لم تكن ما قامت به دولة الاحتلال البغيضة وجيشها الخائن المتآمر على كل مَنْ حوله بالأمر الجديد.. فكثيراً ما تذكرنا أحداث التاريخ الماضية أن هذا الكيان السرطانى الذى زرعته قوى الاستعمار القديمة فى المنطقة بموجب «وعد» بلفور وزير خارجية بريطانيا آنذاك.. ثم المذابح المتعددة الأشكال والألوان التى قامت بها العصابات الصهيونية فى فلسطين فى دير ياسين وكفر قاسم وغيرهما ثم حرب 48 التى أعلن بعدها الكيان دولته.. والغريب والعجيب فى الأمر.. أن قوى الاستعمار القديم كان أول مَنْ اعترف بهذه الدولة التى جاءت من سفاح سياسى بين العصابات اليهودية أيام الانتداب البريطانى على فلسطين وقوات الحلفاء حيث ساعدت هذه العصابات الحلفاء إبان الحربين العالميتين الأولى والثانية وكان رد الجميل فورياً تمثل فى «وعد بلفور» الذى نفذته قوى الاستعمار البغيض.. ومن يومها مازالت فلسطين وأهلها يعانون كل المعاناة.
>>>
إسرائيل دولة لا تعرف سوى لغة القوة ومن ثم فإن لغة السلام مع هذا اليمين الإسرائيلى المتطرف ليس لها مكان لديهم كما أن التجربة الأخيرة لجيش الحرب الإسرائيلى إبان حربه مع إيران أثبتت بمالا يدع مجالاً للشك أن إسرائيل قوة كاذبة وهشة ولولا الدعم اللا محدود الذى يصل إلى تل أبيب من واشنطن بصورة مباشرة لكانت إسرائيل الآن فى خبر كان.. خاصة وقد شاهدنا جميعاً كيف كانت الصواريخ الفرط صوتية الإيرانية الصنع والطائرات المسيرة الإيرانية أيضاً تخترق المجال الجوى الإسرائيلى من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها.. ومدن إسرائيلية بالكامل تعرضت للقصف من بُعد ولم تستطع الدفاعات الجوية الإسرائيلية التصدى لها.. ولولا تدخل الولايات المتحدة الأمريكية المباشر عن طريق قواعدها العسكرية فى الخليج وضرب المنشآت الحيوية الإيرانية لكان تدمير العديد من المدن الكبرى فى إسرائيل هدفاً سهل المنال ولا تحدثونا عن القبة الحديدية أو الذهبية أو الفضية أو حتى البرونزية الإسرائيلية فكلها أكاذيب من صُنع خيال حكومة اليمين المتطرف فى إسرائيل.
من هنا فلغة القوة هى النافعة الآن مع هذا العدو المتغطرس.
فماذا أعد العرب لمواجهة هذا الظرف الذى يحتم عليهم الاتفاق على كلمة سواء حتى ينقذوا ما بقى من الأمن القومى العربي.. وأن ينحوا الخلافات فيما بينهم جانباً.. فهل يفعلون؟