تعد القضية الفلسطينية حجر الزاوية فى السياسة الخارجية المصرية، وتشكل موقفاً راسخاً ومتجذراً فى الوعى الجمعى للدولة والمواطنين على حد سواء. إن موقف القيادة السياسية المصرية، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى، ليس مجرد رد فعل على الأحداث الراهنة، بل هو امتداد لثوابت تاريخية وإستراتيجية بنيت على مدار عقود من الزمن.. هذا الموقف يتسم بالصلابة والوضوح، ويقوم على عدة محاور رئيسية تعكس إيمانا عميقا بحقوق الشعب الفلسطينى وضرورة تحقيق الأمن والاستقرار فى المنطقة. ومن أبرز وأصلب ملامح الموقف المصرى تجاه القضية الفلسطينية هو الرفض القاطع لأى محاولات لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم، خاصة من قطاع غزة إلى سيناء. وقد أعلنت القيادة السياسية هذا الموقف بوضوح تام، واعتبرته «خطاً أحمر» لا يمكن تجاوزه. هذا الرفض ليس مجرد موقف إنساني، بل هو قرار إستراتيجى ووجودى له أبعاد أمنية وسياسية واقتصادية عميقة وتعتبر أى عملية تهجير للفلسطينيين ستؤدى إلى زعزعة استقرار المنطقة.
كما أن التهجير القسرى يعنى تصفية القضية الفلسطينية وإنهاء حلم إقامة الدولة المستقلة، وهو ما ترفضه مصر رفضاً قاطعاً باعتباره انتهاكاً للقانون الدولى والقرارات الأممية. وتؤمن القيادة السياسية إيماناً راسخاً بأن حل الدولتين هو السبيل الوحيد والأوحد لتحقيق سلام عادل وشامل ودائم فى المنطقة.. وتعمل جاهدة على توفير الغطاء الدبلوماسي.. وتسعى مصر إلى حشد الدعم الدولى لهذا الحل، وتعمل على تفعيل القرارات الأممية ذات الصلة، ورفض أى محاولات لتجاوز أو إفراغ هذا الحل من مضمونه.. وتدعو مصر باستمرار إلى العودة إلى طاولة المفاوضات، وتلعب دور الوسيط النزيه لتقريب وجهات النظر بين الأطراف الفلسطينية والإسرائيلية،تلعب مصر دوراً محورياً على الصعيدين العملى والإنساني، مما يعكس صلابة التزامها بالقضية الفلسطينية.. وتعد مصر الوسيط الرئيسى فى أى مواجهة بين الجانبين، وحقن دماء المدنيين، وتخفيف حدة التوترات. إن قناة الاتصال المفتوحة التى تحتفظ بها القيادة المصرية مع كافة الأطراف، ويمثل معبر رفح الرئة التى يتنفس منها قطاع غزة، وتعمل مصر جاهدة على إبقائه مفتوحاً أمام تدفق المساعدات الإنسانية والإغاثية، وإدخال الوقود والمستلزمات الطبية.. ويتجسد موقف القيادة المصرية الصلب فى الخطاب السياسى الرسمي، سواء من خلال التصريحات الرئاسية أو البيانات الصادرة عن وزارة الخارجية. ويتميز هذا الخطاب بالوضوح، والشفافية، واللغة الصريحة التى لا تقبل التأويل وأن أى حل لا يحقق حقوق الفلسطينيين سيؤثر سلباً على أمن واستقرار المنطقة بأسرها. كما تصر مصر على أن أى حل للقضية يجب أن يكون مبنياً على قرارات الشرعية الدولية والمبادرات السلمية، مثل المبادرة العربية للسلام. إن الموقف المصرى الثابت والصلب تجاه القضية الفلسطينية ليس مجرد سياسة خارجية عابرة، بل هو انعكاس لقناعة راسخة وأن السلام والأمن فى المنطقة لا يمكن تحقيقهما إلا من خلال إنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية مستقلة.. لقد أثبتت القيادة السياسية المصرية أنها ليست مجرد وسيط، بل هى شريك أساسى فى الدفاع عن هذه الحقوق، وأنها لن تتهاون فى حماية أمنها القومى أو التخلى عن مسئوليتها التاريخية تجاه الشعب الفلسطيني.









