العربدة الإسرائيلية فى الشرق الأوسط لم تعد مجرد توصيف إعلامي، بل باتت واقعا يتجسد فى انتهاكات صارخة لكل القوانين الدولية والأعراف الدبلوماسية، كما حدث مؤخرا فى الاعتداء على دولة قطر، فقد أقدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، على تنفيذ عملية عدوانية فى قلب العاصمة القطرية الدوحة، بحجة استهداف قيادات من حركة حماس، فى خطوة تكشف حجم الاستهتار بسيادة الدول وحرمة أراضيها، وتؤكد أن إسرائيل مستمرة فى تجاوز كل الخطوط الحمراء تحت غطاء صمت دولى مريب.
الاعتداء الاسرائيلى لم يكن مجرد خرق أمنى غير مدروس، بل تحديا صارخا لمبدأ أساسى فى العلاقات الدولية، وهو احترام سيادة الدول وعدم التدخل فى شئونها الداخلية، ووحدة وسلامة أراضيها، فقد استهدفت الغارة الإسرائيلية اجتماعا لقيادات فلسطينية كانت تبحث سبل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار فى قطاع غزة، وهو ما يكشف الطبيعة التخريبية والعربدة الإسرائيلية، التى لا تتوقف عند حدود استهداف الشعب الفلسطينى الأعزل، بل تمتد لتقويض أى جهود دبلوماسية أو وساطة إقليمية تسعى إلى إنهاء الإبادة الجماعية.
وفى مواجهة هذا التصعيد الخطير، أصدرت مصر بيانا رسميا عبرت فيه عن إدانتها الشديدة واستنكارها البالغ للعمل العدوانى الذى نفذته قوات الاحتلال الإسرائيلى على قطر، مؤكدة أن الاعتداء انتهاك صارخ لأحكام القانون الدولي، ومبادئ احترام سيادة الدول، وحرمة أراضيها، وسابقة خطيرة وتطورا مرفوضا.
واعتبرت مصر أن التصعيد الإسرائيلى يقوض المساعى الدولية الرامية إلى تحقيق التهدئة، ويهدد الأمن والاستقرار فى المنطقة بأسرها، لما لدولة قطر من دور محورى فى جهود الوساطة للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار فى غزة، ودعت مصر المجتمع الدولى إلى تحمل مسئولياته القانونية والأخلاقية تجاه هذا الانتهاك الإسرائيلى الصارخ، والعمل الفورى على وقف العدوان الإسرائيلي، ومحاسبة المسئولين عنه، حتى لا يضاف إلى سجل الإفلات المعتاد لإسرائيل من المحاسبة.
أرى أن استهداف قطر ليس مجرد اعتداء على دولة شقيقة، بل يحمل رسالة مفادها أن إسرائيل تسعى لإجهاض أى جهد عربى أو إقليمى لحل الأزمة، وهو ما يستدعى وقفة جماعية من الدول العربية، ليس فقط للتنديد، بل للتحرك على كافة المستويات والأصعدة، من أجل وضع حد للعربدة الإسرائيلية فى الشرق الأوسط..كما أطالب المجتمع الدولى للقيام بدوره وتحمل مسئولياته والتصدى للانتهاكات الإسرائيلية المتكررة، والتى سوف تدفع المنطقة إلى فوضى غير مسبوقة، لأن ما جرى فى الدوحة ليس حدثا عابرا، بل إنذار جديد يؤكد أن إسرائيل لم تعد ترى فى القانون الدولى سوى الشجب والإدانة، لذا علينا جميعا أن نعى الدرس جيدا، أن حلم اسرائيل الكبرى ليس ببعيد عن الجميع، ولن يحمى العرب إلا انفسهم، حفظ الله مصر وشعبها وجيشها الحصن الحصين وسائر بلاد المسلمين.