كثفت قوات الاحتلال الإسرائيلي، أمس قصفها على شمال قطاع غزة، ومدينة غزة تحديدا، وواصلت تفجير ونسف المنازل والأبراج السكنية، مخلفة عدداً جديداً من الشهداء والمصابين.
استهدفت مسيرات الاحتلال منازل فى محيط حى اليرموك وسط مدينة غزة، كما أطلقت آليات الاحتلال نيرانها باتجاه منتظرى المساعدات وسط القطاع.
وتواصل قوات الاحتلال استهداف الأبراج السكنية والمنازل وعمليات النسف والتفجير باستخدام «الروبوتات المفخخة» فى الأحياء السكنية من مدينة غزة، بهدف إجبار الأهالى على النزوح القسرى وتهجير أكبر عدد منهم إلى وسط القطاع وجنوبه.
قال المتحدث باسم جيش الاحتلال، إن القوات الإسرائيلية ستوسع وتيرة الهجمات فى مدينة غزة لحسم المعركة مع حماس.
كما أضاف أنه وفقاً لتقديرات الجيش فقد «انتقل أكثر من ربع مليون من السكان والمقيمين فى مدينة غزة إلى خارج المدينة، داعيا من تبقى فى المدينة إلى الانتقال نحو المواصى جنوباً والمناطق الخالية فى مخيمات الوسطي.
أشار المتحدث إلى أن عمليات القصف المكثف وتفجير المنازل والأبنية مستمرة منذ أيام، مع استعداد القوات الإسرائيلية التى تطوق مدينة غزة لاجتياحها، مضيفا أن إسرائيل دمرت 3مدارس لأونروا فى مخيم الشاطئ غرب غزة.
كان آلاف الفلسطينيين قد نزحوا خلال الأيام الماضية من المدينة المكتظة، بعضهم مشياً على الأقدام، وسط ظروف إنسانية قاسية، وشح فى الطعام والمياه والمواصلات.
فى الأثناء قال مصدر فلسطينى إن جيش الاحتلال الإسرائيلى شن أكثر من 18 غارة استهدفت مدارس تؤوى نازحين وخيام إيواء ومنازل مأهولة، بعد أن طلب من سكان بعضها الإخلاء تمهيدا لقصفها.
فى سياق متصل، فجّر جيش الاحتلال عبوات ناسفة «ريبورتات مفخخة» فى مناطق شرق حى الشيخ رضوان، ما أدى إلى تدمير كامل لعدد من المنازل والمبانى السكنية بفعل قوة الانفجارات.
يقول جيش الاحتلال إنه يسيطر عمليًا على 40 ٪من مدينة غزة، بينما تستعد القوات البرية لمحاربة ما وصفه نتنياهو بـ»آخر معقل مهم» لحماس.
نقلت الصحيفة عن مصادر أن رئيس هيئة الأركان فى الجيش الإسرائيلى إيال زامير، يتوسل القيادة السياسية لاتخاذ قرار نهائى بشأن ما تريد فعله فى غزة.
تشير التقارير إلى أن العملية البرية المرتقبة تهدف إلى السيطرة الكاملة على مدينة غزة، بمشاركة نحو 130 ألف جندى احتياطى وخمس فرق نظامية، ضمن خطة تمتد حتى عام 2026.
من ناحية أخرى سجّلت وزارة الصحة فى قطاع غزة خلال الـ24 ساعة الماضية 7 حالات وفاة نتيجة المجاعة وسوء التغذية من بينهم طفلان، ليرتفع إجمالى وفيات سوء التغذية إلى 420شهيدًا، من بينهم 145 طفلاً.
يأتى ذلك فى وقت قالت فيه وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» إن المدنيين محاصرون ولا يوجد لديهم مكان آمن يذهبون إليه.
أضافت الوكالة الأممية «تستمر الأسر فى مواجهة الظروف القاسية وانعدام الأمن الغذائى المتزايد»، كما طالبت باتخاذ إجراء عاجل. من جهة أخرى ورغم نفى الاحتلال، اعترف رئيس أركان الجيش الإسرائيلى السابق، هرتسى هاليفي، بقيام الاحتلال بقتل وإصابة أكثر من 200 ألف فلسطينى فى الحرب الدامية بغزة، مؤكداً أن المشورة القانونية لم تقيد عمليات الجيش ولا مرة على الاطلاق.
كشف هاليفى الذى استقال من منصبه فى مارس الماضى خلال لقاء قبل أيام مع «كيبوتس» جنوب إسرائيل، أن أكثر من 10 ٪ من سكان غزة البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة قُتلوا أو جُرحوا، فى رقم يقترب إلى حد كبير مع ما أعلنته وزارة الصحة فى غزة، والتى غالباً ما يتهمها المسئولون الإسرائيليون بعدم دقة أرقامها لا سيما أنها تابعة لحماس.