إدانات واسعة للهجوم.. والدوحة تصفه بالجبان

فى تطور مفاجئ ينذر بتغيير الأحداث للحرب الإسرائيلية الغاشمة على قطاع غزة المستمرة منذ نحو عامين، شهدت العاصمة القطرية الدوحة أمس وقوع سلسلة انفجارات تحديداً فى حى كتارا، نتيجة استهداف إسرائيل وفد حماس.
ونقلت القناة 14 الإسرائيلية عن مسؤول إسرائيلي، قوله «هاجمنا قيادة حماس بقطر بينهم خليل الحية وزاهر جبارين وننتظر النتائج. وأكد المسؤول الإسرائيلى أن الهجوم على قيادة حماس فى الدوحة نفذ بطائرات مقاتلة، مشيرًا إلى أن عملية الاستهداف تمت خلال مناقشة وفد حماس المقترح الأمريكى حول غزة.
وأشارت وسائل إعلام عبرية، إلى اغتيال «خالد مشعل، خليل الحية، ومحمد درويش، ورازى حمد، وعزت الرشق، وزاهر جبارين»، مؤكدة أن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب أعطى الضوء الأخضر لإسرائيل للهجوم على قادة حركة حماس.
وأفاد سهيل الهندى عضو المكتب السياسى لحركة «حماس»، باستشهاد خمسة فلسطينيين، جراء القصف الإسرائيلى الذى استهدف موقعاً سكنياً فى العاصمة القطرية، من بينهم نجل القيادى فى حركة «حماس» الدكتور خليل الحية ومدير مكتبه.
وأوضح الهندي- فى مداخلة مع قناة «الجزيرة» القطرية- أن الشهداء هم جهاد لبد مدير مكتب رئيس حركة حماس الدكتور خليل الحية وهمام خليل الحية نجل القيادى فى حركة حماس وعبدالله عبدالواحد ومؤمن حسونة وأحمد عبدالمالك، محملا الإدارة الأمريكية مسؤولية هذا الاعتداء.
وفى بيان رسمي، أعلن جيش الاحتلال بالتعاون مع جهاز «الشاباك» عن تنفيذ ضربة دقيقة عبر سلاح الجو ضد ما وصفه بـ»القيادة الحمساوية فى الخارج» فى عملية أطلق عليها «قمة النار»، مؤكداً أن المستهدفين «قادوا أنشطة حماس لسنوات طويلة ويتحملون المسؤولية المباشرة عن مجزرة السابع من أكتوبر وإدارة الحرب ضد إسرائيل».
وأضاف البيان أن الغارة سبقتها «خطوات لتجنب إصابة المدنيين، شملت استخدام ذخائر دقيقة ومعلومات استخبارية إضافية».
ونقل مراسل أكسيوس باراك رافيد عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن الانفجار فى الدوحة هو محاولة اغتيال تستهدف مسؤولين فى حركة حماس. ونقلت «رويترز» عن مصادر فلسطينية قولها إن مسؤولين كبارًا فى حماس كانوا يعقدون اجتماعًا وقت الهجوم.
من جانبها، أدانت قطر بأشد العبارات الهجوم الإسرائيلى واصفة إياه بـ«الجبان» الذى استهدف مقرات سكنية يقيم فيها عدد من أعضاء المكتب السياسى لحركة حماس فى العاصمة القطرية الدوحة.
وذكرت أن الاعتداء الإجرامى يشكل انتهاكًا صارخًا لكافة القوانين والأعراف الدولية، وتهديدًا خطيرًا لأمن وسلامة القطريين والمقيمين فى قطر. وأكدت الخارجية القطرية أن الجهات الأمنية والدفاع المدنى والجهات المختصة قد باشرت على الفور التعامل مع الحادث واتخاذ الإجراءات اللازمة لاحتواء تبعاته، وضمان سلامة القاطنين والمناطق المحيطة.
أثار الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف وفدًا من قادة حركة «حماس» الفلسطينية خلال اجتماع لهم في العاصمة القطرية الدوحة أمس، موجة واسعة من الإدانة والاستنكار على المستويين العربي والدولي، وسط تحذيرات من تصعيد غير مسبوق في المنطقة وانتهاك خطير للقوانين الدولية.
وفي اتصال هاتفي أجراه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز مع أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أعرب عن تضامن المملكة الكامل مع قطر، واصفًا الغارة بأنها «عمل إجرامي وانتهاك صارخ للأعراف والقوانين الدولية»، مؤكدًا أن المملكة تضع جميع إمكانياتها لمساندة الدوحة في حماية أمنها وسيادتها.
من جهته، وصف وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي العدوان الإسرائيلي بأنه «جبان»، محذرًا من أنه يشكل تهديدًا مباشرًا لأمن الشعب القطري والمقيمين على أراضيها، ويمثل امتدادًا لما أسماه «العدوانية الإسرائيلية الوحشية» التي تهدد أمن المنطقة.
أما في أبوظبي، فقد أدان الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية الإماراتي، الهجوم بأشد العبارات، معتبرًا إياه انتهاكًا خطيرًا لسيادة قطر وتصعيدًا غير مسئول يهدد الأمن الإقليمي والدولي. وطالب مجلس الأمن بتحمل مسئولياته القانونية والأخلاقية لردع إسرائيل ووقف ما وصفه بـ»الاعتداءات الهمجية».
وفي موقف مشابه، أعربت دولة الكويت عن استنكارها الشديد للغارة، مجددة دعوتها المجتمع الدولي لاتخاذ خطوات جادة لحماية أمن واستقرار دول المنطقة، فيما وصفت وزارة الخارجية العراقية الهجوم بـ»العمل الجبان» وانتهاكًا صارخًا لسيادة قطر.
كما أدانت السلطة الفلسطينية الهجوم، وأكد الرئيس محمود عباس أن التصعيد الإسرائيلي يهدد الأمن الإقليمي والعالمي، داعيًا إلى وقف فوري لهذا التصعيد، ومجددًا دعوته لتحقيق السلام العادل والشامل.
من جانبه، اعتبر الرئيس اللبناني جوزيف عون أن الهجوم الإسرائيلي يأتي في إطار سلسلة من الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة التي تعرقل أي جهد لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.
أدانت سلطنة عمان الهجوم بشدة، واعتبرته «جريمة اغتيال سياسي وغدر»، و»انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي».وأكدت وزارة الخارجية العُمانية تأييد السلطنة لكافة الإجراءات التي تتخذها قطر، ودعت المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته وردع إسرائيل.
كما أعربت المغرب عن إدانتها القوية و»استنكارها الشديد» لانتهاك سيادة دولة قطر، وأكدت تضامنها التام مع أمن وسلامة الأراضي القطرية، وطمأنينة مواطنيها والمقيمين فيها.
وأدانت حكومة السودان الغارة بأشد العبارات، معتبرةً أنها انتهاك فاضح للقانون الدولي و»تعدٍّ سافر» على سيادة قطر، وحذرت من أنها تهدد جهود تحقيق الاستقرار في المنطقة.
أما على الصعيد الدولي، فقد أدانت كل من إيران وتركيا الغارة بشدة. ووصفت وزارة الخارجية التركية الهجوم بأنه يعكس «سياسات توسعية» وانتهاجًا لأسلوب «الإرهاب الرسمي»، فيما اعتبرته إيران «انتهاكًا فاضحًا» للسيادة القطرية.
وانتقدت الحكومة البريطانية، قرار إسرائيل شن غارات جوية على مسؤولين من حركة حماس الفلسطينية في قطر.وقال المتحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني «لا نريد رؤية مزيد من التصعيد والعنف في المنطقة. فهذا لن يؤدي إلا إلى مزيد من زعزعة الاستقرار».
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن الضربات الإسرائيلية على قطر غير مقبولة مهما كانت دوافعها بينما أعرب عن تضامنه مع قطر.
وفي أول تعليق أممي، أدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الهجوم الإسرائيلي، مشيرًا إلى أن قطر تقوم بدور إيجابي في جهود وقف إطلاق النار في غزة، مؤكدًا أن مثل هذه الأفعال تقوّض المساعي الدولية نحو إحلال السلام.