أكد د. محمد سامى عبدالصادق رئيس جامعة القاهرة فى حواره مع «الجمهورية» ان الجامعة تفتح ابوابها على مرحلة جديدة من مسيرتها التعليمية والبحثية حيث توازن بين مجانية التعليم والبرامج المميزة فى ظل انجازات بارزة وتطورات نوعية تجعلها اكثر قدرة على المنافسة اقليميا وعالميا.
اضاف ان هذا العام يحمل طابعا خاصا للجامعة حيث يشهد بدء الدراسة فى الجامعة الاهلية لاول مرة ببرامج اكاديمية حديثة تستجيب لمتطلبات سوق العمل وتوفير فرص تعليمية متميزة للطلاب.
اوضح ان الجامعة تشهد حاليا تطوير الحرم الجامعى وتواصل مسيرة البحث العلمى التى تبرز مكانتها فى التصنيفات الدولية من خلال تشجيع النشر العلمى والمشروعات التطبيقية اضافة إلى القيام بدورها الوطنى والاقليمى باستقبال الاف الطلاب الوافدين من مختلف الجنسيات.
اشار إلى العمل على تأهيل الاساتذة والهيئة المعاونة بتقنيات الذكاء الاصطناعى مع الاستعانة بالاداريين بعد سن الستين كخبرة متجددة وعقود مع تطوير المستشفيات وتوفير العلاج بالمجان.
اوضح ان طالب الكليات الحكومية يكلف الدولة 60ألف جنيه سنويا مؤكدا ان مجانية التعليم اولوية دائمة ورسالة قائمة.
«الجمهورية» التقت الدكتور محمد سامى عبدالصادق رئيس الجامعة فى حوار شامل عن الجديد فى العملية التعليمية خلال العام الدراسى 2026-2025.
>> كيف استعدت جامعة القاهرة للعام الدراسى الجديد وما الذى يميزه عن السنوات الماضية؟
> العام الدراسى 2025/2026 له خصوصية لأنه يشهد انطلاق جامعة القاهرة الأهلية لأول مرة، وهى جامعة نشأت من رحم جامعة القاهرة الأم، وتضم 13 كلية تعمل بـ 25 برنامجاً اكاديميا، ونحرص على ان تكون العملية التعليمية بها على نفس جودة التعليم فى الجامعة الحكومية
والأسبوع الأول سيكون تعريفياً سواء فى الجامعة الحكومية أو الأهلية، حيث يتعرف الطلاب على نظام الدراسة فى الكليات وأماكن المدرجات والمعامل والمكتبات وأماكن الأنشطة الرياضية والترفيهية، كما يتم دمج الجدد مع القدامي
>> وماذا عن التطوير فى الحرم الجامعى والجداول الدراسية؟
> نعمل على تهيئة أماكن مناسبة للطلاب وأعضاء هيئة التدريس، وتطوير حركة السيارات داخل الجامعة، كما انتهينا من رفع كفاءة سور جامعة القاهرة التاريخى بما يليق بمكانتها وازالة العوامل التى تهدد سلامته، كما نعلن الجداول فى الفترة الحالية ونلتزم بمواعيد المجلس الأعلى للجامعات بشأن بداية العام ونهاية الفصل الأول وإجازة منتصف العام ونهاية العام .
>> بعد اعلان الحد الأدنى للقبول بكليات الجامعة الاهلية.. كيف تم تنظيم التنسيق بها؟
> تم عمل التنسيق فى الجامعة الأهلية إلى مرحلتين: الأولى لطلاب الثانوية العامة، وتقدم أكثر من 7 آلاف طالب وطالبة وتم ملء مقاعد الكليات الطبية والاقتصاد والعلوم السياسية وإدارة الأعمال والهندسة والذكاء الاصطناعى والقانون والتربية للطفولة المبكرة والإعلام ونستهدف قبول حوالى 3500 كبداية مع التوسع التدريجى لاحقاً بعد الانتهاء من المبانى الجديدة للجامعة وارتفاع الحد الأدنى للقبول فى الكليات بالجامعة الأهلية يعود الى ثقة اولياء الامور والطلاب فى مكانة الجامعة واعضاء هيئة التدريس بها أما المرحلة الثانية بدأت 8 سبتمبر الحالى وتشمل طلاب الشهادات العربية والمعادلة وسيتم تخصيص نسبة محددة لكل شهادة من خلال القواعد المنظمة من المجلس الأعلى للجامعات الأهلية .
>> هل المصروفات ثابتة فى كليات الجامعة الاهلية أم ستتغير؟
> نطمئن أولياء الأمور ان المصروفات ثابتة فى جميع الكليات كما هى معلنة، والجامعة الأهلية ليست للربح، بل لتوفير فرصة تعليم للطلاب الذين لم يلتحقوا بالجامعة الحكومية، بحيث يدفع الطالب ما يعادل الخدمات التعليمية المقدمة إليه بالجامعة الأهلية، لأن طالب جامعة القاهرة الحكومية لا يدفع مقابل الخدمة التعليمية التى تتجاوز 60 ألف جنية سنويا المتمثلة فى الأجور ورسوم النظافة والكهرباء وغيرها من الخدمات التى تتحملها خزانة الدولة سنويا.
>> ماذا عن المنح والإعفاءات فى الجامعة الاهلية؟
> لدينا قواعد موحدة للمنح سيعلن عنها مجلس الجامعات الأهلية منها إعفاء كامل فى حالة وفاة ولى الأمر أثناء الدراسة.. أما ذوى الاحتياجات الخاصة فهناك خصومات من 50 ٪ وتصل إلى 100 ٪ والأبطال الرياضيين الحائزين على بطولات افريقية وعالمية يتم منحهم إعفاء كاملاً أما الطلاب غير القادرين فهناك إعفاءات جزئية ونقدم إعفاء كاملاً من المصروفات لأبناء الشهداء ومصابى العمليات الحربية ونقدم منحاً لأبناء العاملين وأعضاء هيئة التدريس تتراوح الخصومات فيها من 25 إلى 35 ٪.
>> هناك حديث أن الجامعات الأهلية مبانٍ بلا أعضاء هيئة تدريس، فما تعليقكم؟
> هذا غير صحيح فى جامعة القاهرة الأهلية لأن الجامعة الأم تضم 19 ألف عضو هيئة تدريس و35 ألف موظف، ونفس الأساتذة يدرسون فى الجامعتين الحكومية والأهلية. كما ان هناك عودة من الأساتذة المنتدبين والمعارين الى الجامعات الأخرى علاوة على الاستعانة ببعض الأساتذة والمواطنين المتقاعدين، والجامعة كانت دائماً تمد الجامعات الخاصة بكوادرها.
>> هل سيتم الاستعانة بالعاملين فى الجامعة الأهلية؟
> نعم، سيتم الاستعانة بالعاملين فى الجامعة الأهلية بنظام التدوير، ليس فقط بالعاملين فى الخدمة، بل أيضاً المحالين للمعاش والذين تخطوا سن الستين والهدف أن يدرك الإدارى أنه إذا اجتهد وأخلص فى عمله، يمكن أن تتم الاستعانة به فى الجامعة الأهلية بعقد سنوى متجدد، مما يشجعه على الأداء الجيد داخل الجامعة الحكومية، خاصة أن الجامعة الأهلية لايوجد بها سن محدد للمعاش.
>> وهل هناك مستشفى خاص بكلية الطب بالجامعة الأهلية؟
> نحن خصصنا أيامًا محددة فى القصر العينى لطلاب طب القاهرة الاهلية ويجرى حاليا بدء مرحلة تجهيز المستشفى الجامعى الخاص بالجامعة الأهلية فقد تم الانتهاء من انشاء المبنى بالفعل وتجهيزه بالأجهزة والمعدات من إيرادات الجامعة الأهلية،علماً أن الطلاب فى أول سنتين لا يحتاجون إلى التدريب فى المستشفيات.
>> كيف تعمل الجامعة على تأهيل أعضاء هيئة التدريس؟
> لدينا مركز لتنمية قدرات أعضاء هيئة التدريس (FLDC) يقدم دورات متخصصة لأعضاء هيئة التدريس والهيئة المعاونة منها دورات حديثة فى الذكاء الاصطناعى وهى شرط للترقيات للأساتذة والأساتذة المساعدين.
>> ما تقييمكم لأداء العمداء والقيادات داخل كليات الجامعة؟
> اختيار العمداء يتم وفق إجراءات وقواعد واضحة تساعد فى اختيار الكفاءات الأكاديمية حيث يقدم المرشح برنامجاً يناقشه أمام لجنة متخصصة، وتختار اللجنة الأفضل وفق معايير محددة. ثم يُرفع الترشيح لرئيس الجامعة، وبعدها الى وزير التعليم العالى ومنه الى رئيس مجلس الوزراء هذا النظام يضمن اختيار الكفاءات، ولذلك نجد بين عمداء جامعة القاهرة كوادر ذات كفاءات متميزة قد يصلحون أيضاً لرئاسة الجامعة
>> كيف تحافظ جامعة القاهرة على مكانتها فى التصنيفات العالمية؟
> التصنيفات العالمية مثل شنغهاى وQS البريطانى والاسبانى وUS News الأمريكى وغيرها لكل تصنيف معايير مختلفة ونعمل على استيفاء معايير كل تصنيف والجامعة تتقدم سنوياً رغم المنافسة الشديدة من جامعات عالمية ذات إمكانيات ضخمة لكننا حريصون على ريادة جامعة القاهرة إقليميا كأول جامعة مصرية والمنافسة للارتقاء عالميا وهذا يمثل تحدياً كبيراً جدا لان الجامعات على مستوى العالم 35 الف جامعة تدخل فى التصنيفات وهناك جامعات امكانياتها ومواردها ضخمة جدا مثل هارفارد وغيرها فى أمريكا واوروبا ونتقدم فى التصنيفات من عام الى آخر ويرجع ذلك لسياسات الجامعة فى تشجيع البحث العلمى فقد خصصنا 90 مليون جنيه مكافآت للنشر فى المجلات العلمية المرموقة ونشجع البحث التطبيقى ونربطه بسوق العمل عبر شركة جامعة القاهرة لإدارة واستثمار الأصول المعنوية، التى تحول مخرجات البحث العلمى إلى منتجات بالتعاون مع القطاع الصناعي.
>> هل هناك أمثلة عملية لمخرجات هذه الشركة؟
> نعم، بدأنا بمشروع فى محطة التجارب الزراعية بكلية الزراعة، حيث أنشأنا صوباً زراعية وأنتجنا محاصيل زراعية من مخرجات ابحاث بالتعاون بين كلية الزراعة مع شركات زراعية وهذا اول مشروع لشركة القاهرة، كما أطلقنا «قاموس القاهرة للشباب العرب» الذى أعدته كلية دار العلوم وهو قاموس يشرح الكلمات العربية ومفرداتها واستخداماتها، يُتاح مجاناً لطلاب الجامعة وبمقابل فى الخارج مما يحقق إيرادات للجامعة.
>> ما علاقة شركة جامعة القاهرة بالتحالفات الإقليمية للجامعات؟
> ما تقوم به الشركة مشروعات خاصة بالجامعة، أما التحالفات فتأتى ضمن الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالى ورؤية مصر 2030. جامعة القاهرة تقود تحالف إقليم القاهرة الكبري، الذى يركز على الصناعة والصحة العامة والتكنولوجيا ونتعاون كجامعات مع الحكومة والقطاع الخاص، ومن الشركاء الرئيسيين شركة سيمنز التى دربت 400 طالب وطالبة من الجامعات المشاركة فى التحالف .
>> هناك من يرى أن التحالفات الأخرى أنشط من تحالف جامعات القاهرة الكبري.. ما رأيكم؟
> التحالفات الأخرى ليست اكثر فعالية انما تحالف القاهرة الكبرى قدّم العديد من المشروعات، وجامعة القاهرة تشارك مع جامعتى حلوان وعين شمس فى خمسة مشروعات ضمن مبادرة تحالف وتنمية ولم يعلن حتى المشروعات الفائزة فى تحالف وتنمية وأيضا يصدر التحالف دليل إنجازات شهرى يوضح الأنشطة بعكس ما يقال عن ضعف الفاعلية .
>> كم عدد الطلاب الوافدين بجامعة القاهرة؟
> لدينا حوالى 33 ألف طالب وافد من 99 جنسية، أغلبهم من الدول العربية والأفريقية. الرقم يبدو كبيراً، لكنه لا يدر موارد ضخمة لأن جزءاً كبيراً من الطلاب يحصلون على منح خاصة من أبناء فلسطين وسوريا، السودان ودول أفريقيا، وهذا يعكس دورنا فى القوة الناعمة لمصر.
>> ماذا عن الطلاب الوافدين من أوروبا؟
> لدينا أعداد محدودة من طلاب أوروبيين يدرسون اللغة العربية بكلية الآداب، والاقتصاد والعلوم السياسية وإدارة الأعمال بكلية التجارة ولكن أغلب الوافدين من الدول العربية والأفريقية.
>> كيف تسهم كلية الدراسات الأفريقية العليا فى هذا الدور؟
> الكلية من الكليات الرائدة فى استقطاب الدارسين الأفارقة وتلعب دوراً أساسياً فى دراسة المجتمعات الأفريقية، وهو ما يعزز دور مصر فى القارة كقوة ناعمة وتصدر الكلية تقريرًا سنويًا عن التنمية والأوضاع فى أفريقيا واستشراف المستقبل فى افريقيا من خلال كبار الأساتذة المتخصصين، وتشهد إقبالًا واسعًا من الدارسين الأفارقة خاصة مع وجود منح للطلاب من دول حوض النيل وبعض الدول الأفريقية الأخري. وتلعب الكلية دورًا مؤثرًا عبر إعداد تقارير وتوصيات لمتخذ القرار، والتعاون مع وزارات ومؤسسات الدولة.
>> هل هناك فعاليات خاصة بالأفارقة داخل الكلية؟
> يتم تنظيم «يوم أفريقيا» بمشاركة السفراء الأفارقة كما تعقد مؤتمرات وفعاليات مختلفة يحضرها ممثلون عن القارة الأفريقية.
>> هل تفكر جامعة القاهرة فى إنشاء فروع لها فى أفريقيا؟
> الفكرة مطروحة .. لكن إقامة فرع فى أفريقيا يحتاج إلى دراسة جدوى دقيقة نظرًا للتكاليف الكبيرة ولا بد ان يكون هناك عائد جيد من انشاء الفرع لذلك بدأت الجامعة بأفرع فى الخليج مثل الرياض وعجمان ويتم حاليا التجهيز لافتتاحهما العام القادم ونجاح هذه التجربة سيكون دافعًا للتوسع مستقبلًا فى أفريقيا .
>> ماذا عن الشراكات مع الجامعات الأوروبية؟
> هناك شراكات قائمة، آخرها مع الجامعات الفرنسية على هامش زيارة الرئيس ماكرون و تستعد الجامعة للمشاركة فى مؤتمر الرابطة الأوروبية للتعليم العالى بالسويد خلال سبتمبر الحالى ونهدف من خلال المشاركة لقاء ممثلى الجامعات من كل دول العالم وعقد اتفاقيات وبرامج مشتركة ومشروعات بحثية مشتركة وتبادل زيارات أعضاء هيئة التدريس والطلاب .
>> هل هناك برامج جديدة بالجامعة؟
> بالفعل هناك برامج جديدة فى كليات الجامعة هذا العام منها برنامج كلية الطب باللغة الفرنسية وهو برنامج متميز يلبى احتياجات سوق العمل بالدول الناطقة بالفرنسية وتقدم اليه اكثر من 70 طالبا وطالبة وأيضًا هناك برنامج العلوم المصرفية بالتعاون مع البنك المركزي، ويتميز بجانب عملى كبير وفرص توظيف بعد التخرج.
>> البعض يرى أن رسوم البرامج المميزة مرتفعة. ما تعليقكم؟
> هذه البرامج تقوم على شراكات دولية وتمنح شهادات معترفًا بها عالميًا، لذلك تكلفتها أعلي. العائد من هذه الرسوم يُستخدم فى تطوير المعامل والمكتبات والمستشفيات الجامعية ودعم الطلاب غير القادرين الهدف ليس الربح وإنما تحسين جودة التعليم والخدمات.
>> هل البرامج المميزة تهدد مجانية التعليم؟
> إطلاقًا مجانية التعليم أولوية لا يمكن المساس بها، الجامعات الحكومية مستمرة فى أداء دورها، بينما البرامج المميزة والأهلية تتيح مرونة أكبر وتوفر مصادر دخل إضافية لدعم العملية التعليمية.
>> ما وضع مستشفيات جامعة القاهرة؟
> الجامعة تضم 27 مستشفى تعليميًا، تقدم خدمات لأكثر من 2.5 مليون مريض سنويًا بالمجان. المستشفيات بحاجة لتطوير مستمر نظرًا لقدم مبانيها، لذلك نعتمد على التبرعات والدعم من البنوك ورجال الأعمال. خلال الفترة الأخيرة تم افتتاح وحدات رعاية مركزة وغرف عمليات جديدة، والعمل مستمر لتحديث باقى المستشفيات.
>> هل حجم التبرعات مناسب بالنسبة لاحتياجات المستشفيات؟
> مهما بلغ حجم التبرعات، فلن يكون كافيًا. الاحتياجات كبيرة، والمستشفيات تقدم خدمات مجانية لمرضى من مختلف أنحاء مصر. نحن نوجه كل التبرعات فى مسارها الصحيح، ونأمل فى دعم أكبر من رجال الأعمال والمؤسسات.
