تقام اليوم قمة» الاختبار الأخير» التى دعت إليها قطر إثر العدوان عليها لقتل المفاوضين الفلسطينيين فى اجتماعهم لمناقشة مقترح امريكى للوصول إلى حل.
تعقد القمة فى الدوحة. ألا وهى القمة العربية الإسلامية أو قمة اختبار الوجود لأنه سيتقرر على إثرها مستقبل المنطقة العربية وسيتحدد من نتائجها مدى نظر إسرائيل وكذلك طول يدها الذى تبلغه متى أرادت
كانت القمم السابقة قادرة على وضع آليات لإنهاء الحرب وتحجيم الطمع الإسرائيلى ومنع الاحلام العدوانية من التمدد مثلما حدث فى سوريا وما زال يحدث ومثلما حدث فى لبنان وما زال يحدث ومثلما حدث فى قطر مما لا يتصوره عقل والتهديد بتكراره وتخيير قطر بين أمرين هما: إما طرد المفاوضين الفلسطينيين من الدوحة وإما محاكمتهم وهو ما يعنى أن الحديث عن الدبلوماسية فى الوصول إلى حل انتهى ولم يعد له مكان فى التعامل وأن ما يتم الآن هو العمل على تحقيق ما اعلنوه من خطط مستقبلية قريبة وبعيدة للسيطرة على البلاد العربية ومنها على المدى القريب ضم الضفة الغربية وغور الأردن كما أعلن نتنياهو فضلا عن إخلاء الجنوب اللبنانى من السكان كما تطالب أمريكا وإسرائيل الحكومة اللبنانية ليصبح فعليا تحت السيطرة الإسرائيلية.
أقول كانت القمم السابقة قادرة على منع كل ما حصل لو اتخذت إجراءات عملية مؤثرة على العدو وتتجاوز منهج الكلام دون الفعل التى تعودت عليه أمريكا وإسرائيل بل أصبحتا تتبرمان من الكلام أيضا.
إذا لم تنجح الدول العربية فى الاختبار الأخير فإن إسرائيل لن تحتاج ضرب الدول العربية بل ستصدر ما تشاء من قرارات وتصبح كل دولة غير قادرة على حماية نفسها.
ويصبح السؤال : هل الدول العربية والإسلامية بحالة من الضعف بحيث لا تستطيع كبح أطماع إسرائيل ولجمها؟
الإجابة : لا، فالدول العربية تملك كثيرًا من الأدوات التى تحاسب بها إسرائيل .
إذا لماذا لا تستعملها ؟
لأن هناك فرقا بين القدرات الكبيرة التى تمتلكها الدول وبين القدرة على استعمالها.
ولكن هل هناك حل يمكن أن تخرج به القمة العربية الإسلامية غير الحرب ؟
نعم ، وأوله فإن 57 دولة إسلامية قادرة على غلق المجال الجوى فى وجه الطيران الإسرائيلى ولا شك أن ذلك سيشل حركة الطيران الإسرائيلى ويكلف إسرائيل الكثير لمواجهته ، كما أن 57 دولة قادرة ـ إن توفرت لديها الإرادة -على تعليق التبادل التجارى بينها وبين إسرائيل، ويمكن للدول العربية المصدرة للبترول أن تخفض إنتاجها كلون من الاحتجاج على الميل بمكيالين والعنصرية فى التعامل، وكذلك سحب السفراء فضلا عما يتحدثون عنه من الاتفاقيات ابراهيمية فإذا انسحبت منها الدول التى وقعتها فهذا يعنى أن التطبيع التى تسعى إليه إسرائيل وامريكا بحرص أصبح بعيد المنال وإسرائيل تحلم بتسريع الوسائل التى تحققه.
وتستطيع القمة العربية أن تدعو الدول العربية والإسلامية إلى اتخاذ ما اتخذته جنوب إفريقيا وإسبانيا وغيرها من الدول من خطوات فعالة للرد على الإبادة التى تمارسها إسرائيل تجاه الفلسطينيين علنا دون مواربة .
إذا فإن الدول العربية والإسلامية تستطيع كبح جماح إسرائيل وإعادة أمريكا بقيادة دونالد ترامب إلى التفكير فى منهج التعامل مع الدول العربية والإسلامية فيدرك أن لكل فعل رد فعله.