بلغت حدة التصريحات ذروتها حول احتمالية اشتعال حرب بمنطقة الشرق الاوسط وحدوث حرب عالمية بسبب الجنون الذى تدير به الحكومة اليمينية المتطرفة فى اسرائيل مقاليد الامور ولا يهمها سوى تنفيذ التعاليم التوراتية وابتلاع غزة وضم الضفة الغربية وبناء المستوطنات وتحقيق ما يسمى بإسرائيل الكبرى وضم اراض من لبنان وسوريا ومصر والاردن والسعودية.
ساعد فى الوصول لهذه الحالة تصريحات الرئيس الامريكى ترامب عندما كشف عن تطلعاته فى تنفيذ حلم بناء ريفيرا الشرق الاوسط فى غزة وتهجير الشعب الفلسطينى إلى اراض اخرى غير مهتم بحق الشعب الفلسطينى فى وطنة مع تنفيذ حرب تجويع وابادة لا مثيل لها سيسجلها التاريخ ضد عبدة الشيطان والمتشدقين بالحرية وقفت ضد هذه الرغبة مصر وساند فى ذلك مواقف أخرى مثل الاردن والسعودية والامارات وها هى قطر تتجرع كأس الخيانة بمحاولة تنفيذ اغتيال وفد حماس الذى يتفاوض فى قطر على انهاء الحرب واطلاق الاسرى من الجانبين بمباركة امريكية.
وتزامنت محاولة الاغتيال مع اعلان خليل الحية رئيس وفد حماس المفاوض موافقة الحركة على مقترح ويتكوف وقبول وقف الحرب وبدء اعلان الوسطاء ترتيبات تنفيذالهدنة فوراً اعتبارا من اليوم واطلاق الاسرى والرهائن من الجانبين والبدء فى خطة اعمار غزة.
ولكن الحكومة المتطرفة فى إسرائيل لم تنصع لصوت العقل وسعت لتنفيذ خطة مختلفة تتوافق مع صورة اسرائيل الكبرى بمباركة امريكية رغم تراجع شعبية اسرائيل فى الولايات المتحدة الامريكية والعالم بسبب الحرب الوحشية التى تنفذها ضد الفلسطينيين.
ويبدو ان إسرائيل تصر على جر المنطقة إلى حرب اقليمية أو حرب عالمية ثالثة خاصة وان الوسطاء قطر ومصر اصبحت الشكوك تدور حول مدى مقدرتهما على الوفاء بجهود الوساطة امام طرف لا يعبأ باى التزامات ووسيط ثالث هو الولايات المتحدة يتحيز تحيزا كاملا لاسرائيل ويبارك كل اعمالها العدوانية وبمعرفته.
وسبق هذه الحرب حرب شرسة قام بها وحكومته المتطرفة والاستعانة بعناصر من اخوان واخرى مأجورة من داخل الارض المحتلة وبعض العواصم الاوروبية للترويج لكذبة اسرائيلية فحواها ان مصر اغلقت معبر رفح وتمنع وصول المساعدات إلى اهالى غزة بل واعتدوا على بعض السفارات المصرية بالخارج وحاولوا اغلاقها رغم ان 70 % من المساعدات التى وصلت لغزة مصرية.
وأرى انه بدلا من دفع الامور نحو الاشتعال العمل لعودة الهدوء ونبذ العنف وتحكيم العقل والمنطق واستبعاد اسلوب القهر والتجويع والابادة واغتصاب الاراضى والعمل على قيام دولة فلسطينية قابلة للبقاء جنباً إلى جنب مع إسرائيل.
وها هو الدكتور ضياء رشوان رئيس الهئية العامة للاستعلامات يلفت النظر إلى تغير الجغرافيا خاصة وان المسافة بين العريش وتل ابيب لا تتجاوز 100 كيلو متر وان مصر لا تسعى للحرب ولكنها جاهزة لها وان اسرائيل لا تعرف جيوشاً نظامية إلا جيش مصر وان مصر لديها مواقف ثابتة وان تهجير الفلسطينيين إلى سيناء محفوف بالمخاطر وان مصر رغم عدم سعيها للحرب تحافظ على جاهزيتها وان الشعب المصرى يقف خلف القيادة السياسية والجيش وجاهز لكل الاحتمالات.
واقول انه يجب اصلاح الامم المتحدة وخاصة حق استخدام الفيتو الذى يستخدم بدون وجة حق من جانب الدول الكبرى ولا يساعد فى قيام الامم المتحدة بدورها فى مناصرة الشعوب المظلومة.
وسوف تقود الشعوب المحبة للسلام حرباً ضروساً للاعتراف بدولة فلسطين فى الجمعية العمومية للامم المتحدة وهناك اكثر من 7 دول تعتزم الاعتراف بدولة فلسطين كما يجب تقديم مجرمى الحرب الاسرائيليين إلى الجنائية الدولية لنيل العقاب على جرائمهم ضد الانسانية.
ان عودة الهدوء إلى المنطقة مرهون بوقف تصريحات اسرائيل العنترية ووقف حرب الابادة لأهل غزة ودفعهم للتهجير القسرى لسيناء واطماعها فى ضــم مزيــد من الاراضى وتجاهل ما اصبحت عليه الحروب الحديثة من دمار بفضل التقنيات الحديثة ويحتم الامر ضرورة اعمال العقل لان الحرب تفيد ويضيع معها التطبيع المرتقب من جانب اسرائيل مع دول المنطقة.