فلنكن واضحين..ما تفعله إسرائيل وأمريكا فى المنطقة ليس فقط إرهاب دولة بل بلطجة بمعنى الكلمة وإلا بماذا نسمى استباحة أجواء دولة عربية ذات سيادة غير عدوة لإسرائيل ويوجد على أراضيها أكبر قاعدة عسكرية أمريكية فى المنطقة ووسيط فى المفاوضات الهادفة للتهدئة ووقف حرب غزة ورغم كل ذلك تقوم المقاتلات الإسرائيلية بقصف مبنى بالعاصمة القطرية الدوحة يجتمع فيه قادة حماس بناء على عملية استخباراتية..
رغم فشل هذه العملية فى تحقيق أهدافها إلا أنها كشفت أول ما كشفت نوايا نتنياهو فى توسيع الحرب فى المنطقة وفى الواقع إسرائيل قد اعتادت فى الأشهر الأخيرة على ممارسة تلك البلطجة فى أكثر من بلد عربي فى لبنان وسوريا واليمن وفى العراق إذا أرادت.. هذا هو المشهد فى المنطقة فى ظل عدم وجود موقف عربى موحد وقوى قادر على وقف تلك البلطجة التى زادت عن حدها وباتت تهدد أى بلد طالما أن المجتمع الدولى ظل عاجزا عن تشكيل نظام عالمى جديد يرفض الهيمنة ويؤمن بالتعاون والتقارب.. نظام متعدد الأقطاب.. العالم أصبح فى حاجة إلى نظام لا يستعرض عضلاته لإرهاب الأخرين وهو نظام مرفوض من غالبية دول العالم وثبت فشله فى تحقيق الأمن والسلم الدوليين وبالتالى حان وقت تغييره.
لقد تفائلت خيرا بعد ما تابعت ردود أفعال العرض العسكرى الضخم الذى شهدته الصين مؤخرا بمناسبة الاحتفال بالذكرى الثمانين لنهاية الحرب العالمية الثانية والذى شهد ظهور زعماء الصين وروسيا وكوريا الشمالية معا لأول مرة وهو ما اعتبره الرئيس الأمريكى ترامب رسالة تقول له «نحن هنا» وهو ما دفعه لاتهام الزعماء الثلاثة بالتآمر على بلاده رغم عدم صدور أى تصريحات عدائية لبلاده فى تلك المناسبة ويبدو أن الرئيس ترامب عمل بالمثل الذى يقول « اللى على رأسه بطحة يحسس عليها» فما بالنا وبطحات ترامب كثيرة فى المنطقة..ليتهم يتآمرون!.
إن القمة العربية الإسلامية الطارئة المزمع عقــدها اليـــوم وغـــدا فى الــدوحة هى قمة «نكون أو لا نكون» ..هذا هو وقت الحسم والحزم وليس وقت الشجب والإدانة..نريدها قمة تخرج بقرارات قاطعة وفاصلة وجريئة فى مواقفها.. قرارات تجبر البلطجة الإسرائيلية والأمريكية فى المنطقة على الاختيار ما بين الحرب وبين العيش فى سلام.. لقد أعلنتها إسرائيل مدوية أن يدها قادرة على استهداف أى مكان فى المنطقة فماذا نحن منتظرون؟!.