والأسرة تتسامر ليلاً فى ردهة المنزل أمام التلفاز.. الأب يمسك بفنجان القهوة.. والأم تضم بين يديها طبق المكسرات المفضل.. ينما انحنى الابن الأصغر جانباً بكيس الشيبسى الجامبو.. وفوجئ الجميع بالمذيع الشهير.. يستضيف شقيقهم الذى مات من شهرين فى حادث سير.. بنفس التى شيرت الأزرق الذى كان يرتديه.. ونفس تسريحة شعره التى خرج بها وهو يقبل والدته.. ويودع أشقاءه بعد انتهاء إجازته وعودته إلى عمله.. فى المدينة النائية.. ذهلت الأسرة.. والقى كل فرد ما فى يده وفرك عينيه.. لا يصدق ما يراه.. بل لا يصدق أذنيه وهى تسمع صوت الشقيق العائد من الموت بعد شهرين من الحادث.. وعندما سأله المذيع.. كيف وقع الحادث.. ظل يشرح منذ أن وضع قدمه فى سيارته ومروره على محطة الوقود.. وتناوله فنجان القهوة.. فى كافتيريا المحطة.. وانطلاقه بعد ذلك على الطريق السريع.. وبعد حوالى 40 دقيقة فوجئ بالنقل السريع يدخل الحارة المخصصة للملاكى مما أحدث ارتباكاً شديداً على الطريق.. وانحرف النقل بقوة فدهس أكثر من سيارة ملاكي.. فانحرف بشدة بسيارته فانقلبت به عدة مرات حتى اصطدمت بحاجز خرساني.. ولم يدر بنفسه بعد ذلك.. بينما الأسرة فى ذهول ودهشة جعلت الجميع.. فى حالة غياب تام عن الدنيا.
وعندما سأله المذيع.. بما تنصح قائدى السيارات.. وكيف.. نتلافى مثل هذه الحوادث.. أجابه بوعى ودقة وقدم روشتة علاج شاملة لمنع وقوع مثل هذه الحوادث على الطرق.. وفى ختام حواره مع الشاب العائد إلى الحياة بعد شهرين من حادث وفاته.. وجه حديثه لأفراد أسرته فرداً فرداً.. أحبك يا أبي.. اشتقت لمداعبتك يا أبي.. و.. و.. انهمر أفراد الأسرة فى بكاء شديد.. يبحثون عن طريق المحطة.. أو يسألون أحداً.. ما الذى يحدث.. وهل نحن فى حلم أو علم.. وقبل أن تطول الحيرة وتكثر التساؤلات.. قال مذيع البرنامج الشهير.. لا تتعجبوا.. ولا تحتاروا.. إنه الذكاء الاصطناعى الذى يمكن أن يأتى بالأموات فيتحدثون بصوتهم ونبرات صوتهم.. وبلا أدنى تغيير حتى حركات اليدين والعينين.. والشفاه.. لا شيء يتغير.. ويمكن أن يجعلك تقول ما لا تقول وتفعل ما لا تفعل.
>>>
لذلك عزيزى وصديقي.. توقف كثيراً.. ودقق أكثر.. ولا تصدق كل ما تراه على الصفحات.. والمواقع.. ولا تصدق عندما تشاهد فيديو لمسئول.. أو تصريحاً لرئيس طواه الثري.. أو زعيم طوته الأيام والنسيان.. يدهشك بموقف غير معهود.. أو كلام غير مسئول.. فما يحدث فى ظل الثورة التكنولوجية والتقدم المذهل فى دنيا الاتصالات.. وثورة المعلومات.. والذكاء الاصطناعي.. فوق كل تصور.. والقادم مذهل ومذهل.. ويمكن أن يكون الذكاء الاصطناعي.. ثمرة الذكاء الإنساني.. يمكن أن تكون نهاية الكون على يد الذكاء الاصطناعي.. ويمكن لمكنون السلاح النووى والذرى والأسلحة والصواريخ ذاتية الانطلاق والتى تحتاج لإنسان يمنحها شارة الانطلاق.. وما يجرى الآن من تغيرات مذهلة حتى فى فكر الإنسان.. وما وصل إليه من أيديولوجيات عرقية وفكرية.. تجعله يفكر فى المليار الذهبي.. وفناء الجنس البشري.. لتحيا فئة بعينها وتسخر الابتكار العلمى المذهل فى تحقيق فيروسات وزلازل صناعية يمكن أن تفتك بأمة فى لحظات.. دخول العقل البشرى فى هذه المنطقة الخطرة.. مؤشر على امكانية فناء المعمورة.. بخطأ من الذكاء الاصطناعى الذى يمكن أن يثير الصواريخ النووية فى كل اتجاه ومن كل البقاع.. فلا تبقى على وجه الأرض.. نبات ولا حتى جماد..
>>>
إن الأمل الوحيد فى تجنب كل ذلك.. أن يعود الإنسان إلى إنسانيته التى فطره الله عليها.. إنسان إعمار الكون وتسخير كل نعم الله.. لخير خلق الله.