ومن عجائب الدنيا الآن أن تجد من يطلقون شعارات الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان يتحولون عندما يمس الأمر أهدافهم المعلنة وغير المعلنة فتراهم وقد انقلبوا على مبادئهم وشعاراتهم وتحولت هذه الشعارات إلى عكس ما يروجون ويرددون.
أبسط وأقرب مثال على ذلك هو ما يحدث عند سفارات مصر فى دول أوربا.. وأيضا على أرض أمريكا راعية الحريات والديمقراطيات فى العالم أجمع.. بل وفى قلب تل أبيب عندما تظاهر الإخوان أمام السفارة المصرية للمطالبة بفتح معبر رفح بدعم ورعاية الدولة العبرية..
بدأ الأمر عندما تجمع عناصر التنظيم الإرهابى أمام عدد من سفارات مصر بالخارج وهاجموها بشكل مرفوض تماما ووضعوا السلاسل على الأبواب لغلق السفارات والقنصليات..وظهر اسم شاب إخوانى تصرفاته أمام السفارة المصرية فى بريطانيا بعيدة تماما عن الشعارات الإسلامية وحتى الأخلاقية التى يتحدثون عنها..
المريب فى الأمر هو عدم تدخل السلطات فى هذه الدول على اختلافها لمنع الاعتداء على السفارات المصرية وكأن الأمر لايعنيهم من قريب أو من بعيد.. وزاد الأمر سوءا أن يتم اعتقال بعض المصريين الذين يحاولون الدفاع عن سفارتهم المصرية وكأن الأمر مقصودا ومبيتا وهو ما أكدته كل الأحداث فيما بعد عندما ظهر هذا الشاب الإخوانى ليهين الدولة المصرية ويهاجم السفارة ولا يقترب منه أحد وعندما وقف له بعض الشباب المصرى المقيم بلندن تم تحديد أسماء هؤلاء الشباب وقام الإخوانى المذكور بتتبع خط سير أحدهم وعرف أنه سيقف أمام السفارة فى دولة أخرى ليحميها من تطاول بعض المأجورين.. وتأتى المفاجأة الأكبر عندما تظهر الشرطة لتلقى القبض على الشباب المصرى دون الالتفات لمن اشتبكوا معهم من المتظاهرين.
والأكثر غرابة أن تنشر شبكة رصد الإخوانية خبرا عن التظاهرات تقول فيه «أمن البعثة المصرية فى نيويورك يختطف عددا من المتظاهرين أمام مقرها وشرطة الولاية تحضر لتحريرهم»على اعتبار أن التظاهر والاعتداء على الموظفين والدبلوماسيين المصريين حق للإخوان ومن على شاكلتهم ومحاولة حماية السفارة من تلك التعديات أمر يستحق تدخل الشرطة… الحقيقة هنا أنهم بغبائهم كشفوا أنفسهم وظهرت حقيقتهم بكل وضوح فهناك جهات تعمل فى الخفاء وتحرك عرائس الماريونيت من عناصر الجماعة.. أجهزة استخباراتية تخطط لهم وتحركهم فى محاولات مستمرة ومستميتة لاتنقطع للنيل من مصر.
نعم عناصر تتحرك بدقة شديدة ولكن بغباء أشد.. بدأوا بالتظاهر للمطالبة بفتح المعبر المفتوح أصلا والمغلق من جهة الكيان المحتل وليس من مصر.. ولم يتظاهروا ضد من اعتدى وقتل الأطفال والنساء والعجائز والمدنيين العزل ولكنهم تظاهروا ضد من يتبنى القضية ويدافع عنها.. والغريب أن يتظاهروا فى تل أبيب نفسها ضد مصر وليس ضد إسرائيل..وعندما وجدوا أن حجة المعبر لاتحقق المطلوب تحولت التظاهرات للمطالبة بالإفراج عن المسجونين السياسيين رغم أنهم مسجونين بأحكام نهائية..









