إن القمة العربية الإسلامية فى الدوحة اختبار حقيقى لوحدة وقدرة وقوة العرب فى التأثير.
القمة عليها مسئولية تاريخية فى اتخاذ قرارات فعالة ومؤثرة وعدم الاقتصار على الإدانة.. ولابد من اتخاذ مواقف على مستوى الحدث.. وعكس ذلك ستشجع إسرائيل على تكرار العدوان المستمر على دول أخرى.
ننتظر توصيات و اجراءات جديدة وفعالة.. كما ان هذا الوقت هو نقطة تحول تاريخية فى تعامل الوطن العربى ودول الخليج بصفة خاصة مع الولايات المتحدة الأمريكية.. الداعم الكبير للاحتلال الإسرائيلى.
إن مجلس الأمن والمؤسسات الدولية تقف عاجزة أمام جرائم إسرائيل بدعم الولايات المتحدة الأمريكية ولا تستطيع اتخاذ ما يلزم لردع هذا الكيان.. وهنا لابد على الدول العربية ان يعلموا جيداً أنه إذا لم يتحدوا فى مواجهة هذا الكيان الغاصب لن يقوم بهذا الدور أى مؤسسة دولية أخرى.
على مجلس التعاون الخليجى وليست قطر وحدها إعادة تقييم التعاون الأمنى مع الولايات المتحدة خاصة أن اتفاقيات الدفاع معها بها انتقائية.. لتؤكد ان إسرائيل هى الحليف الحقيقى والوحيد فى المنطقة لأمريكا وأن أى تحالف يخدم إسرائيل فى المقام الأول وليست أمريكا فقط.. كما ان معظم الدول الغربية ومنها فرنسا وبريطانيا وألمانيــا فى إداناتهم لإجـــرام دولــة الاحتـلال ما هى إلا تصريحات للاستهلاك فقط ولا تمت للواقع بشىء.
دول الخليج تملك من الأدوات والقرارات التى تستطيع بها مواجهة هذا الخطر.. لأن الاعتداء على سيادة الشقيقة قطر.. يعد اعتداء على مجلس التعاون الخليجى بالكامل فى المقام الأول وعلى جميع الأمة العربية.. ولابد ان ترسل القمة الحالية رسائل قوية وفعالة ومؤثرة ومنها وقف إجراءات التطبيع من كل دول الخليج إلا بإقامة الدولة الفلسطينية على حدود عام 1967، كما عليها ان تظهر للولايات المتحدة الأمريكية أنها إذا لم تكن شريكاً مضموناً فلابد من إعادة تقييم العلاقات.. خاصة اتفاقيات التعاون الأمنى والاقتصادى ومن الممكن الاتجاه إلى تحالفات أخرى وتنويع الخيارات نتيجة عدم الثقة فى الشريك الأساسى بالمنطقة وانحيازه الواضح للكيان الصهيونى المحتل. . هناك علاقات تجــارية واقتصــادية ضــخمة واتفاقــات دفاعيــة.. لكنهــا لا تحمى من الجرائم الإسرائيلية والاعتداءات المستمرة لكل الدول العربية وليست فلسطين وحدها.
لا أتصور أبداً أن الولايات المتحدة لا تعلم باعتداء إسرائيل على قطر.. وما زال مندوب الولايات المتحدة فى مجلس الأمن يردد أن الأولوية فى تحرير المختطفين الإسرائيليين متناسين مدى الانتهاكات غير الادمية وقتل عشرات الآلاف وتجويع مئات الآلاف من أهل غزة والاعتداء على سيادة دول عربية بدون أى إدانة.. ويكفى أن 13 ألف طفل يعانون سوء التغذية الحاد فى غزة خلال شهر أغسطس الماضى بزيادة 5 ٪ عن يوليو السابق حسب مؤسسة اليونيسف.
إن الرئيس الأمريكى ترامب اعتاد أن ينسب كل العمليات الناجحة إليه ويتنصل عن الفاشلة.. إسرائيل لا يمكن ان تقوم بعمل إلا بقبول أمريكى. .. كفا الدول العربية فرقة وخلافات .