العدوان الإسرائيلى الذى حاول استهداف قادة حركة المقاومة حماس فى العاصمة القطرية الدوحة يؤكد أنه لا سلام مع الكيان الإسرائيلى ولا وقف للعدوان على غزة وأن جولات المفاوضات الجارية والمقترحات الهزلية ما هى إلا تضييع المزيد من الوقت لكى يستكمل النتنياهو مشروعه الروحى والإيمانى بإسرائيل الكبرى الذى يبدأ فى مرحلته الأولى بتفريغ غزة من سكانها سواء بالإبادة أو التهجير القسرى، لكى يستكمل مشروعه المزعوم والذى يريد أن يضم له أراض فى سوريا والأردن والعراق والسعودية ومصر.
الكيان الإسرائيلى وجه واحدة من أقوى رسائل الغطرسة والإجرام عندما حاول اغتيال وفد التفاوض المكون من خليل الحية القائد رئيس حركة حماس وزاهر جبارين ورئيس الجهاز المالى لحماس ومهندس شبكاتها الاستثمارية العالمية ومحمد إسماعيل درويش، رئيس مجلس شورى الحركة بالإضافة إلى خالد مشعل رئيس المكتب السياسى السابق والذى جاء للدوحة بدعوة رسمية ليناقش مقترح الرئيس الأمريكى ترامب لكى تكون رسالة تخويف وإرهاب لقادة الحركة وكل العرب الذين يمنحون الحماية والأمن لقادة المقاومة الفلسطينية وهى التى كررها رئيس الكنيست الذى خرج ليقول إن العملية «رسالة لكل العرب» بأن لا مكان آمن فى أرضكم.
العربدة الإسرائيلية وصلت حدًا لا يمكن السكوت عليه وعلى الجميع أن يستعد لمواجهة الغطرسة الإسرائيلية لأن الأيام القادمة ستكون حبلى بالمزيد من التصعيد والانتهاكات والنيران التى يتم إشعالها، يمكن أن تطال عواصم عربية أخرى وبالتالى لا بديل عن العمل على تفعيل الأمن القومى العربى من خلال اتفاقية الدفاع العربى المشترك التى باتت ضرورة حتمية للنجاة من الفخ المنصوب للشرق الأوسط بما فيه العالم العربى.
ثم جاء الفشل الإسرائيلى فى تنفيذ جريمتها ليحمل فى طياته دلالات ورسائل عميقة للداخل الفلسطينى أو على مستوى الرأى العام الإقليمى والدولى أبرزها انكشاف محدودية اليد الإسرائيلية الطويلة التى تعتبر واحدة من ركائز الرواية الصهيونية وأنها ليست مطلقة اليدين فى كل المحيط وأن هناك قوى تترقب وتبحث عن نقاط الضعف التى سيتم من خلالها قطع اليد التى يزعمون أنها طويلة، وأن هذا الفشل يُكسر تلك الهالة التى أحاطوا بها أنفسهم، ويقلّل من أثر الحرب النفسية التى تسعى إسرائيل لتكريسها فى أذهان قادة وشعوب المنطقة فضلاً عن تعزيز الوعى الفلسطينى أن قادة المقاومة ليسوا أهدافًا سهلة، وأن محاولات استئصالهم لا تنجح بسهولة، وهو ما يعزز صمود الجبهة الداخلية وارتفاع شرعية المقاومة أمام جمهورها الذى يرى فى نجاة القيادة نصرًا بحد ذاته وأن المقاومة السبيل الوحيد للنجاة والتحرر.