تتجه أنظار العرب والعالم كله إلى الدوحة بعد غد الاثنين لمتابعة فعاليات القمة العربية ـ الاسلامية التى دعت إلى انعقادها دولة قطر الشقيقة، بعد أيام من الهجوم الإسرائيلى الغادر على قطر ومحاولة استهداف قادة من حركة حماس المقيمين فيها، فى خطوة اعتبرها مراقبون تهديدا مباشرا لدور الدوحة كوسيط رئيسى فى ملفات المنطقة، ويعلق الجميع آمالا عريضة على القمة المرتقبة وتتطلع الشعوب إلى اتخاذ القادة قرارات حاسمة ورادعة من شأنها وقف العربدة الإسرائيلية وكبح جماع زعيم اليمين المتطرف نتنياهو وعصابته الحاكمة فى تل ابيب.
والحقيقة ان العدوان الاسرائيلى الارهابى على الدوحة قد وحد الصف العربى واعاد الروح إلى التضامن العربى والاسلامى بل ووقف العالم كله ضد عربدة الصهاينة وتجاوزهم كل الخطوط الحمراء والاعتداء على سيادة الدول بلا أى مبرر.. مصر تصدرت المشهد منذ اللحظات الاولى للعدوان وادانت القاهرة العدوان الغادر بأشد العبارات ودعت المجتمع الدولى ومنظماته المختلفة إلى ردع نتنياهو وجيش الاحتلال الاسرائيلى وبتوجيهات من الرئيس عبدالفتاح السيسى توجه د. بدر عبد العاطى وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج إلى الدوحة والتقى الشيخ تميم بن حمد آل ثانى أمير دولة قطر الشقيقة، حيث نقل لسموه تحيات وتقدير الرئيس السيسى لأمير قطر وتضامن مصر ووقوفها الكامل إلى جانب دولة قطر الشقيقة فى أعقاب العدوان الإسرائيلى السافر الذى استهدف العاصمة القطرية الدوحة.
الوزير عبدالعاطى جدد خلال لقائه امير قطر إدانة مصر بأشد العبارات العدوان الإسرائيلى الغادر الذى يمثل انتهاكا صارخا لسيادة دولة قطر الشقيقة، وخرقا فاضحا لأحكام القانون الدولى وميثاق الأمم المتحدة، مؤكدا أن هذا العدوان الصارخ يشكل سابقة خطيرة لا يستهدف دولة قطر الشقيقة فحسب وإنما تقويض الأمن الجماعى العربي، وأن المساس بأمن قطر يعد مساسا مباشرا بالأمن القومى العربي.. وأكد وزير الخارجية تضامن مصر الكامل ووقوفها التام إلى جانب دولة قطر الشقيقة، قيادةً وحكومةً وشعبًا، فى هذا الظرف الدقيق، الشيخ تميم بن حمد آل ثانى اكد تقديره للموقف المصرى ووجه التحية إلى السيدالرئيس عبد الفتاح السيسى على مبادرته بالاتصال معه فى هذا الظرف الدقيق، معربا عن بالغ الاعتزاز والتقدير للموقف المصرى الداعم لقطر، وما يجسده من تكليف لوزير الخارجية للقيام بهذه الزيارة من تضامن يعبر عن عمق العلاقات والروابط الأخوية بين البلدين الشقيقين.
رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد توجه ايضا إلى الدوحة وأكد من العاصمة القطرية دعم بلاده «لكل الإجراءات التى تتخذها قطر للحفاظ على سيادتها وسلامة أراضيها»، فى رسالة واضحة بأن أمن الخليج خط أحمر.
وفى الرياض أكد ولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان رفض وإدانة بلاده للهجوم، مشددًا على أن الرياض ستكون إلى جانب قطر فى أى خطوات تتخذها، وهو ما يشى بأن القمة المرتقبة قد تشهد تقاربًا غير مسبوق فى المواقف الخليجية والعربية تجاه إسرائيل.
وخلال جلسة طارئة لمجلس الأمن بشأن الهجوم الإسرائيلى على الدوحة توالت ادانات الدول الاعضاء للعدوان الاسرائيلى على قطر واكدت مندوبة الدنمارك أن المنطقة لا تتحمل دوامة جديدة من التصعيد، ودعت إسرائيل للالتزام بالقانون الدولي، وحثت مجلس الأمن على التحرك العاجل لإنهاء المعاناة فى غزة، وكشف المندوب الروسى أن الهجوم الإسرائيلى على الدوحة ينذر باستهداف أى عاصمة عالمية، مؤكداً أن المنطقة تشهد موجة جديدة من التصعيد، وأن إسرائيل استهدفت اجتماعاً لحماس خلال مفاوضات غزة، مما يمثل تقويضاً لجهود الوسطاء.. أما المندوبة الأمريكية، فقد قالت إن ترامب أكد على ضمان عدم تكرار الهجمات على الدوحة، ورأى أن المنطقة أمامها فرصة للسلام، محذرة من تهديد حماس لأمن إسرائيل وإطالة الصراع.
وقبل ساعات من انعقاد القمة العربية الاسلامية ارتفع سقف طموحات ومطالب الشعوب العربية بضرورة الاستجابة سريعا لمقترح الرئيس عبدالفتاح السيسى منذ فترة بضرورة تشكيل قوة ردع عربية مشتركة تتحرك فورا للدفاع عن أى دولة عربية تتعرض لعدوان أو هجوم.. وطالب الخبراء العسكريون بالاسراع بتشكيل القوة العربية المشتركة بقيادة مصرية وبمشاركة قوية من جانب الجيوش العربية.