دائما ما احتسب.. «توخى».. دقة ولطف التصويب العلمى .. «وخاصة القرآنى منه».. فيما أكتبه من مقالات متكاملة .. «المحتوى الفكرى».. ولكن.. احتسابى لما أنا بصدد كتابته.. «الآن».. قد بلغ منى حد.. «الخوف والتردد فى كتابته».. نعم.. فنحن بصدد .. «رؤية تصورية».. لشدة إحكامات العزيز الحكيم سبحانه.. العليم بكل شىءخلقه.. «بمشيئته العبودية».. نعم.. فى جميع خلقه وخاصة.. «الجن والإنس منهم».. التى قامت عبوديتهم.. «على الاختيار الحر».. بمقياس حق العلم الذى رتله الله.. «لهما».. حتى بات .. «قرآنا».. ودينا حقا مكتملا وتام النعمة.. (3/ المائدة).. نعم.. وما مستهدفاتنا من تلك.. «الرؤية».. وغايتها سوى العبادة لله على يقين.. «بصيرة».. تنضبط بها سياستنا العملية.. فى الأرض والناس بما ينفع الناس.. «دنيا وآخرة وما بينهما».. وذلك بانتصارنا على ظاهر غى أغيار الأسباب.. وإدراك الأسباب الحق التى يتحتم.. «الأخذ بها سياسيا».
ولكن.. وقبل أن نخط أى.. «حرف».. من كلم رؤيتنا التصورية- والرؤية الحق دائما وابدا لله- فقد تحتم علينا التذكير بالآتى بعد.. (1) أنه ما أوتينا من العلم إلا قليلا.. (85/ الإسراء).. بل الله يعلم ونحن لا نعلم.. (2) رغم ما أخبرنا الله به من.. «إحكامات مشيئته».. والذى هو.. «كاف».. لا عقالات قلوبنا كى تطمئن ايمانيا به .. «وإسلاميا له وحده».. إلا أن العلم الكلى باحكامات .. «مشيئته».. هو له وحده سبحانه وتعالى.. (3) من أسس حق الإيمان بالله.. ثم محاولة فهم احكامات مشيئته.. «أى الفهم النسبى منا».. هو حق فهم وإدراك وإقرار.. أن الله حر فى ملكه.. «وفعال لما يشاء».. بل فهم أن المشيئة نسبا لله.. «هى إرادة نافذة الاحقاق».. احقاق حق وعدل قاما.. على أنه العليم بكل ما خلق.. «وقدر جعلا فى ملكه».. (4) ماذا لو أننا علمنا.. «حق».. أن الله مع.. «كل مخلوق».. متى كان وأينما كان.. «يسمع ويرى ويحكم حقا وعدلا».. نعم.. يعفو ويغفر.. يمحو ويثبت ويستبدل ما يشاء.. ولا يخلف ذلك شيئا فى.. «حقه وعدله».. فسبحان الله الحق العدل.. (5) من أهم إقرار غاية .. «أماننا الكلى المشتق من عبادة الله».. الذى أمرنا بأن لا نعبد إلا .. «إياه سبحانه».. هو أن الله قال.. ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من أحد أبدا.. (21/ النور).. فالحمد لله أنه سبحانه.. «كتب على نفسه الرحمة» ..(54/ الأنعام).. نعم.. الحمد لله الرحمن الرحيم.
فى إطار وسياق مفهوم ظاهر.. «حق».. ما تم ذكره فيما تقدم.. «ربما نرى ونتصور».. بإذن الله عمق أهمية الآتى بعد (١) رغم أن الله سبحانه.. يملك التفرد.. «بقدرة».. أن يقول لما شاء.. ولمن يشاء.. «كن فيكون».. إلا أنه سبحانه قد أراد أن يكون مطروح.. «مشيئته للعبودية».. طرحا مفصل التخطيط.. «المسبق».. أمام اعقالات اختيار خلقه.. نعم.. تخطيط قد رتل أحكامات مشيئته.. «به».. على مدار قوامة زمن.. «ملكه الدائم».. أرتالا متكاملة الحكمة والإحكام.. «الحكم».. وذلك دون أن تأخذه .. «سنة ولا نوم».. (254/ البقرة).. سبحانه الحى القيوم.. وحينئذ.. وقبل أن نستشهد بحق.. «دليل ثبوت».. على ما ذكرناه.. نود أن نتساءل عن.. هل من احكامات تخطيط الله لمشيئته الكلية.. «من قبل احقاقها الواقعى».. هو تعليم خلقه وخاصة.. «الجن والإنس منهم».. حتمية حق التخطيط العلمى.. «السابق للتنفيذ».. نعم.. أري- والرؤية الحق لله- أن الله العليم بما خلق.. «شاء ذلك».. وعلى كل منا الأخذ بتلك المشيئة سياسيا.. وأن تكون الشورى وسؤال.. «أهل الذكر».. بها أساس الحكم.
والآن.. فإننا نرى بجلاء- والرؤية الحق لله- ثم لأهل الذكر.. أن دليل ثبوت ما تقدم منا من.. «رؤية تخطيط».. قد قام بقول الحق.. «وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون».. (56/ الذاريات).. نعم.. فرغم أن خلق.. «الجن».. واحقاق.. «العبادة».. الابتلائية عليهم بل وصارت.. نتائجها النوعية بدرجاتها واقع أيضا.. وكل ذلك.. «سابق لخلق الإنس».. وبأحقاب زمنية مديدة.. إلا أن مشيئة الله.. «بالآية السابقة».. قد جمعت بين السابق واللاحق.. «خلقا وابتلاء عبوديا».. وذلك ما سوف نرى به.. الكثير من احكامات مشيئة الله الكلية.. «الجامعة».. بين السابق واللاحق.. «لخلق الإنس».. ولهما معا بعضيا حتى.. «قيام الساعة».. فسبحان الله العزيز الحكيم.. الذى أحكم حق وعدل كل أمر وشىء.. «قبل أن يبرأه».
وإلى لقاء إن الله شاء
ملاحظة هامة :
لا .. «استدامة».. لنفع سياسة الفعل ورد الفعل بمقياس.. «الأسباب فقط»..