فى ظل تلك الحالة من التخبط والتوتر فى العلاقات السياسية الدولية مع ارتفاع منحنى الصراع فى العالم بصفة عامة وفى منطقة الشرق الأوسط بصفة خاصة باعتبارها المنطقة القلب من العالم ومسرح المشروع الصهيونى المتمثل فى «إسرائيل الكبرى».. من هنا تم طرح ذلك التساؤل من جديد حول تلك الدول التى ينطبق عليها مسمى «الشيطان الأكبر» الآن؟ من المعروف أن لقب «الشيطان الأكبر» أطلقته «إيران» على «الولايات المتحدة» تعبيراً عن المشاعر العدائية تجاه الولايات المتحدة «بالرغم من أن مصطلح «الثعلب العجوز» كان الأكثر شيوعاً بالنسبة لها.. فى مقال «كينيت سميلز» بعنوان: «هل أمريكا هى الشيطان الأكبر» صرح قائلاً: هل يتفق جميع المسلمين مع هذا التقييم المتطرف لأمريكا؟
وكيف يمكن لأى شخص أن ينظر إلى أمريكا بهذه الطريقة وهل هناك مبرر عقلانى موضوعى لمثل هذه النظرة؟.. فى مقال «ستيفن سيمون» بعنوان» الشيطان الأكبر لأمريكا» صرح قائلاً: أنا أتخيل بعد قرن من الآن محاولة المؤرخين تحديد القوة الأجنبية التى كانت تخشاها الولايات المتحدة أكثر من غيرها طوال العقود الممتدة من أواخر الحرب الباردة وحتى عام 2020، ويؤكد «سيمون» من خلال غربلة إستراتيجيات الأمن القومى للإدارات المتعاقبة على أنه كان ينظر لروسيا أولاً كعدو لدود ثم كصديق وأخيراً كمصدر ازعاج صعب ويرون «الصين» تتحول من شريك سابق إلى منافس قوى وستظهر «كوريا الشمالية» كعرض جانبى.. وقد خلص «سيمون» إلى أن الدولة الوحيدة التى يمكن تصويرها فقط على أنها عدو دائم وعنيد هى «إيران» من خلال خطابها الرسمى وهو ما يعنى أن ذلك المفهوم يمكن أن يتغير من مرحلة لأخرى ومن دولة لأخرى وفقاً للتحول فى العلاقات والمصالح.. من المؤكد أن مصطلح «الشيطان الأكبر» قد تمت صياغته من جانب «الخمينى» وتم استخدامه فى الخطاب الذى ألــقاه فى 5 نوفمبر 1979 بعد يوم واحد من «أزمة الرهائن» فى «إيران» حيث أدان الولايات المتحدة باعتبارها القوة الإمبريالية راعية الفساد فى العالم.. وقد نعتها «الخمينى» «بالشيطان الأكبر» للتمييز بينها وبين الشيطان الأصغر «إسرائيل» فى سياق العلاقات الإسرائيلية الأمريكية والحرب الباردة.
وفى مقال «عباس ميلانى» مدير الدراسات الإيرانية بجامعة ستانفورد «بعنوان فضح أسطورة الشيطان الأكبر « صرح قائلاً: عادة ما يشير المسئولون الإيرانيون إلى أمريكا باسم «الشيطان الأكبر» المتطفل الذى يسعى باستمرار إلى تدمير بلادهم.