يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي قصفه المكثّف على مختلف أنحاء قطاع غزة،مخلفاً عشرات القتلى والمصابين، وسط اصرار من الحكومة اليمينية في تل أبيب على دخول مدينة غزة والسيطرة عليها، مطالبين أكثر من مليون فلسطيني بإخلاء المدينة على الفور.
في اليوم الـ707 من حرب الإبادة على غزة، استشهد43 فلسطينيا، أمس، من بينهم 33 في مدينة غزة وشمال القطاع،جراء القصف العنيف للاحتلال، وذلك وفقاً لما ذكرته مصادر طبية محلية.
وكشفت المصادر الطبية، أن 14 مواطنا استشهدوا في غارة للاحتلال على منزل بمنطقة التوام شمال مدينة غزة، بالإضافة إلى أربعة مواطنين آخرين وعدد كبير من المصابين في بلدة جباليا النزلة شمال القطاع جراءقصف القوات الإسرائيلية لها .
وفي حي الشيخ رضوان شمال مدينة غزة، استشهد 4 مواطنين وأصيب آخرون، كما قُتل أربعة مواطنين في قصف الاحتلال على حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة.
وفي مدينة خان يونس، راح ثلاثة مواطنين في غارة شنتها إسرائيل على حي الكتيبة شمال المدينة. أما في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، استشهد مواطنان وأصيب آخرون إثر استهداف خيمة تؤوي نازحين، فيما استشهد اثنان وأصيب آخرون جراء استهداف الاحتلال مجموعة من المواطنين في شارع الجلاء شمال المدينة.
كما استشهد مواطن وأصيب آخرون من منتظري المساعدات برصاص الاحتلال شمال مدينة رفح، فيما استشهد مواطن آخر في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.
يأتي ذلك وسط أوامر أصدرها جيش الاحتلال ، أمس، بضرورة إخلاء مدينة غزة على الفور، محذراً السكان من «خطورة البقاء» داخلها، حيث تستعد مئات الدبابات وناقلات الجند المدرعة لبدء اجتياح المدينة برياً، بحسب تقارير إسرائيلية.
وقال الاحتلال إن البقاء في مدينة غزة «أمر في غاية الخطورة» وحدد عدة مناطق في جنوب القطاع للتحرك إليها.
ونشر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، أمس، قائمة بمناطق زعم أنه يمكن لأهالي مدينة غزة النزوح إليها، وهي: النصيرات، البريج، الزوايدة، المغازي، غرب المصدر، دير البلح، القرارة 6 و7، وأحياء المواصي والجلاء والنصر والتحرير في خان يونس، وغرب حي الأمل وغرب حي بطن السمين وغرب حي قيزان أبو رشوان في خان يونس.
في نفس السياق، ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت»أمس، أن «أكثر السيناريوهات تفاؤلاً لدى الجيش الإسرائيلي، هو انتهاء العملية بحلول يناير 2026».
وأضافت الصحيفة العبرية أنه من المتوقع اجتياح مئات ناقلات الجند المدرعة والدبابات قريباً الحقول في محيط شمال غزة، قرب عسقلان، لافتة إلى أن أولى أرتال المدرعات التابعة للفرقتين 98 و162 ، ستعبر المنطقة العازلة الجديدة التي أنشأها الجيش الإسرائيلي داخل حدود غزة.
كما قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين »أونروا«، إن المدنيين في غزة عالقون بلا مكان آمن يلجأون إليه.
وأوضحت الوكالة، في بيان صدر أمس ، أن القطاع يواجه ظروفًا قاسية وانعدامًا متزايدًا للأمن الغذائي، مشددة على ضرورة التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار قبل فوات الأوان.
وفي سياق خطة الكيان الصهيوني لتهجير الفلسطينيين من غزة، ذكرت وسائل إعلام عبرية أن رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، بحث مخطط تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة مع عدد من المسئولين الإسرائيليين، حيث تم عرض المخطط الذي بحسب الإعلام الإسرائيلي من المرجح أن يبدأ الشهر القادم عبر وسائل مختلفة جوا وبحرا.
كما أفادت القناة 12 الإسرائيلية، أمس، أن نتنياهو سيعقد اجتماعا مصغرا للحكومة «الكابينيت» خلال الساعات القادمة لإجراء أول نقاش بعد محاولة استهداف قادة حركة حماس في العاصمة القطرية الدوحة.
وأوضحت أن الاجتماع سيناقش خطط عملية احتلال غزة، بالإضافة إلى تأثير محاولة الاغتيال على فرص صفقة الرهائن.
وكانت القناة العبرية قد كشفت أن وزراء الحكومة تلقوا تحديثا يفيد بأن إسرائيل غير متفائلة بنجاح عملية الاغتيال في قطر، وأن هناك أمرا واحدا واضحا وهو أن «النجاح الذي كانوا متأكدين من تحقيقه لم يتحقق»، مشيرة إلى أن «هذه هي الرسالة التي تم تداولها بين القدس وواشنطن».
كانت إسرائيل قد استهدفت اجتماعا لقادة حماس في الدوحة، مما أسفر عن مقتل 6،من بينهم نجل القيادي البارز في الحركة خليل الحية و4 من مرافقي الوفد، إضافة إلى أحد عناصر الأمن الداخلي القطري.
وعلى صعيد الضفة الغربية، وقع نتنياهو خطة لتوسيع المستوطنات في محيط القدس، مجدداً تعهده بمنع قيام دولة فلسطينية.
وقد فرضت القوات الاسرائيلية إغلاقا كاملا على مدينة طولكرم، بعد إصابة عدد من الجنود في استهداف بعبوه ناسفة قامت به سرايا القدس لآلية عسكرية للاحتلال.
و من جانبها، حذرت وزارة الخارجية الفلسطينية من سياسة الاحتلال الإسرائيلي الممنهجة، الرامية إلى تفجير الأوضاع في الضفة الغربية وخلق حالة من الفوضى لتمرير مشاريع الضم والتوسع والتهجير.
وقالت «الخارجية الفلسطينية»، في بيان صادر عنها أمس ، إن التهاون الدولي يشجع حكومة الاحتلال المتطرفة على التمادي في إجراءاتها أحادية الجانب وغير القانونية.
وأشارت إلى أنها تتابع مع الدول والمجتمع الدولي ما تتعرض له الأراضي الفلسطينية من تنكيل وعقوبات جماعية وإغلاقات واقتحامات وهدم للمنازل وتعميق للاستيطان.
وطالبت «الخارجية الفلسطينية» المجتمع الدولي، والدول كافة، بتدخل فاعل لحماية مدينة طولكرم ومواطنيها ومنازلهم وممتلكاتهم من بطش الاحتلال وعقوباته الجماعية التي فرضها على المدنيين العزّل.
وشددت على أن المطلوب هو ترجمة الإجماع الدولي إلى خطوات عملية لوقف عدوان الاحتلال وجرائمه، وفرض مسار سياسي حقيقي لتطبيق إعلان نيويورك وغيره من قرارات الشرعية الدولية.
يُشار إلى أن قوات الاحتلال تواصل عملياتها في مدن ومخيمات الضفة الغربية، وسط انتهاكات وتهجير قسري للسكان وتدمير وإحراق للمنازل.