اقترب للناس انتخابهم، عدنا لنكرر لعل الذكرى تنفع الناخبين، فعلى كل مرشح أن يسأل نفسه الآن، وهو بصدد تقديم أوراق ترشحه لمجلس النواب الجديد، ماذا يريد المواطن من النائب القادم؟
الإجابة لا تأتى من الكتب أو من الدساتير فقط، بل من تفاصيل الحياة اليومية، فالمواطن الذى يبحث عن دواء ناقص أو عن كيفية سداد التزاماته الأسرية من مصروفات شهرية أو دراسية أو غيرها.. يريد نائباً يشعر به.. ويدرك ما يعيش فيه.
قطعا الشعب لا يطلب المعجزات، فالمواطن لا يتوهم وجود نائب بعصى سحرية، يستطيع إنهاء كل الأزمات وإيجاد حلول جذرية لكل مشكلاته، لكن يحتاج لمن يعترف بصعوبة الظروف ويشاركه أفراحه وأتراحه، يمشى بين الناس بلا حواجز، ويعاملهم باحترام لا كأصوات انتخابية فقط.
المواطن يريد من النائب «الصدق فى أن يكون واضحًا مع الناس، القرب بأن يعيش بينهم ويسمع مشاكلهم، الشجاعة فى أن ينطق بكلمة الحق داخل البرلمان حتى لو خسر مصالحه الخاصة «.
إننا بحاجة إلى برلمان قوى، ونواب يشعرون بالناس قبل أن يتحدثوا عنهم، فالمجلس ليس وجاهة اجتماعية، بل هو مسئولية كبرى أمام الله وأمام الناس.
على النائب ان يكون صانع تشريع قبل أى شئ آخر، فالتشريعات الجيدة هى التى تضمن حقوق المواطن فى الصحة والتعليم والإسكان والعمل الكريم، وتكفل حماية للفئات الأكثر هشاشة، وتفتح أبواب الاستثمار والتشغيل، ننتظر قوانين تضع حلولا للمشكلات وتفتح آفاق المستقبل بأمان حقيقى.
اشتقنا لاستجواب المسئولين ومناقشة الموازنات بموضوعية، ونحتاج لمن يدافع عن المال العام.. وهذا لا يحدث إلا فى وجود نائب جرئ لا يخشى فى الحق لومة لائم.
ينقل هموم الطبقات الفقيرة والوسطى، ويعمل على اعادة توزيع الأعباء بشكل عادل، صاحب صوت مسموع فى كل قرار اقتصادى، داعمًا لحرية تداول المعلومات، متبنى لسياسات تدعم مشاركة الشباب وذوى الاعاقة والنساء فى صنع القرار، عبر تشريعات تحقق تمكين حقيقى وحماية من التمييز من أجل مناخ سياسى يفتح المجال للطموحين.
المواطن يحتاج لرجل دولة يفكر فى المصلحة العامة قبل مصلحته الشخصية أو مصالح محيطه الضيق، فالوطن يواجه تحديات اقتصادية كبرى وأوضاع إقليمية معقدة، فعليه أن يرى الصورة كاملة لينحاز للوطن، ولا شئ غيره.
على المواطن ان يختار هذا النائب بعناية.. حتى يضمن لوطنه ولأسرته ولنفسه حياة كريمة اليوم، ومستقبل يحقق كل طموحاته.
وعلى النائب القادم ادراك، ان دون منح ثقة الناخب للنائب لما استحقّ أى سيادة، ولبقى ناخبًا مثل باقى الناخبين، فعليه أن يكون بقدر ثقة سيادة المواطن.