من الآن فصاعداً.. صار الدفاع عن القضية الفلسطينية ومنع إسرائيل من تنفيذ مشروع التهجير.. «فرض عين».. فرض عين ليس على كل فلسطينى فقط بل وعلى كل عربى وعربية.. كل رجل وكل امرأة وكل طفل.. صار فرض عين على كل دولة عربية من الخليج إلى المحيط.. فخلال الأيام القليلة الماضية كشفت إسرائيل صراحة وبشكل لا يقبل «أى شك» أن ما تقوم به فى الأراضى الفلسطينية من حرب إبادة وتجويع وضم أراض إلى «سيادتها المزعومة».. كشفت إسرائيل أن ما تقوم به من «إجرام دولي» فى غزة والضفة الغربيةوعموم الأراضى المحتلة ما هو إلا خطوة أولى فى «مخططها الكبير» والذى بدأت فى إدخاله بالفعل حيز التنفيذ.. «إسرائيل الكبرى».. لقد شهدت الأيام القليلة الماضية «قولاً وفعلاً» البوح الإسرائيلى الرسمى «جهاراً نهاراً» بالسعى الجاد لتهجير الفلسطينيين من أرضهم والقضاء تماماً على أى أمل لإقامة دولة فلسطينية.. كما حدث أيضاً أمر «لا يقل خطورة» وهو إطلاق إسرائيل «المقدمات العملياتية» لإقامة ما تسميه مشروع «القدس الكبرى» والذى يؤكد ويجمع العارفون أنه هو المقدمة الحقيقية لمخطط «إسرائيل الكبرى»!!..القضية والشعب والأرض.. وقبل ذلك كله المسجد الأقصى المبارك أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ومسرى حبيبنا محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم.. المسجد المبارك «درة التاج» ورمز الأرض والعرض.. إسرائيل جعلت «المقدس» .. والعام والخاص فى جميع أراضى فلسطين هدفاً حقيقياً لها.. إسرائيل «تظن» أن هذه «اللحظة» هى اللحظة المناسبة «إقليمياً» و«دولياً» لتحقيق «الحلم القديم».. من هنا صار الدفاع عن القضية الفلسطينية ومنع التهجير.. «فرض عين» على كل من ينتمى إلى «لغة الضاد».. وإن لم «ندافع ونمنع».. فإن الخطر الإسرائيلى سيصل إلى كل مكان!!.
إسرائيل «تتجهز» للخطوة الكبرى فى مشروعها «الأخطر».. تتجهز «سراً وعلانية» بتنسيق «ماكر» مع الولايات المتحدة الأمريكية.. تنسيق يشبه ذلك الذى سبق حرب إسرائيل على إيران ثم انضمام أمريكا وضرب المفاعلات النووية التى تمتلكها «طهران».. تنسق إسرائيل مع أمريكا «سراً وعلانية» تنسيقاً مثل الذى حدث عند اغتيال أمين عام حزب الله السابق حسن نصر الله.. التنسيق الإسرائيلى الأمريكى الماكر «يصدر» للجميع صورة تقول إن هناك خلافات واختلافات فى الرؤى ووجهات النظر بين واشنطن وتل أبيب.. فى نفس الوقت الذى يكون فيه هناك اتفاق تام على الخطة والإعداد والتجهيز والتنفيذ!!.. مخططات ومشاريع وجرائم إسرائيل الاستعمارية التوسعية «الإبادية» تقف الولايات المتحدة فيها «كشريك وفاعل رئيسي» بدوافع أمريكية متعددة .. لكن يجب على الولايات المتحدة ألا تنسى أن «الخطوة القادمة» التى ستقدم عليها إسرائيل قد تكلف أمريكا نفسها «أثماناً» خارج نطاق أى متوقع أو منتظر أو محتمل!!.. لذلك فإنه كما أن الدفاع عن القضية الفلسطينية ومنع مشروع التهجير صار «فرض عبن عربي».. فإن وضع حد للمغامرات الإسرائيلية فى الشرق الأوسط «مصلحة عليا أمريكية» يجب على «البيت الأبيض» أن ينتبه إليها ويقوم بتنفيذها.. فمغامرات إسرائيل «العدوانية والإجرامية» ستدفع الولايات المتحدة جزءاً كبيراً من تكاليفها «المادية والمعنوية والبشرية»!!.
التصريحات المتتالية لرئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو تؤكد تصميم «تل أبيب» على الاستمرار فى «مخططها الكبير».. تصريحات نتنياهو تؤكد ذلك رغم ما تروج وتسوق له «واشنطن» أن هناك اتفاقاً قريباً على «وقف الحرب وحل مأساة غزة».. فنتتياهو بعدما كشف عن الرغبة العارمة فى تهجير الفلسطينيين واحتلال غزة.. ها هو يخرج مجدداً فى ذروة «التفاؤل الأمريكى المخادع» بوقف الحرب.. يخرج نتنياهو ليقول بصوت عال «إنه لا جديد فى الأمر ومستمرون فى الإبادة والتهجير وتصفية القضية الفلسطينية».. خرج نتنياهو «الاثنين الماضي» ووسائل الإعلام العالمية تحتفى وتحتفل بتسريبات عن قيام الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بدعم خطة لوقف الحرب فى غزة.. خرج نتنياهو ليبعث برسالة «عميقة» تؤكد ثبات إسرائيل على «موقفها القديم».. قال نتنياهو «وهو داخل غرفة قيادة سلاح الجو»: إنه على سكان غزة المغادرة منها.. نحن دمرنا خمسين برجاً سكنياً خلال يومين.. وهذه مجرد بداية.. أقول للسكان لقد أعذر من أنذر.. اخرجوا من غزة!!.. هل فى هذا الكلام ما يشير من قريب أو بعيد إلى قرب وقف الحرب وإنهاء معاناة الفلسطينيين وإحلال السلام فى المنطقة؟!!.. إسرائيل لن توقف مغامراتها الإجرامية إلا عندما تجد العالم يقف ضد جرائمها بالفعل.. لابد من تحرك جاد وفعال «عربى وإسلامى ودولي» من أجل وضع حد لدائرة «النار» التى تقوم إسرائيل بتوسعة محيطها شيئاً فشيئاً.. فإذا نفذت إسرائيل مخططاتها فلا شك أن ذلك سيفتح كافة أبواب الجحيم.. وحينئذ لن يترك «اللهب» مكاناً فى العالم دون أن يصل إليه!!
«الخطر».. يتدفق فى المنطقة «يوماً بعد يوم».. وهذا دليل آخر على ذلك.. ففى زحمة الدم والتجويع والنسف والتدمير والإبادة فى غزة.. أطلقت إسرائيل العنان لمشروع «القضاء الفعلي» على أى دولة فلسطينية فى المستقبل.. إنه مخطط «القدس الكبري».. فقد حدث أنه «خلال الأيام القليلة الماضية» صدقت اللجنة الفرعية لشئون الاستيطان فى الحكومة الإسرائيلية على خطة البناء فى المنطقة المعروفة باسم ((E1)) بالضفة الغربية من أجل إقامة ما يقرب من ثلاثة آلاف وأربعمائة «وحدة استيطانية جديدة».. هذا المخطط أو المشروع الاستيطانى الإسرائيلى وفقاً لما يراه الخبراء والمختصون.. هو مشروع يهدف لإقامة «القدس الكبري» ومن بعدها «إسرائيل الكبري».. فالمشروع سيحكم حصار المستوطنات الإسرائيلية على مدينة القدس.. ويقطع أوصال الضفة الغربية وينهى على أى محاولة لإقامة دولة فلسطينية!!.. نعم.. فى غزة والضفة الغربية وعموم الأراضى الفلسطينية المحتلة تواصل إسرائيل تنفيذ «مخططها الكبير».. وهنا يجب التأكيد مجدداً على ضرورة أن يشعر الرئيس ترامب بخطورة ما تفعله إسرائيل «فى فلسطين والمنطقة بأكملها» على المصالح الأمريكية فى الشرق الأوسط «الآن ومستقبلاً».. يجب أن يشعر الرئيس ترامب بتلك الخطورة لأن ذلك سيكون عاملاً مهماً فى قيام الولايات المتحدة بكبح جماح «التهور الإجرامى الإسرائيلي».. يجب أن يكون للعالم دور فى وقف الخطر الإسرائيلي.. يجب أن يضغط العالم على الرئيس ترامب لكى يوقف جنون إسرائيل!!
من الخطأ تصور أو اعتقاد أن ما تقوم به إسرائيل الآن فى غزة أو الضفة أو القدس الشريف.. من إجرام وتهجير وإبادة ضد «شعب بأكمله».. من الخطأ تصور ذلك أنه «طاريء» أو «جديد» على الشخصية أو العقلية الصهيونية.. إنه سلوك ونهج متجذر ومتغلغل فى أعماق النفس الإسرائيلية.. تؤكد هذا وبقوة «وثائق التاريخ» التى تتحدث عن العديد من المذابح والمجازر التى ارتكبتها الصهيونية ضد الشعب الفلسطينى على مدى ما يقرب من ثمانية عقود.. ولعل من أهم الوثائق والشهادات التى تناولت ذلك السلوك والنهج «الإجرامي» المتجذر والمتغلغل فى أعماق الشخصية الإسرائيلية.. تلك الشهادات التى جاءت فى كتاب المؤرخ الإسرائيلى إيلان بابه «التطهير العرقى فى فلسطين» والذى صدرت طبعته الأولى قبل ما يقرب من ثمانية عشر عاماً وترجمه للعربية أحمد خليفة.. تؤكد شهادات ووثائق هذا الكتاب أن حرب الإبادة والتهجير التى تقوم بها إسرائيل حالياً ضد الشعب الفلسطينى هى نفس الحرب التى قامت بها العصابات الصهيونية فى «أربعينيات» القرن الماضى وأسفرت عن «النكبة الكبري» وقيام إسرائيل.
يقول «إيلان بابه» إن «العصابات الصهيونية» والتى كانت هى «النواة» التى نشأ منها فيما بعد «الجيش الإسرائيلي».. هذه العصابات والتى قدمت إلى فلسطين بتواطؤ استعمارى دولي.. حدث أنها استعداداً لحربها مع الفلسطينيين .. حرب «1948» .. قام قادة هذه العصابات بوضع قواعد عامة للتعامل مع الفلسطينيين فى «الحرب المقبلة» من أجل احتلال فلسطين وإقامة «إسرائيل».. كان من أهم بنود هذه «القواعد الحربية».. هو العمل على طرد الفلسطينيين من أراضيهم بشكل ممنهج.. وأوضحت القواعد أن ذلك يتم عن طريق محاصرة القرى والمدن الفلسطينية وقصف المبانى السكنية وإثارة الرعب ببن الناس وهدم البيوت وحرق المنازل والمزارع وجميع ممتلكات الفلسطينيين.. وإمعاناً فى «التهجير» طلبت بنود هذه القواعد من أفراد العصابات الصهيونية «زرع الألغام» وسط أنقاض المبانى المهدمة لمنع الفلسطينيين من العودة إلى منازلهم!!.. ولقد وصف إيلان بابه ما حدث فى أربعينيات القرن الماضى ضد الشعب الفلسطينى على أيدى «العصابات الصهيونية» من جرائم قتل وتهجير أدت إلى «النكبة» وقيام «إسرائيل» بأنه جريمة تطهير عرقى مكتملة الأركان.
تحدث المؤرخ «إيلان بابه» فى كتابه عن أول عملية نفذتها العصابات الصهيونية وفقاً للقواعد والتعليمات التى أصدرها قادتهم وكان ذلك فى «إبريل من عام 1948» وكان اسم العملية «نحشون».. يقول إن هذه العملية تعتبر أيضاً أول عملية حاولت فيها «العصابات الصهيونية» أن تعمل كجيش موحد واضعة بذلك الأساس للجيش الإسرائيلى «المرتقب».. فى هذه العملية ـ كما يروى بابه ـ سقطت أول قرية من القرى الفلسطينية العديدة الموجودة حول القدس «قرية القسطل».. لقد طردت العصابات الصهيونية السكان وارتكبت العديد من المجازر.. من أبرز هذه المجازر وأشهرها مذبحة «دير ياسين».. يقول إيلان بابه إنه فى التاسع من «أبريل 1948» احتلت العصابات الصهيونية قرية دير ياسين الواقعة على هضبة إلى الغرب من القدس.. أطلق أفراد العصابات الصهيونية النار على السكان داخل منازلهم وجمعوا من بقى على قيد الحياة فى مكان واحد وقتلوهم بدم بارد وانتهكوا حرمة أجسادهم.. وتم إغتصاب عدد من النساء ثم قتلهن.
وعرض إيلان بابه فى كتابه ما ذكره أحد الناجين من مذبحة «دير ياسين» عندما قال: أخرجونا «الصهاينة» واحداً تلو الآخر.. قتلوا رجلاً عجوزاً بالرصاص.. وعندما بكت إحدى بناته قتلوها هى أيضاً.. ثم استدعوا شقيقى محمد وقتلوه أمامنا.. وعندما صرخت أمى باكية وهى منحنية فوقه وبين ذراعيها أختى «الرضيعة» قتلوها هى الأخري.. أطلقوا الرصاص على الأطفال بعد أن أوقفوهم صفاً واحداً أمام أحد الجدران.. أطلقوا عليهم الرصاص «فقط من أجل التسلية»!!.. وبنقل إيلان بابه فى كتابه أيضا صورة أخري.. كثيرة الشبه هى الأخرى بما يجرى اليوم فى غزة.. ففى أحد أيام عام « 1948» رصد شهود العيان الذين نجوا من المجازر الصهيونية فى إحدى القرى الفلسطينية.. رصد هؤلاء الشهود «مكبرات الصوت» اليهودية وهى تصرخ «بأعلى صوتها» طالبة من النساء والأطفال الفلسطينيين مغادرة منازلهم «قبل فوات الأوان».. جميع أفراد العصابات الصهيونية التى كانت تقتل وتذبح وتفجر وتدمر وتهجر فى تلك «اللحظة» كانت تعمل وفق «تعليمات عليا » صادرة من قادة تلك العصابات : «اقتلوا كل عربى تصادفونه.. احرقوا كل ما هو قابل للحرق.. واقتحموا أبواب البيوت بالمتفجرات»!!.
إن «الشهادات» والوثائق «والصور» التى ذكرها المؤرخ الإسرائيلى إيلان بابه فى كتابه «التطهير العرقى فى فلسطين» لدليل جديد على «وحدة الأهداف والمخططات الإسرائيلية».. منذ النشأة وحتى الآن.. وإلى أن يقضى الله أمراً كان مفعولاً.. فإسرائيل 1948 وإسرائيل 2025 لا فرق بين «النسختين».. الهدف واحد.. الإجرام واحد.. النظرة إلى العرب «واحدة».. الإبادة والتهجير وتصفية القضية الفلسطينية ثم حلم «إسرائيل الكبري».. كل ذلك هو «عقيدة صهيونية» قديمة تسعى إسرائيل بشتى الطرق إلى تحقيقها.. لذلك فعندما نقول إن «دولة الاحتلال» أسرعت الخطى «الآن» لتنفيذ هذه «العقيدة» انتهازاً منها لطبيعة «اللحظة» التى يمر بها الإقليم والعالم.. عندما نقول ذلك فإن الدفاع عن القضية الفلسطينية ومنع مخطط التهجير يصير بالفعل «فرض عين» على كل عربي.. لأن الخطر القادم لن يستثنى مكاناً من الخليج إلى المحيط!!
ونحن نتابع مايجرى الآن فوق «مسرح الأحداث» الإقليمى والعالمي.. وهذا الإجرام والجنون الإسرائيلى الذى تجاوز «كل مدي».. ونحن نتابع ذلك يجب علينا أن نجدد التحية والتقدير «والفخر» للموقف التاريخى المشرف الذى اتخذته مصر بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى ضد محاولات إسرائيل «العديدة» لتهجير الفلسطينيين وتصفية «القضية».. تثبت الأحداث كل يوم ـ مثلما أثبتت على مدى التاريخ ـ أن كنانة الله هى بالفعل «درع فلسطين وسيفها».
ملحوظة : هذا المقال تمت كتابته قبل العدوان الإسرائيلى على دولة قطر .
من خرج فى طلب العلم كان فى سبيل الله حتى يرجع.. صدق حبيبنا محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم.. اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم فى العالمين انك حميد مجيد..اللهم بارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما باركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم فى العالمين انك حميد مجيد.. وصلى الله على سيدنا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
فلسطين.. أرض الأقصى.. أرض المحشر.. أرض المسرى.. مسرى حبيبنا وسيدنا محمد رسول الرحمة والإنسانية.. صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين.