عدوان إسرائيلى غاشم يوم الثلاثاء الماضى على دولة عربية شقيقة وهى قطر أدانته دول العالم ومصر أصدرت بيانين من قبل الرئاسة والخارجية يؤكدان على الإدانة بشدة للعدوان الإسرائيلى على دولة قطر، وأنه سابقة خطيرة وتطور مرفوض وتصعيد يقوض المساعى الدولية الرامية للتهدئة.. كما أنه يمثل خرقاً فاضحاً لأحكام القانون الدولى وميثاق الأمم المتحدة، واستخفافاً بالقواعد والأعراف الدولية. وأكدت مصر تضامنها الكامل ووقوفها التام مع دولة قطر الشقيقة قيادة وحكومة وشعبا أمام هذا العدوان المشين.
كما كانت كلمة السفير أسامة عبدالخالق مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة خلال اجتماع مجلس الأمن محل تقدير حيث أكد أن الشرق الأوسط لن ينعم بالسلام والاستقرار إلا من خلال حل عادل للقضية الفلسطينية، داعيًا مجلس الأمن إلى اتخاذ موقف حازم وفاعل تجاه تصرفات إسرائيل.
شدد على أن أمن قطر مرتبط بأمن مصر والمنطقة العربية بأسرها، وأن موقف مصر ثابت تجاه ضرورة إنقاذ الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة من أى إبادة محتملة.
العدوان الإسرائيلى الغاشم الإرهابى على قطر سيؤدى لمزيد من الصراع وتوسيع نطاقه فى المنطقة، فالحل الوحيد للأمن والسلام والاستقرار فى المنطقة هو قيام الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، ولكن إسرائيل لا تريد تحقيق أى استقرار أو سلام فى العالم، فهى المعرقل الحقيقى لكل ما يُبذل من جهود لحل الأزمة، وكلما اقتربنا من الحل تقوم هى بالمزيد من التصعيد والعدوان.
القمة العربية الإسلامية المقرر عقدها اليوم وغدا وتستضيفها الدوحة مهمة للغاية فى هذا التوقيت نظراً لما حدث لقطر من اعتداء إسرائيلى عليها من خلال عدوان همجى إرهابي، وبالتالى فهناك ضرورة لتوحيد الصف العربى والإسلامي، كان عام 2015 شهد مقترحاً من قبل السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى حول إنشاء قوة عربية مشتركة، وبالتالى أصبح علينا الآن ضرورة التفكير والعمل سريعاً من أجل تنفيذ هذا المقترح نظراً للتحديات الراهنة فى المنطقة ومن أجل العمل على حماية سيادة الدول العربية، فالرئيس السيسى كانت لديه رؤية مستقبلية واستباقية وأصبح الآن هناك أهمية لتفعيل هذا المقترح.
مصر لديها ثوابت واضحة وتضع الخطوط الحمراء وهى لا التهجير ولا لتصفية القضية الفلسطينية وان يتم إعادة إعمار قطاع غزة فى وجود الفلسطينيين داخل أراضيهم، ويمكن القول إن مصر فى ظل الأزمات والصراعات التى يعانيها العالم إلا أنها استطاعت من خلال جهود دبلوماسية كبيرة من تحقيق إنجاز تاريخى بالتوصل لاتفاق بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية والتوقيع عليه بالقاهرة بين وزير الخارجية الإيرانى ومدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية من أجل استئناف التعاون بين الجانبين، فمصر عندما تصر على أمر تصل له وهو ما تحقق فى هذا الاتفاق والتوقيع عليه، فهى دولة كبيرة لها ثقلها وهو ما يؤكد على الدور المحورى المصرى ويؤكد على أن الدبلوماسية المصرية قوية وتعلم جيداً الأدوات التى تمتلكها والآليات التى لديها، وبالتالى فالدور المصرى لا يمكن لأى دولة أن تقوم به.
اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة قراراً يؤيد إعلان نيويورك بشأن تنفيذ حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة، وبالتالى فإن حصول القرار على تأييد 142دولة هو دليل على التأييد الدولى الواسع النطاق للحقوق الفلسطينية المشروعة وعلى رأسها حق الشعب الفلسطينى فى تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة، فيجب أيضاً العمل على إصلاح مجلس الأمن لأن هناك كارثة حقيقية تتمثل فى أن خمس دول هى من تتحكم فى مصير هذا العالم وهى الدول الدائمة العضوية والتى تمتلك حق «الفيتو»، كما أن هناك ظلماً كبيراً وتاريخياً يقع على الدول العربية والإسلامية والقارة الأفريقية نظراً لأنهم يجب أن يعبروا عن قضاياهم وليس أن تكون هناك دول دائمة العضوية فى مجلس الأمن لها مصلحة فى تمرير قرار أو عدم تمريره فتقوم باستخدام حق «الفيتو» مثل ما يحدث مع القضية الفلسطينية واستخدام الولايات المتحدة الفيتو بصفة مستمرة لمنع أى قرار خاص بالقضية الفلسطينية أن يتم تمريره وهو أمر مؤسف للغاية.