فى معهد الدراسات الدبلوماسية التابع لوزارة الخارجية تقاليد راسخة لا يتنازل عنها وثوابت لا تتغير وتقوم على ان الدبلوماسى يجب أن يكون صورة حقيقية تعكس قوة مصر ومكانتها ولهذا فلا مجال للمجادلة والتهاون فى التدريب والاجتهاد، المعهد الذى يعد الأقدم بالمنطقة، حيث بدأ نشاطه فى عام 1966.. من ثوابته حرصه على تطوير برامجه ووسائل التدريب بشكل مستمر حتى يواكب التغيرات العالمية المتسارعة والتى تتطلب مهارات خاصة فى الدبلوماسي.
السفير الدكتور ياسر علوى مساعد وزير الخارجية ومدير معهد الدراسات الدبلوماسية ومدير ادارة البحوث والتقديرات يكشف فى حوار مع «الجمهورية» خريطة تدريب الدبلوماسيين وكيف أصبح المعهد له سمعة دولية جعلت الكثيرين يلجأون إليه فخلال الـ 10 أشهر الماضية درب المعهد 350 دبلوماسيا غير مصري.
كشف مساعد وزير الخارجية ومدير معهد الدراسات الدبلوماسية أن المعهد تربطه فى الوقت الحالى أكثر من 130 مذكرة تفاهم بينه وبين جهات داخلية وخارجية حول العالم وبموجبها نقدم التدريب لعدد كبير من الدبلوماسيين الأجانب.
أكد أن علينا مسئولية أن نحافظ على هيبة وصدارة مصر، فالدبلوماسى يجب أن يعلم ويدرك قيمة بلده ومكانتها، كما يجب أن يتسلح بثقافة ومعلومات وقدرة على إدارة الأزمات والتحاور والتفاوض باسم دولته الكبيرة.
> هل الاختبارات التى تعقدها وزارة الخارجية سنويا من أجل اختيار الاكفاء للالتحاق بالوزارة كافية؟
>> الحقيقة ان ذلك ليس مجرد اختبار هذه مسابقة والفارق بين الاثنين ان الاختبار يجوز أن ينجح أو لا يوفق فيه أما المسابقة فهى تعنى اننا نأخذ افضل المتقدمين وبالتالى فإن النجاح لا يكفى لأننا نفترض اننا نحتاج 30 أو 40 أو 50 من المتقدمين وبالتالى سوف نأخذ الـ «50» الأوائل الأعلى درجة من الممكن أن يكون قد نجح 200 أو 300 ولكن سوف نأخذ الـ «50» الأوائل.. الأمر الثانى انه ما زال يتقدم لنا فى المتوسط أكثر من 100 ضعف من نحتاجهم فأمام كل شخص نأخذه هناك 99 يتقدمون ولا يوفقون وبالتالى ما زال منطق المنافسة شديد، فالمسابقة شرسة تتناول مجموعة المهارات الاساسية التى يجب أن تتوافر لدى من يستحق شرف تمثيل مصر فى الخارجية وهناك اختبار فى لغتين بغير اللغة العربية فاللغة الأولى ما بين الانجليزية والفرنسية واللغة الثانية ما بين 10 لغات يختار ما بينهم المتقدم للاختبار ثم المعرفة بالعلاقات السياسية الدولية وتاريخ العلاقات الدولية والمنظمات والقانون الدولى والاقتصاد الدولى ومعرفة تاريخ مصر والوطن العربى وبافريقيا فهذه الحزمة الأساسية فى الاختبار وهذه هى المرحلة الأولي.
أما المرحلة التى تعقب ذلك تكون هناك اختبارات نفسية ثم المرحلة الثالثة والأخيرة وهى الاختبار الشفوى وتكون فيها المقابلة الشخصية حيث يوجه أسئلة شفهية من مجموعة من أقدم سفراء وزارة الخارجية ورأيهم مجتمعا هو ما يشكل درجة هذا الاختبار التى تضاف إلى مكونات المراحل الأخرى ليرتب كل المتقدمين وبناء عليه عندئذ يتحدد حاجة وزارة الخارجية وهذه تتحدد بناء على الدرجات المالية وعدد الذين خرجوا للمعاش وبالتالى فهى اعتبارات مؤسسية يتم على أساسها أن نأخذ الأوائل وفقا لترتيبهم فى القائمة إلى هذا الرقم وعلى سبيل المثال الـ 50 أو الـ 60 الأوائل.
> هل الأعداد المطلوبة سنويا ثابتة؟
>> يتوقف الأمر على عدد الذين خرجوا على المعاش وعدد الدرجات الوظيفية وبالتالى فهناك اعتبار وظيفى ومؤسسي، فعلى سبيل المثال الدفعة الحالية فى المعهد الدبلوماسى 63 ملحقا دبلوماسيا وهى أكبر دفعة فى تاريخ وزارة الخارجية لأنه كان هناك احتياج ودرجات خالية كثيرة فيجوز الدفعة التالية تكون أكبر أو أصغر، فالممتحن لا يعرف عدد الذين نحتاجهم فى وزارة الخارجية.
> هناك سنوات لم يكن هناك إعلان عن دفعات جديدة لملحقين دبلوماسيين.. فما هو السبب؟
>> منذ فترة والوتيرة منتظمة حيث نعلن كل عام عن اختبار ففى مرحلة سابقة عندما انضممت لوزارة الخارجية منذ أكثر من 30 عاما كانت الاختبارات كل عام ونصف العام أو عامين، حيث يحكم المسألة عدد الدرجات والدرجات الشاغرة وعدد الذين خرجوا معاشا وعدد الدرجات المالية المتاحة إلى آخره، فعندما يتراكم عدد كاف يتم عقد الاختبار فليس من المعقول عندما يكون هناك 10 درجات شاغرة نعقد اختبارا، ففى الثمانينات كان هناك اختباران فى العام فهى تتوقف على حسب الدرجات المتاحة وهو ما يحدد وتيرة الاختبار انما آلية الاختبار نفسها لا تتغير وبالنسبة بأن ذلك أفضل اختبار ممكن فطيلة الوقت نبحث عن التطوير ومؤخرا بدأنا مشروعا للتواصل مع الجامعات حيث نزور الجامعات ونستضيف بعض الجامعات حيث يأتى طلبة للمعهد ونشرح لهم وكأنه ما يشبه العرض لطبيعة الوظيفة الدبلوماسية وطبيعة الاختبار من أجل تشجيع المتقدمين ليتقدم أكبر عدد ممكن للاختبارات ليتم اختيار أفضل العناصر من خلال درجاتهم.
> هل عدد المواد التى يتم الاختبار فيها كافية أم يمكن زيادتها وتطويرها أيضا؟
>> نحن دائما نبحث عن التطوير فالمسألة تخضع لمراجعة مستمرة لأننا يجب أن نواكب احتياجات العصر، ففى مرحلة سابقة كنت تبحث عن حزمة مهارات حتى فى برامج التدريب يتم تطويرها كل عام حيث نعيد النظر فى كل ما ندربه فنحن من ضمن أول حزمة معاهد دبلوماسية فى العالم بدأت إدخال برنامج منظم للتطبيقات للتدريب على تطبيقات الذكاء الاصطناعى فى العمل الدبلوماسى حيث ان هناك معاهد دبلوماسية أخرى طلبت أن ترسل لنا طلبة هذا العام حيث قمنا خلال الـ 10 أشهر الماضية بتدريب 350 دبلوماسيا غير مصرى طلبوا أن يأتوا إلى المعهد لأنه يتمتع بسمعة دولية إضافة إلى ذلك قمنا بتدريب 663 كادرا من كوادر الدولة المصرية من غير الدبلوماسيين لأن ذلك يؤشر على التطور الذى يخلق طلبا وهو ما يحفز لمزيد من التطوير.
> كيف نصنع دبلوماسيا محترفا وقادرا على حمل رسالة الدولة المصرية؟
>> أخطر ما يواجهنا الآن أن المهنة تسير بشكل سريع جدا والأدوات التى يستخدمها الدبلوماسيون تتغير بشكل سريع للغاية فالتغير سنة الحياة لكن الفارق فى الوقت الحالى ان معدل التغير بات يسابق قدرة الإنسان على التكيف فأصبحت مطالبا طوال الوقت بتطوير برامج التعلم حيث نتحدث عن فلسفة التعلم الدائم بمعنى ان التدريب لم يعد يقتصر على المتقدمين الجدد، فالتدريب يقدم لكل العاملين بوزارة الخارجية مهما تكن درجاتهم فنحن فى حالة تدريب مستمرة لأنه طوال الوقت هناك مهارات جديدة نحتاج إلى اكتسابها، فالمهنة تتغير والنظام العالمى والإقليمى والبيئة الاستراتيجية التى تتحرك فيها تتغير، فمصر اليوم تواجه لأول مرة فى تاريخها الحديث على الأقل من 500 عام تواجه حدودا مشتعلة على كافة الاتجاهات الاستراتيجية للأمن القومى المصرى فى نفس الوقت، فطول الوقت يمكن أن تكون جانبنا منطقة أزمة، فالبيئة الاستراتيجية التى يعمل بها الدبلوماسى الآن تحتاج لتكوين أكثر شمولا والقدرة للتعامل تحت الضغط ومع أزمات أكبر وقدرة للحفاظ على ذهن صاف يرى المصلحة الوطنية رغم كل الصخب الدائر فى الاقليم والعالم، فالنظام العالمى فى الأساس فى حالة فوضى وبالتالى بيئة استراتيجية واقليمية ودولية متغيرة وأدوات للمهنة تتغير بسرعة شديدة تكاد تفوق القدرة على استيعابها وضغوط وحجم عمل يتزايد بأكثر بكثير من الموارد المتاحة وبالتالى ليس أمامك سوى الاستثمار فى البشر فهناك عالم مركب جدا وتحديات كبرى وموارد ليست لا نهائية.
> ما هى المهارات والقدرات التى يتم تمكين الدبلوماسيين منها؟
>> منقسمة لنوعين من المهارات هناك مهارات عامة تتمثل فى إجادة اللغات وتكوين ثقافى مركب وتكوين علمى يسمح باستيعاب البيئة والعالم الذى تعمل فيه ويسمح بالقدرة على ان تفهم المجتمع الذى سترسل للعمل فيه وكيف تتفاهم معه وأولوياته ووعى فى ذات الوقت بالمصلحة الوطنية وكيف يمكن ايجاد مناطق تقاطع بين المصلحة الوطنية واهتمامات المجتمع الذى ستعمل فيه، وهناك مهارات بجانب المهارات العامة تخص المهنة تفصيلا مثل مهارات التفاوض وإدارة الأزمات وهناك تدريب مكثف على الخدمة القنصلية وخدمة المواطنين، وبالتالى فإن برنامج التدريب يجب أن يكون بالغ الكثافة من أول الشكل إلى المضمون، فهناك تدريبات أكثر تخصصا عن قضايا محددة بعينها ويجب أن تعى بدقة ومعرفة دقيقة باهتمامات مصر الاستراتيجية والسياسة الخارجية وكيف تصنع السياسة الخارجية من خلال التدريب على كيفية التحليل السياسى وكيفية عمل التقديرات والمواقف وكيفية اعداد أوراق العمل.
وفى ظل التطورات السريعة على الساحة الدولية وما يصاحبها من مستجدات عكفت إدارة المعهد على تحديد الأولويات والأدوات التى يجب توافرها فى الدبلوماسى لتلاءم مستجدات الألفية الجديدة، فمع تنوع القضايا الدولية والثورة المعلوماتية وما صاحبها من دبلوماسية رقمية، كانت هناك ضرورة ماسة لإعادة بلورة المفاهيم والفلسفة المتبعة فى إعداد الكوادر الدبلوماسية الشابة، فمعهد الدراسات الدبلوماسية يقدم الآن برنامجا دراسيا وتدريبيا يستهدف صقل قدرات الدارسين العلمية والعملية والاقتصادية، ويحظى الملحقون الدبلوماسيون الجدد بالنصيب الأكبر من البرنامج.
> هل تختلف عناصر التأهيل حسب المنطقة والدولة التى سوف يتجه إليها الدبلوماسي؟
>> هناك دورات تدريبية خاصة بما قبل السفر للدبلوماسيين وهى دورات إعداد لهم منقسمة إلى جزءين، قسم منها عام على المهارات التى يحتاجها فى الخارج ولا يحتاجها فى الديوان العام بالضرورة وهذا يشمل الأسرة الزوجية وفى الحقيقية انت لا تعمل دبلوماسى فى السفارة فقط ولكن كتب على الاسرة الدبلوماسية وشريكة حياتك أن يكونوا جزءا من العمل الدبلوماسى ومن واجهة مصر فى الخارج وهناك أدوات أخرى نقوم بتدريب الدبلوماسى عليها مثل الإطلاع على ظروف البلد وإمكانية بناء علاقة جيدة بين البلدين وتسهيل كافة العوائق ولكل سفير مغادر يتم اطلاعه على متطلبات معينة يتم العمل عليها ويصبح بعد ذلك برنامج عمل له وكل ما يطرحه رئيس الجمهورية ينقل إلى وزير الخارجية وينفذها السفراء فى الخارج بصورة تفصيلية بمضامين وتوقيتات محددة وبعدها يصبح من مهام السفير تقديم تقارير حول ما أنجزه من هذه التكليفات وما الذى لم يتم إنجازه وتحديد الأسباب والصعوبات والأسباب سواء هيكلية أو غيرها إمكانية تداركه وهل هذه الأسباب مرشحة للتغير فى مرحلة لاحقة وتحديد المدة الزمنية لتدارك الأمر، فمثلا عند وجود تعاون فى مجال ما وتوقف بسبب تغيير فى السلطة يتم توضيح إمكانية العمل مرة أخرى فى خلال مدة ما.
الدورة تكون متكاملة للدبلوماسى حول مهاراته فى الخارج وتفاصيل أخرى فى كيفية التعامل مع الظروف المحيطة والإطلاع على التقارير الخاصة بهذا البلد والمصالح المصرية بها ثم ينعكس ذلك فى خطاب تكليف وفى الآخر أنه عمل مؤسسى ولا أحد يعمل بشكل مستقل.
> ما هى الملفات التى يتم التركيز عليها فى الوقت الحالى خلال الدورات التدريبية؟
>> نقوم بتقسيم الموضوعات المقدمة إلى ثلاثة أقسام 70 ٪ منها هو تدريب على المهارات من التحليل السياسى إلى التعاون مع المصادر العالمية والمصادر المعلنة إلى آخره 20 ٪ منها تدريب موضوعى على قضايا محددة فى السياسة الخارجية المصرية، قضايا النيل والأمن القومى والأزمات الكبيرة فى الجوار المصرى المباشر وغيرها من الموضوعات المطروحة على الساحة العالمية وهناك 10٪ من أدوات نقل الخبرة من خلال الدبلوماسيين السابقين وكيفية تعاملهم مع كافة القضايا ونقل هذه الخبرات إلى الدبلوماسيين الصغار وبعضهم أسماء لامعة ووزراء خارجية سابقين وهؤلاء لا ينقلون خبرات باعتبارهم مسئولين سياسيين وإنما من وجهة نظر دبلوماسية وكيف وصلوا إلى مواقعهم وما مروا به من تجارب ومواقف.
> فى ظل التغييرات التى يشهدها العالم ما هى الثوابت التى يتم التأكيد عليها؟
>> أول شيء هو أن يعرف الدبلوماسى قدر مصر وأن يفهم انها دولة مؤثرة فى الإقليم وانها دولة مؤثرة مع دول الجوار ومن ثم دولة مؤثرة فى النظام العالمى ونشاطها فى الأمم المتحدة حيث تبنت مصر 2362 قرارا فى الجمعية العامة للأمم المتحدة وأن مصر كانت جزءا من هذه القرارات وتفاوضت عليها وعلى صياغتها، بالإضافة إلى 192 قرارا فى المجلس الأقتصادى والاجتماعى.
والأمر الآخر أن تعرف قدرك وأن مصر موجودة فى لحظة تاريخية وسط إقليم بالغ الاضطراب ونظام دولى يتغير بسرعة كبيرة بين نظام يختفى وجديد لم يظهر بعد وهذا يعنى اننا نعيش فى مرحلة انتقالية وقدر مصر أن تدرك مصالحها وأن يكون لديها بوصلة فى حالة السيولة الكبرى هذه الفلسفة الحالية.
> هل نحن فى احتياج إلى آليات تدريب جديدة؟
>> صحيح هذا هو الأمر الضرورى حاليا ولذا نركز على التدريب على المهارات وهو ما يعنى أن يكون الدبلوماسى لديه العديد من الأدوات تصلح للعمل فى الميادين المختلفة وفى النظام العالمى وعليه فإنه من الواجب أن يكون لدى الدبلوماسى مقدار من المرونة العقلية والمهنية تسمح له الانتقال فى العمل فى ميادين مختلفة وأن يكون جاهزا للإسهام فيها فى أقصى وقت ممكن وهذا انتقال من فلسفة التدريب على موضوعات إلى التدريب على مهارات.
> فى عصر الذكاء الاصطناعى ما هى المقومات المطلوبة للشاب الدبلوماسي؟
>> قضية استخدام التكنولوجيا مهمة وفى تاريخ البشر تم اختراع أدوات تقوم بالأعمال الأدنى ليتفرغ الإنسان للمراحل الأعلى وهذا هو تطور الإنسانية مع الأدوات والفرق حاليا هو معدل التسارع فى استخدام هذه الأدوات ومنها الذكاء الاصطناعى وهل سوف يحل محلك أم سوف يعظم من قدراتك وهذا يقتضى التدريب الدقيق والمستمر على هذه الأدوات وهذا الأمر مرتبط بهندسة الأوامر المعطاة للذكاء الاصطناعى وإجراءات التحقق حيث انه نموذج لغوى كبير ويترتب عليه التحقق من الإجابات وكيفية توظيف هذه الأدوات لتكون معاونة لك وأن يستخدمها الذكاء البشرى وينقله إلى مرحلة أرقى مما يسهل العمل وينتقل بك إلى مستوى أرقي.
> هل نحتاج حاليا إلى الدبلوماسى المتخصص فى الملفات مثل افريقيا وأسيا وأمريكا أو الاقتصاد العالمى وغيرها؟
>> هذا الأمر يحكمه حجم الموارد المتاحة لديك، فمثلا إتاحة عدد من الدبلوماسيين فى وزارة الخارجية أضعاف العدد الحالى وربما كنا نملك ترف أن يكون هناك دبلوماسى الملف الواحد وهناك أكثر من مدرسة فى الدبلوماسية فى العالم كله ومنها أن يكون الدبلوماسى يمتلك صندوق به أدوات مختلفة يستخدمها فى الوقت المناسب ومدرسة الدبلوماسى الذى يملك حزمة معارف عميقة فى منطقة واحدة وملف واحد وعندما تدرك أنه كلما زاد عدد العاملين فى العمل الدبلوماسى أصبحت تميل إلى مدرسة الموضوع المحدد ولأن مصر محكومة بدور كبير حاليا وموارد قليلة فنحن نميل إلى مدرسة تعدد الأدوات وهنا الظرف الموضوعى يوجهك نحو الاختيار.
> ما هى أخطر التحديات التى من الممكن أن تواجه الدبلوماسي؟
>> أخطرها أن الأدوات تتغير بسرعة وإذا لم تتقن الأدوات الجديدة فإنك تصبح منعزلا، والأمر الثانى أننا نعيش فى بيئة استراتيجية إقليمية ودولية يحكمها الفوضى وبالتالى يجب أن تكون بوصلة الدبلوماسى واضحة حول المصالح الوطنية.
> ماذا عن تعاون المعهد الدبلوماسى مع نظرائه فى العالم؟
>> المعهد تربطه فى الوقت الحالى أكثر من 130 مذكرة تفاهم بينه وبين جهات داخلية وخارجية حول العالم وبموجبها نقدم التدريب لعدد كبير من الدبلوماسيين الأجانب ويتم تدريب الدبلوماسيين المصريين فى الخارج لكى يتعرضوا لتجارب ومدارس دبلوماسية أخرى ونتلقى العديد من المنح الدراسية وهى دورات قصيرة وقد تم ذلك مع الهند منذ عامين والصين العام الماضى والعالم يتغير والاستراتيجيات كذلك تتغير ونحن جزء من القصة وهناك خطة للسنوات القادمة للتدريب فى افريقيا ونحن ندرب كذلك زملائنا الأفارقة والأوروبيين ومن آسيا ومن الهند ومؤخرا فى الشهر الماضى تم تدريب 67 دبلوماسيا شابا افريقيا يتحدثون بالفرنسية.
> وهل هناك جهات أخرى من الدولة يتم تدريبها فى المعهد الدبلوماسي؟
>> بالطبع يتم تبادل الخبرات مع جهات مختلفة نتلقى منهم التدريب للدبلوماسيين وكذلك نقدم لهم تدريبا ويتوقف ذلك حسب الاحتياج حيث ان العمل العام الخارجى يتواجد به أطراف أخرى مثل تجهيز مبعوث الأزهر الشريف والعمل الخارجى كبير والعولمة أصبحت واقعا وهناك عبء على الجهات المصرية حتى لو لم تكن الممثل الرسمى دبلوماسيا وصورة مصر توسعت، لذا يجب التوسع فى إعطاء الصورة المطلوبة من المرسلين إلى هذه البلدان.
> بحكم عملك سفير مصر فى لبنان سابقا كيف ترى العلاقات الثنائية؟
>> مصر فى خاطر اللبنانيين ومصر تحت الجلد عندهم وعند كل العرب وهذا رصيد صنعه أجيال وعلينا مسئولية أن نحافظ على هيبة وصدارة مصر وهذا ما يتم الآن من خلال التحركات الرئاسية والدبلوماسية والثوابت المصرية الواضحة والدعم المستمر للأشقاء.
> ماذا عن السفير د.ياسر علوى الدبلوماسى والمثقف والموسيقي؟
>> لدى العديد من الاهتمامات والتجارب الإنسانية لا تتجزأ والعمل الدبلوماسى يمثل النمط الرسمى وينقل صورة حياة إنسانية للبلد والثقافة التى يحبها المصريون والنمط الذى يعيشه ولدينا رصيد فنى كبير وهذا الرصيد يأتى من متعة فنية كبيرة تمثل قدر مصر ولدينا نجيب محفوظ وأم كلثوم والعديد من المبدعين.