هذه الفترة الدقيقة التى نعيشها من عمر الوطن، كاشفة تؤكد على صواب الرؤية الرئاسية التى انطلقت قبل 12 عامًا هذه الفترة الحرجة وشديدة الوطأة والتى تواجه فيها مصر تحديات وتهديدات ومخاطر غير مسبوقة كانت ومازالت اختبارًا حقيقيًا لجودة وعبقرية الرؤية التى حققت نتائج فاقت التوقعات، وحصنت الدولة المصرية ضد عواصف عاتية على كافة الأصعدة فى الداخل والخارج، هذه الفترة الدقيقة الحاملة بالتحديات والتهديدات أكدت على صلابة الدولة المصرية بعد 12 عامًا من البناء والتنمية والإصلاح والتطوير وتمكين الدولة من امتلاك قدرات غير مسبوقة ليست فقط عسكرية وهى الأهم، ولكنها قدرات اقتصادية واجتماعية وثقافية وشعبية، اختبار حقيقى لمنظومة قوى الدولة الشاملة التى كشفت عن قوة غير مسبوقة، وجاهزية فريدة، وأنها تقف على أرض صلبة.
السؤال المهم.. الذى طرحته فى هذا المقال حتى تفصل بين الحق والباطل والغث والسمين تخيل أن الرئيس عبدالفتاح السيسى عندما تسلم المسئولية الوطنية فى قيادة مصر منتصف عام 2014 قرر أن يكتفى بمواجهة الحرب، وهى حرب ضروس وهذا تبرير منطقي، وواقعى «البلد فى حرب»، ولك أن تتخيل أيضا أن الرئيس السيسى قرر أن يحكم بطريقة من سبقوه، واكتفى بـ»المسكنات» والتحذير، والحفاظ على الاستقرار الهش وأن ما يواجه مصر من أزمات مزمنة ومشاكل متراكمة على مدار العقود الماضية، وما أضيف إليها من نتائج الفوضى والإرهاب فى يناير 2011 وصولاً إلى انتهاء حكم الإخوان المجرمين.
تخيل أن الرئيس السيسى لم يطلق مسيرة أكبر مشروع فى تاريخ مصر للإصلاح والبناء والتنمية فى جميع القطاعات بالدولة وفى كافة ربوعها.. ولديه المبرر أن المطلوب فوق طاقة الدولة.. وقدراتها، وفى ظل مواردها المحدودة واستسلم لضيق الأفق والأفكار التقليدية، وتذرع بمقولة «منين؟» ولن يسأله أحد لأن الجميع يدرك هذه الحقائق.
تخيل أن الرئيس السيسى خاف أو خشى من هول التحديات والأزمات والمشاكل والمعاناة التى تواجه الوطن والمواطن.
تخيل أن الرئيس السيسى استسلم للتنظير من قبل البعض والفلاسفة، وأقاويل فقه الأولويات، ولماذا تسلح الجيش بهذا الحجم والظروف صعبة.
الإجابة عن كل هذه التساؤلات أو الافتراضات أننا كنا نعيش فى كارثة حقيقية الآن فى ظل حجم مرعب من التحديات والتهديدات والمخاطر والمخططات والمؤامرات التى لم تعد خافية على أحد، أو تدور فى الغرف المظلمة أو من وراء الكواليس أو فى ظل المشهد الجيوسياسى شديد الاضطراب والذى الهدف منه فى الأساس مصر، الإجابة ببساطة أقل نتيجة كانت المعاناة والاحتياج وارتفاع حدة الأزمات والمشاكل، والطوابير والعشوائيات وحالة التجمد أصابت الدولة، لاأهداف لا طموح لا فرص لا نمو لا استثمارات لا تعليم لا صحة لا دولة حديثة ثرية بالفرص والمستقبل الواعد فى ظل إرهاب وخفافيش الظلام والنتيجة انفجار داخلى مروع وكارثي، وأخطر هذه النتائج سقوط الدولة وتركيعها لصالح مخططات قوى الشر، وعدم القدرة على المواجهة فى ظل كوارث الداخل، وضغوط وتهديدات الخارج.
السؤال المهم أيضا ماذا لو لم يحقق الرئيس عبدالفتاح السيسى وينفذ أكبر ملحمة للبناء والتنمية والإصلاح فى كافة القطاعات وفى جميع ربوع البلاد، وينهض بالبلاد ويحول مصر إلى دولة متعددة الشرايين لتحقيق موارد، والتمرد على مقولة الموارد المحدودة؟ ماذا لو لم يقم بنية تحتية عصرية؟ هل كان هناك مستثمر يفكر فى وضع أمواله فى مشروعات داخل الدولة المصرية أو دول تستثمر فى مصر استثمارات ضخمة ومباشرة؟ وماذا لو لم يقم بتطهير سيناء من الإرهاب، وتعميرها فى أكبر ملحمة تنمية فى هذه الأرض الطيبة المقدسة، والتى تحوى دماء الشهداء الطاهرة والتى هى مطمع وهدف لأوهام الصهاينة؟ ماذا لو لم يطور ويحدث الرئيس السيسى الجيش المصرى العظيم بأحدث منظومات التسليح فى العالم ويستشرف المستقبل ويتوقع حجم التهديدات والمخططات التى تستهدف الدولة المصرية فى أمنها القومى وسيادتها وأرضها هذه الجيش العظيم الذى أصبح الأقوى فى الشرق الأوسط وأحد أقوى الجيش فى العالم والذى يقف كالجبل فى وجه الأطماع والأوهام ومقدراتها يردع ويرهب كل من يفكر فى المساس بمصر هل اللحظات الدقيقة، والفترات الحرجة والاضطرابات الشديدة التى تموج به المنطقة والأطماع والمخططات والمؤامرات التى على عينك يا عالم كافية للرد على الفلاسفة والمنظرين والمزايدين الذين تحدثوا بدون فهم وخيال ورؤى وعدم موضوعية عن ركائز رؤية التنمية الشاملة فى مصر، وأهمية تمكين الوطن من امتلاك القدرة الشاملة والمؤثرة، والسؤال هنا، ماذا كان حال مصر الآن فى ظل هذا الطوفان والمؤامرات؟ وماذا لو لم نحقق وننفذ أكبر رؤية للبناء والتنمية والإصلاح وامتلاك القوة والقدرة الشاملة، أرى أن الجميع لابد أن يصفق ويوجه التحية الآن لهذا القائد العظيم الذى أدرك حتمية السباق مع الزمن لبناء الدولة المصرية الحديثة والقوية والقادرة على مواجهة عواصف التحديات والتهديدات والذى استشرف المستقبل واعد العدة وجعل مصر تقف على أرض شديدة الصلابة، ترفض، وتتخذ مواقف حاسمة وحازمة وليست مرتعشة أو مترددة مواقف ثابتة لم ولن تتغير وتقف ندًا لأكبر قوة فى العالم، لاتركع، ولا تستجيب لمطالب تتنافى مع شرف الدولة المصرية، وثوابتها ومواقفها.
يقينًا التاريخ سيقف فخورًا بما حققه الرئيس عبدالفتاح السيسى لوطنه من إنقاذ وبناء وشموخ وحماية للوطن والمواطن ووقوف فى وجه المخططات والمؤامرات سوف يكتب التاريخ كيف نجح السيسى وبدون أى مبالغة أو تهويل فى تحويل مصر إلى القوة الإقليمية الأعظم الواثقة والرادعة لأى مساس بأمنها القومى ومقدراتها الوجودية وأيضا بناء الدولة القادرة على حماية شعبها وتلبية احتياجاته من أمن وأمان واستقرار ومستقبل واعد.