المؤتمر. فقد شددت القيادات الدينية المشاركة على أن وقف قتل الأبرياء بات مسئولية جماعية، وأن صمت العالم على استمرار هذه المأساة يهدد فكرة العدالة الدولية برمتها.
من المنتظر أن يرفع المشاركون أصواتهم للمطالبة بـوقف فورى لإطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية دون قيود وحماية الأطفال والنساء وكبار السن من ويلات الحرب ووضع أساس لحل سياسى عادل يعترف بحقوق الشعب الفلسطيني.