وتجاوزات «الضيوف».. وفتح الدفاتر.. ومن غيرك أنت
دائمًا القاهرة فى المواقف الصعبة تقول وتقود وتوضح ولا تبالى.. القاهرة التى تحملت وتتحمل الكثير من حملات تشويه المواقف.. وحملات الضغط لإخراجها من دائرة التأثير والقرار.. وتواجه خططًا ومؤامرات تستهدف تصفية القضية الفلسطينية بتهجير أهلها.. وتتعرض لإغراءات تتعلق باستغلال أزماتها الاقتصادية لتغيير وتعديل مواقفها السياسية المستقلة.. القاهرة التى حذرت مراراً وتكرارًا من أن انقسام الصف العربى سوف يعرض كل الدول العربية للخطر بلا استثناء.. القاهرة التى انتظرت الكثير والكثير ولم تجد إلا القليل القليل فمن كانت تعتقد أنهم يدركون ويستوعبون أن فى قوة مصر واستقرار مصر قوة واستقرارًا لهم ولدولهم.
والقاهرة رغم كل هذه العوامل كانت لها الكلمة فى مجلس الأمن.. كان لها الموقف.. كان هناك الدور التاريخى لمصر فى كلمة السفير أسامة عبدالخالق مندوب مصر الدائم فى الأمم المتحدة حين لخص وأوجز قائلاً: «قطر ليست وحدها.. أمنها من أمن مصر».
ونعم قطر ليست وحدها.. وأى دولة عربية لن تكون وحدها نحن مع العروبة.. مع المصــير المشــترك.. ومع المصـلحة الواحــدة.. أمن قطــر أو البحرين أو السعودية وكل الدول العربية من أمن مصر.. ومن لا يدرك ذلك فهو إما جاهل أو حاقد أو ناقم أو من حزب السوشيال ميديا الذى يريدها فتنة ونارًا ودمارًا على الجميع..!! هذه الأزمات التى تتعرض لها لا تحتمل السخافات ولا تعليقات السوشيال ميديا الساخرة والمستفزة.. هذا وقت التلاحم بين الأشقاء وليس وقت المراجعات والحسابات.. نحن فى قارب واحد.
> > >
وماذا تنتظرون من مجلس الأمن؟! لقد وقف المجلس عاجزًا عن اصدار قرار ملزم يدين العدوان الإسرائيلى على دولة قطر.. واكتفى المجلس بإصدار بيان صحفى يندد فيه بالهجوم الإسرائيلى على قطر دون حتى أن يذكر اسم إسرائيل؟!
أما لماذا عجز المجلس عن اصدار قرار فذلك لأن الدول الأعضاء أدركت أن الولايات المتحدة الأمريكية سوف تستخدم حق النقض «الفيتو» وتمنع صدور قرار بالإدانة ضد إسرائيل.. ولهذا تحايلوا على القرار باصدار بيان كأنهم أدوا ما عليهم.. وكأن إسرائيل ستتوقف عن تكرار نفس الجرائم خوفًا من بيان آخر مشابه..!
هذا تكرار لمسلسل إخفاق المنظمة الدولية فى إقرار العدل والقانون.. لا وجود ولا أهمية لمنظمة أصبحت تابعة وواقعة تحت السيطرة والهيمنة الأمريكية ولا تجد سبيلاً للفكاك من هذا النفوذ المتزايد..!! لا صوت للضعفاء إلا بأن يتحدوا وتكون لهم كلمة إذا استطاعوا..! حاول ذلك جمال عبدالناصر من قبل بإنشاء حركة عدم الانحياز وتكالبوا عليه فى 1967 وحاولوا التخلص منه.. ولن يسمحوا بظهور ناصر آخر فى أى منطقة فى العالم..!
> > >
واستقبلنا فى مصر ضيوفًا من عدة دول عربية.. تقاسموا معنا لقمة الخبز رغم أوضاعنا الاقتصادية الصعبة.. قلنا عنهم ضيوفًا وليس لاجئين.. ووقفنا معهم لتقديم كل أنواع الدعم.. سمحنا لهم بالعمل وبالاستثمار وبإنشاء مؤسسات تعليمية خاصة بهم أيضا وقلنا فى ذلك إن الأخوة الإنسانية تعلو ولا يعلو عليها.
ولكننا نشعر بالاستياء من أن بعض الذين نؤويهم.. بعض الذين اعتبرناهم أشقاء لنا فى محنة.. بعضهم يحمل فى قلبه حقدًا وكرهًا على بلادنا وعلى سياساتنا.. بعضهم يتعمد ويتلذذ بالإساءة إلينا فى تعليقات وحوارات وفيديوهات تناصر وتدعم أطرافًا ودولاً أخرى علينا وتقدم إليهم التهنئة على مشروعات تضر بنا وبأمننا القومى.
إن هؤلاء «الخونة» لا ينبغى أن يكونوا على أرض مصر.. وكل من يتجرأ على مصر ويتربص بها عليه أن يغادر أراضيها وأن يتم ترحيله على الفور لا تسامح مع الغدر ولا أعذار للجهلاء.
> > >
ويسألنى الصديق.. متى سيظهر إلى الوجود كتابك عن رحلة الأعوام فى مهنة البحث عن المتاعب.. متى ستفتح الدفاتر؟! ويا صديقى هناك أغنية فيها كل الإجابة.. «يوم ما ها أفتح الدفاتر.. مش حخلى لاحد خاطر واللى عنده حساب يجيبوا واللى وقت الشدة سابنى يبقى يقعد ويحاسبنى حقى حاخده ومش حسيبو.. الأيام بتروح وتيجى.
ويا صديقى.. أحيانا يكون من الأفضل ألا نفتح الدفاتر وأن ننسى ونتناسى.. ونترفع ونرتفع.
> > >
ومن أجمل وأهم ما تعلمت مقولة فيها الكثير من الحكمة والعقل والفلسفة.. إذا أردت أن تستيقظ سعيدًا فى الصباح فاعرف مع من تتحدث ليلاً..! والمقولة واضحة اختر بعناية من تتحدث معهم فى المساء.. أو لا تتحدث مع أحد على الإطلاق ولا تشاهد نشرات الأخبار.. وشاهد أفلام الأبيض والأسود واضحك مع عبدالفتاح القصرى وصفايح الزبدة والسمن البلدى..!
> > >
واستمع إلى وردة الورود وردة وهى تغنى لبليغ حمدى وتهديه هذه الأغنية.. من غيرك أنت.. من غير وجودك يا حبيبى أنت.. عينيا أنت أنا أبقى إيه.. والربيع من غيرك أنت مش ربيعى.. والوجود من غير وجودك مش طبيعى.. وأنت لولاك لولاك فى الحياة أبقى إيه.. وروحك الحلوة الملايكة من حلاوتها تغير.. كل هم الدنيا بنساها فى ابتسامتك.. وافهم اللى تقصدوا بصوتك وصمتك.. ياللى مشاركتك حياتى وقاسمتك قاسمتك.. دى الحياة تخاصمنى لو لحظة خاصمتك.
ويا سلام على وردة الإحساس والحب والمشاعر.. والربيع من غيرك أنت مش ربيعى.
> > >
وأخيرًا:
لا سبيل إلى الهدوء ما دام الضجيج مصدره أعماقى.
> > >
وخلف الابتسامات غالبًا قلوب مثقلة بالهم.
> > >
وليس كل من يواسيك لا جرح عنده، ولا كل من يعطيك يمتلك أكثر منك، الإيثار.. ليس إيثار متاع ومال فحسب قد يشاطرك أحدهم آخر زاد من الصبر ويهبك ما تبقى فى قلبه من أمل ويقتسم معك آخر ابتسامة قبل أن ينفرد بحزن طويل.