شارك الدكتور محمد عثمان الخشت، المفكر العربي البارز وأستاذ فلسفة الأديان والمذاهب الحديثة والمعاصرة، في حلقة مميزة من بودكاست “بيت الحكمة” الذي تقدمه جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، وتناولت الحلقة موضوع “فلسفة الدين”، والعلاقة المعقدة بين الفلسفة والإيمان، والعقل والعلم.
أهم محاور النقاش
تطرق النقاش، الذي أداره الأستاذ فهد الحمادي، إلى عدة محاور رئيسية:
- أسباب الخوف من الفلسفة: أوضح الدكتور الخشت أن الخوف من الفلسفة غالبًا ما ينبع من الجهل بها، أو ضعف الإيمان، أو من جماعات تخشى التفكير النقدي. وأكد أن القرآن الكريم يدعو إلى التفكر والتدبر.
- مفهوم “الحقيقة”: فرّق الدكتور الخشت بين تيارين: الإقصائي الذي يدعي امتلاك الحقيقة المطلقة، وتيار التعددية. واقترح مسارًا ثالثًا يقوم على الإيمان بحقيقة دين معين مع الاعتراف بحق الآخرين في الوجود والتعايش السلمي.
- الفرق بين فلسفة الدين وعلم الكلام: أوضح أن علم الكلام هو علم عقائدي دفاعي، بينما فلسفة الدين تمثل تفكيرًا عقليًا نقديًا في الدين كظاهرة شاملة. وأكد على ضرورة وجود “علم كلام جديد” يتجسد في فلسفة الدين.
- الفلسفة والإيمان: أكد الدكتور الخشت أن التفكير الفلسفي النقدي لا يتعارض مع الإيمان، بل يمكن أن يعمقه ويثبته على أسس عقلانية، مشيرًا إلى أن الكثير من الفلاسفة بحثوا عن مبدأ أول أو علة عليا للوجود.
دعوة للتفكير النقدي والتعايش السلمي
شدد الدكتور الخشت على أن علم الكلام التقليدي أصبح غير قادر على معالجة الإشكاليات الفكرية المعقدة في العصر الحديث، ودعا إلى تطويره من خلال “فلسفة الدين” لتكون قادرة على استيعاب التطورات العلمية والفلسفية الحديثة.
كما دعا إلى تعزيز قيم التعايش السلمي والتسامح بين أتباع الديانات المختلفة، مؤكدًا أن الهدف يجب أن يكون بناء مجتمعات متعددة ومتنوعة يتعايش فيها الجميع تحت مظلة القانون والدستور، مع الحفاظ على هوياتهم الدينية والثقافية.
يُذكر أن الدكتور محمد عثمان الخشت، الذي تولى رئاسة جامعة القاهرة، لديه مشروع فكري متكامل يهدف إلى تأسيس خطاب ديني جديد ورؤية عقلانية مستنيرة للدين.