التاريخ شاهد على جرائم إسرائيل التى لا تتوقف منذ قيامها.. وقبل قيامها.. بمساندة الدول الكبرى التى غضت البصر وسدت الآذان عن جرائم الإبادة ضد الشعب الفلسطينى.. ورغم ذلك يدعى الإسرائيليون انهم مضطهدون ويتعرضون للإبادة.. ويتهمون من يقف فى وجه غطرستهم بأنه عدو للسامية.. على الرغم من أنهم الغاصبون للأراضى.. وهم من يعتقلون أبناء فلسطين فى سجونهم.. ويقتلون الأطفال الأبرياء، والأمهات والعجائز.. بوحشية وبربرية لا مثيل لها.
ولكن مع السابع من أكتوبر 2023 تأكدت الصورة أمام المجتمع الدولى بأسره.. وظهر وجههم القبيح كما لم يظهر من قبل.. وأن كان لن يسقط من ذاكرة التاريخ مذابحكم التى ارتكبتوها على مر الزمان.. فمازالت الدموع تتساقط على عشرات الآلاف من الضحايا.. هل تعتقدون أن الأمة العربية والإسلامية يمكن أن تنسى مذبحة بحر البقر التى فجرتم فيها مدرسة بأطفالها.. هل تعتقدون أن العالم قد نسى لكم مذابح صبرا وشاتيلا.. هل نسى العالم مجزرة دير ياسين.. هل نسى العالم قانا الأولى والثانية.. والعديد من جرائمكم المستمرة ليست ضد الشعب الفلسطينى الذى تحتلون أرضه.. ولكن ضد الوطن العربى والإسلامى.. جرائم لن تسقط بالتقادم.. ولابد أن يأتى وقت الحساب.. وأنه لآتٍ إن شاء الله.
إن ما تقدمون عليه منذ السابع من أكتوبر 2023 هو حرب إبادة جماعية.. وتدمير غزة لفرض أمر واقع جديد.. ومحاولة تهجير قسرى لأهالى غزة.. ولكن مصر ورئيسها وقفا ضد تنفيذ مخططاتكم.. ورفضا التهجير القسرى لأهالى غزة.. ووضع خطة لإعادة إعمار غزة.. واصر على انفاذ المساعدات الإنسانية من البر أو اسقاطها من الجو.. ورغم استمرار جيش الاحتلال الإسرائيلى فى ارتكاب مجازر لم تر البشرية مثلها فى محاولة لإبادة شعب عن بكرة أبيه.. الا ان الشعب الفلسطينى متمسك بأرضه ولن يبارحها رغم ما يتعرض له من قتل وتجويع وتدمير لكامل البنية الأساسية فى قطاع غزة..
يا حكام إسرائيل يبدو أنكم حتى الآن لم تعرفوا أن شعب فلسطين لن يتنازل عن وطنه حتى بعد تدميركم للمنازل والمدارس والمستشفيات والجامعات.. وحتى المساجد لم تسلم من بطشكم.. ورغم تدميركم البنية التحية كلها وأصبحت غزة بلا مياه أو كهرباء أو مبانى تستر الأهالى.. الذين يفترشون العراء.. ولكنهم متمسكون بأرضهم ولن يتركوها.. وعلى الرغم من انكم تملكون الدبابات والطائرات وكل أنواع السلاح الذى يمدكم به حليفكم الاستراتيجى أمريكا.. ألا ان شعبكم يعيش فى خوف..
لن أخاطب الضمير العالمى لأن العالم الغربى وأمريكا أصابهم العمى والطرش.. ومن الواضح انه حتى الآن على الرغم من سقوط آلاف الشهداء من أهالى غزة من بينهم ما يقرب من 20 ألف طفل وحوالى 13 ألف سيدة إلى جانب أكثر من 6 آلاف من كبار السن.. وما يقرب من ألفين من الطواقم الطبية.. إلى جانب الكوادر التعليمية والشهداء من الزملاء الصحفيين.. وآلاف من خيرة شباب فلسطين.. وهو ما تنقله الفضائيات ساعة بساعة على مدار اليوم منذ أكثر من 23 شهراً.. لكن يبدو أن كل هذا لم يحرك ضمير العالم ليحاولوا إجبار العدو الاسرائيلى على ايقاف حرب الإبادة الممنهجة التى ينفذها «نتنياهو» ورفاقه.. والذى لم يكتف بما يفعله فى غزة.. بل مد نيران الحرب إلى لبنان وإيران واليمن.. وأخيرا وجه طائراته وصواريخه الى قطر بحجة مطاردة قيادات حماس.. هذا إلى جانب ما سارع باحتلاله من الأراضى السورية مع سقوط بشار الأسد حتى وصل إلى ريف دمشق..
ان الغطرسة الإسرائيلية غير المحدودة لابد أن يكون لها نهاية.. ولن تستمر الأمور كما هى الآن.. وأن كان الـ «نتنياهو» يعتمد على مساندة أمريكا والغرب له.. وان العالم الغربى يتابع جرائمه فى صــمت القبور.. وكأنه لا يرى ولا يسمع.. وكأن الإنسان الفلسطينى دمه مستباح أمام آلة الحرب والإبادة الإسرائيلية..
إذا كان حكام الغرب وفى مقدمتهم الرئيس الأمريكى لا يرون المجازر والمذابح التى يرتكبها جيش الإحتلال الاسرائيلى.. فهل عميت حكومات العالم ايضا؟!!.. ألم تلفت انظارهم هذه المجازر والتدمير اللذين تعرضت لهما غزة؟.. ألم يشعروا بمرارة قتل الأطفال العزل.. أين دورهم فى إجبار إسرائيل على وقف هذه المهزلة الإنسانية؟.
وإلى الـ «نتنياهو» أقول ان الطفل الفلسطينى يولد بطلا.. يولد وهو رافع علم فلسطين.. فى القضاء على أمل الفلسطينيين فى استعادة أراضيهم.. ومهما صمت العالم عن جرائم إسرائيل فلن تموت القضية الفلسطينية مهما طال الزمن.. ولن تحل القضية الفلسطينية الا وفقا لحل الدولتين بإقامة دولة فلسطين على حدود 4 يونيو 1967.
إن مصر تواصل مساندتها لفلسطين وشعبها.. وتواصل إدخال المساعدات الإنسانية إلى أهالينا فى غزة رغم التعنت الإسرائيلى.. وتحيا مصر.