مضت أجازة الصيف سريعا ..عاد الجميع يسأل: هل فعل الصواب؟ توزعت بين المصيف والخروج للترفيه أو الاستفادة واستثمار الوقت فى التدريب والاستعداد لسوق العمل ..
نكتشف مجموعة شباب ارتبط الصيف عندهم بالدراسة الاختيارية فيما يسمى الكورسات الصيفية أو summer courses بدأت كمصطلح أجنبى عن محاضرات وامتحانات الملحق لمن تعثر فى مادة أثناء الدراسة أو تخلف عن امتحانها ثم توسع الأمر لمواد يختار الطالب دراستها أثناء الإجازة ليتخلص من بعض عبء الفصل الدراسى القادم أو دراسات حرة داخل الجامعة كورسات لغات أو مهارات أو حتى أنشطة تجعل الجامعة لا تغلق أبوابها فى عز الصيف..الصديقتان خلود هيثم ومنى أحمد سعد سألتا أصدقائهما الشباب عن الفصول الصيفية بأشكالها المختلفة لتؤكدا لنا أن لأجازة الصيف المغادرة أشكالا أخري.
امتحان أبانوب
على مفترق الطرق.. وجد أبّانوب صديق ــ زراعة بنى سويف نفسه فى مواجهة مصيره الأكاديمى بينما يقضى زملاؤه أجازتهم الصيفية، تدارك تعثره فى مادة «الإحصاء التطبيقية» ودراستها خلال الصيف..
لم يكن التعثر فشلا أو عدم توفيق فى امتحان، بل انعكاس لحالة عدم الرضا تجاه مساره الدراسي. يعترف «لا أحضر المحاضرات و الكلية أصلاً»، هذا الشعور بالانفصال بين ما يدرسه وما يريده وضعه فى هذا الموقف ولحسن الحظ كان أيضا فرصة لإعادة التفكير: محاضرة واحدة أسبوعياً، ليست عبئا، بل وقفة مع الذات.. ليكون أمام سؤال أهم من الامتحان: هل هذا المسار هو ما يريده أم لم يفت الوقت على اختيار الطريق الجديد؟ هذه التجربة قد تكون دافعاً له للبحث عن مجال يحبه، بدلاً من الاستمرار فى طريق لا يرى فيه مستقبله.
عبء «رقية» الثلاثى
أما رقية عبد الحميد ناجي، طالبة بثالثة تربية نوعية بنها قسم إعلام، وضعتها الظروف فى موقف لم يكن فى الحسبان.. بسبب خطأ غامض فى نظام التسجيل، لم تُسجل لها ثلاث مواد، واكتشفت الأمر متأخرة فى موعد الامتحانات فلم يكن أمامها سوى اجازة الصيف تقول «لم أكن منزعجة من الدراسة فى الصيف بقدر إحباطى من المجهود الذى ذهب هباءً بعد الاستعداد لهذه المواد وشراء الكتب بل وإنهاء المشاريع».
ولأن هذه المواد لم تُطرح فى الفصل الصيفي، كان عليها أن تفرغ مكانا ومساحة بدراسة مجموعة من مواد العام القادم للعبء الثلاثى المؤجل.
الضغط الأكبر الذى تواجهه رقية الآن نفسى بالأساس: تدرس مواد جديدة ومعقدة بمفردها، بعيداً عن زملائها ولكنها تحاول التعلم من التجربة تعلمت أهمية الانتباه للتفاصيل فى التسجيل، والتغلب على الضغوط النفسية بمفردها.
«رحمة» مادة وتعدى
رحمة صابر، حاسبات ومعلومات الزقازيق:
تركت مادة «لغات البرمجة المتطورة» بعد أن شعرت بثقلها لتدرسها بارتياح خلال الصيف ونزلت بالفعل امتحنتها.
تصف أجواء الدراسة الصيفية: هو «كورس» بالفعل حيث عدد قليل من الطلاب وبالتالى تركيز أكبر، والامتحان مختصر، مادة وحيدة لذلك كنت أكثر انتباها وأقل توترا من الامتحانات النهائية.. أؤكد لزملائى الذين يمرون بنفس الظروف الموضوع ليس صعبا أو معقدا.. فى الآخر هى مادة تذاكرها وتعدي!
مريم «تتعثر لتنهض»
مريم علي، بالفرقة الثانية بتربية قسم إعلام تربوي، مرت بأصعب تجربة أثناء دراستها لمادة الخبر والتقرير الصحفي.
تقول: طبيعة المادة تحتاج إلى دقة كبيرة فى الصياغة والتفكير النقدي، مما أشعرها ببعض الصعوبة فى التطبيق العملي، لم تتمكن من اجتياز المادة هذا العام، وكانت تجربة قاسية أن تتعرقل أثناء الطريق.. لكننا نتعثر لننهض.. لذلك لم تضعف عزيمتها، بل وضعت خطة أكثر وضوحًا للاستعداد للعام المقبل.
خبرة «صفاء» تتشكل
شكل آخر من الفصول الصيفية خاضته صفاء أشرف رسمي، قسم إعلام بالفرقة الرابعة تربية نوعية بنها عندما قررت أن تجعل من أجازتها الصيفية محطة لبناء مستقبلها المهني، وليس مجرد فترة للراحة.
عبر كليتها حصلت على فرصتين ثمينتين للتدريب أثناء الصيف فى راديو كاسيت و قناة النيل. لم يكن هدفها مجرد شهادات، بل التدريب الميدانى كرصيد حقيقى يفتح لها الأبواب بعد التخرج
استطاعت اكتساب مهارات حقيقية خارج الإطار الأكاديمي: تعلمت الوقوف بثقة أمام الكاميرا، والتحكم بلغة جسدها، ونبرة الصوت، وكيفية كتابة «سكريبت» إعلامى احترافي.
الآن تتطلع بتفاؤل لمستقبلها، وتأمل أن تجد فرصة عمل فى مكان مرموق مثل «راديو مصر» أو إحدى القنوات التلفزيونية.
شغف «أسماء»
لم تكتفِ أسماء عرفة سيد أحمد خليل، بالفرقة الثالثة بكلية الدراسات الإنسانية الأزهر، بما يقدمه المنهج الدراسى لتستغل أجازتها فى تطوير الذات والاقتراب من شغفها بالتاريخ
انخرطت فى تدريب متخصص فى الإرشاد السياحى القبطى والروماني
لم تكتفِ بجمع المعلومات النظرية، بل اكتشفت أماكن أثرية لم تكن تعرفها، وتعمقت فى فهم التاريخ القديم بشكل لم تُتِحْه لها المحاضرات الجامعية. والأهم من ذلك، تعلمت كيف تقف أمام الجمهور وتتحدث بطلاقة وتشرح بأسلوب شيق.
ضغط الوقت كان تحديا تجاوزته بالشغف مفتاح تجاوز الصعاب تقول: «أيام التدريب مخصصة بالكامل للعمل، أما أيام الأجازة، فأستغلها للترفيه والراحة».
الكورسات الصيفية لها دافع واضح وهدف محدد، يجعلها أسهل وأكثر متعة من الدراسة التى تتطلب التركيز فى مجالات متعددة.
«سيف» المستقبل قاطع
سيف الدين سامح حسن، ــ ثالثة آداب حلوان ــ له تجربة أخرى حيث يدرس تاريخ الحضارة المصرية القديمة، وعندما وفرت الجامعة فرصة التدريب الصيفى لم يتردد فى اغتنامها بالمتحف القبطي، ليثرى سجله بعد دورات سابقة فى الإرشاد الأثرى الإسلامي، وشهادة فى اللغة المصرية القديمة.
لم تكن الرحلة خالية من الصعوبات عندما يشاهد ويسمع حكايات الأصدقاء عن أجازة طويلة لكنه يعرف كيف يدير وقته ببراعة، مع تخصيص وقت للراحة.
يضيف «الجامعة تفتح آفاقاً أوسع للقراءة، أما الكورسات فهى تركز على مهارة مكثفة تفتح الأبواب لتجارب أكبر ومجالات أوسع بعد التخرج مؤكدا أن سيف المستقبل قاطع لا ينتظر المتكاسل».
الكمبيوتر.. صديق «يوستينا»
يوستينا نبيل ــ تربية نوعية ــ شاركت فى كورس بكليتها تابع لشركة كمبيوتر عالمية والتجربة كانت مفيدة: تعلمت استخدام أدوات وبرامج تكنولوجية بشكل عملى يساعدها فى الدراسة وتعرفت على طرق جديدة لتوظيف التكنولوجيا لتسهيل الحياة، والميزة أنها مهارات تطبيقية لذلك استخدمتها على الفور وشعرت أنها اقتربت بخطوات واسعة من متطلبات سوق العمل.
الكورس أيضا شجعها على مواصلة التعلم والتطوير لأن التكنولوجيا تتغير باستمرار لتبنى وتكمل على ما بدأته فى أجازتها الصيفية.
عبدالله.. كورس واحد لا يكفى
من قاعات الأزهر إلى عالم المهارات.. يصنع عبد الله سليمان توفيق ــ بالفرقة الثانية كلية التربية ــ مستقبله ليستثمر فرص الدورات المعتمدة من جامعته ويحصل على أكثر من كورس أثناء الإجازة من ICDL واللغة الإنجليزية وحتى التخاطب.
لامسا الفرق من حيث الحماس نحو المعرفة والتوسع فى السؤال، فالأماكن تكون أكثر راحة والدراسة تفاعلية وتمنحه خبرة حقيقية تفيده فى عمله المستقبلي. ولا تتوقف أحلامه عند هذا الحد، فهو يخطط لمواصلة التعلم فى مجالات المستقبل مثل الميكاترونكس والذكاء الاصطناعي
وينصح زملاءه بالاستثمار فى الذات فهو الاستثمار الأكثر ربحا ، يبنى الشخصية ويصنع المستقبل.
نشاط «أحمد» مستمر
لم يتوقف أحمد سليم طالب بزراعة الزقازيق قسم بايو تكنولوجى عن الأنشطة الطلابية بجامعته حتى فى الأجازة فاشترك فى مبادرة نواة للتنمية التى تعمل على تطوير قدرات الشباب وتنمية مهاراتهم فى مجالات مختلفة مثل القيادة وريادة الأعمال وتنمية الذات. اكتسب من المبادرة خبرات مثل العمل الجماعي، والنجاح كفريق كما تعلم المهارات التنظيمية واستثمار الوقت بشكل أفضل.
التجربة إيجابية جعلته أكثر ثقة كما تعرف على أصدقاء جدد من جامعات مختلفة ..كل منهم له تجربة ملهمة وحلم طموح يسعى له. وهكذا كانت «نواة» للتطور والتفوق.. عاش فيها تجربة صيفية لا تنسي.. يثق أنها خطوة كبيرة نحو الحلم القادم.