دلالات خطيرة ومهمة فى العدوان السافر الذى قامت به إسرائيل واستهدفت خلاله العاصمة القطرية الدوحة.. وبعيدا عن الدلالات هناك رسالات مهمة لنا كعرب أن إسرائيل بدعم أمريكى بلا حدود يسعى سفاح القرن بهذا الدعم والمساندة لتنفيذ مخططة الإرهابى ويؤكد الحادث أن سياسة إسرائيل واحدة.. فقد ذكرنى الحادث باغتيال القيادى السابق فى حركة فتح عام 88 خليل الوزير «أبو جهاد» وزميله صلاح خلف «أبو إياد» رفاق الزعيم ياسر عرفات فى منازلهم فى تونس فى الوقت الذى كانت مسارات «أوسلو» تتم سرا من تونس إلى أوسلو وبمعرفة عواصم أخرى دار أمامى وأنا أرى تنفيذ الاعتداء على وفد حماس المفاوض وفى الدولة الشقيقة قطر التى تشارك مصر مع أمريكا نفسها فى مفاوضات تبادل الأسرى والمحتجزين، الأمر الذى لا يفكر فيه نتنياهو، فهو يفكر فقط فى خرائطه الوهمية وخداع البعض بأنه يريد الحل فى الوقت الذى يدمر فيه غزة.
الهدف من المغامرة الغاشمة والخفية وهو اغتيال أى مشاريع لتحقيق السلام فى الشرق الأوسط وحل القضية بالثوابت التى أعلنتها مصر للعالم حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية التى لا يريدها «نتنياهو» وعصابته من اليمين المتطرف.. المسألة ليس اغتيال وفد حماس لكنه تعبير عن سياسة سفاح القرن نتنياهو ونسف كل مسارات السلام.. وكشف الحادث أن أمريكا – ترامب.. وأمريكا مع كل من سيتوترومان وإيزنهاور وجونسون ونيكسون وكارتر وريجان وبوش الأب والابن وكلينتون وأوباماوبايدن والحالى ترامب كلهم يؤيدون إسرائيل ويبررون ما تفعله.. أن ما حدث فى الدوحة هو اغتيال السعى للسلام وهذا الذى يريده سفاح القرن .. كيف تكون أمريكا الواصى والوسيط ولا تعرف أن هناك ضربة وشيكة للمفاوضين مع إسرائيل.. وللأسف فى الوقت الذى تحث فيه مثل هذه الهجمات يمهد لها الإعلام الأمريكى ان الاتفاق بات وشيكا والبعض يبتلع الطعم ان ما أقدم عليه نتنياهو كشف للعالم من جديد حقيقة الرجل المدان فى الجنائية الدولية والظلم الواقع على الفلسطينيين فى ظل وضع إقليمى «مرتبك» وخريطة توارثية يحلم بها نتنياهو كبن جوريون وديان وبيجين وشارون وجولدامائير وبيريز وكل حكام إسرائيل صقور أو حمائم.. وأعود إلى نهج الاغتيالات التى تمارسها إسرائيل ونجد أمامنا أيضاً أسماء كثيرة مثل كمال عدوان وغسان كنفانى وعصام سرطاوى وأسماء كثيرة فى طابور طويل من قيادات المقاومة.. وأمريكا فى كل مرة على مدى نحو 80 عاما تبرر أفعال الإرهاب الممنهج الذى يمارسه قادة إسرائيل التى تعرقل مسيرة السلام فى المنطقة دون أن يبال أى مسئول إسرائيلى بتحرير أسراه منذ عملية طوفان الأقصى فى 7أكتوبر 2023.. والشعب الفلسطينى الأعزل يتحمل القنابل والصواريخ الأمريكية التى تغتاله بها قوات الاحتلال.. إن ما حدث فى الدوحة ليس جريمة جديدة فقط بل تأكيد على النهج الصهيونى الذى لم يتغير.. وهنا أقف أمام الحدث بأهمية انتباهنا جميعا كعرب أن الأمن القومى العربى سلاحنا ضد العدوان وضد دولة زرعت فى الشرق الأوسط لزعزعة استقراره وعرقلة خطوات التنمية بإشغالنا بحروب فى المنطقة تأكل الأخضر واليابس.
وهنا أشيد بالتحرك المصرى الذى قاده السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى ليس فى إدانة العملية الغاشمة على سيادة دولة عربية شقيقة عضو فى الجامعة العربية ومجلس التعاون لدول الخليج العربية ومنظمة التعاون الإسلامى والأمم المتحدة بل فى الاتصالات المكثفة مع قادة العالم وتضامنا مع الشقيقة قطر قيادة وشعب واعتبار المساس بالأمن القومى القطرى مساساً بأمن مصر ولعل زيارة وزير الخارجية الدكتور بدر عبدالعاطى يوم الخميس إلى قطر كانت رسالة تضامن ودعم للقيادة والشعب مع الشقيقة قطر فى هذا العمل الغاشم الجبان.. حاولت إسرائيل مرارا الوقيعة بين البلدين فى مسألة الوساطة أو التقليل من الدور المصرى وفات حكام إسرائيل جدار الثقة القوى الذى يجمع علاقات البلدين.. إن رسالة مصر للعالم فضح ممارسات حكومة نتنياهو وفى نفس الوقت رفض أى سيناريوهات يسعى نتنياهو لفرضها على المنطقة فى الوقت الذى تستعد الجمعية العامة لعقد دورتها الجديدة.. لكن الأمر يحتاج تضامنا عربيا يكشف للعالم النوايا الخبيثة المعروفة لإسرائيل إنها ليست دولة سلام طالما على رأس حكومتها سفاح العصر – نتنياهو – وللحديث بقية.