الجمعة, سبتمبر 12, 2025
  • سياسة الخصوصية
  • إتصل بنا
  • من نحن

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفي

جريدة الجمهورية

رئيس التحرير

أحمد أيوب

  • الرئيسية
  • أخبار مصر
  • ملفات
  • مدارس و جامعات
  • محافظات
  • رياضة
  • برلمان و أحزاب
  • فن و ثقافة
  • حوادث و قضايا
  • المزيد
    • تكنولوجيا
    • عرب و عالم
    • إقتصاد و بنوك
    • الجمهورية معاك
    • منوعات
    • متابعات
    • أجراس الأحد
    • عالم واحد
    • مع الجماهير
    • العـدد الورقـي
    • مقال رئيس التحرير
لا توجد نتائج
كل النتائج
  • الرئيسية
  • أخبار مصر
  • ملفات
  • مدارس و جامعات
  • محافظات
  • رياضة
  • برلمان و أحزاب
  • فن و ثقافة
  • حوادث و قضايا
  • المزيد
    • تكنولوجيا
    • عرب و عالم
    • إقتصاد و بنوك
    • الجمهورية معاك
    • منوعات
    • متابعات
    • أجراس الأحد
    • عالم واحد
    • مع الجماهير
    • العـدد الورقـي
    • مقال رئيس التحرير
لا توجد نتائج
كل النتائج
جريدة الجمهورية
لا توجد نتائج
كل النتائج
الرئيسية ملفات

غلو «القطبيين» يستشرى فى الإخوان .. والتكفير يطال قياداتهم

بذرة إرهابية بدات فى النشاة .. و«المعالم» آخر ثمارها

بقلم جريدة الجمهورية
10 سبتمبر، 2025
في ملفات
الصدارة.. عربية
19
مشاهدات
شارك على فيسبوكواتس اب

مصر والإرهاب «4»

د.عمرو عبدالمنعم يكتب:

فكر سيد قطب أصبح أزمة كل عام فى ذكرى إعدامه، فجميع سرديات الإخوان وحركات الإسلام السياسى تتوقف عند سيد قطب ادعاءً أنه دفع حياته ثمنًا لأفكاره، ذلك الوهم الكبير الذى يطلقونه بميراث الزمن القديم. فأعدام الأشخاص بسبب فكرة لا يعنى صحتها على الإطلاق بل قد يؤكد العكس. موجات التكفير والغلو فى منهج هذا الرجل تطل علينا كل فترة، وعندما تقترب من دلالاته الحقيقية الملموسة تجد تصديًا شرسًا لكل من ينتقده ويحمله سبب كارثة كبرى عند الشاب المتحمس فى العالم الإسلامى.

استيقظت مبكرًا على قراءة كتاب المعالم، وشدنى رصانة الأسلوب وجزالة العبارة. ويومها تطلعت لكل المراجع الموضوعية فى هوامش الكتاب ورجعت إلى «ظلال سيد قطب». ومازالت أحتفظ فى مكتبتى الخاصة بهذه النسخة. يومها عرض على أحد الإخوان أن أشترى نسخة «الظلال» بالتقسيط، ونجحت فى أن أستقطع من مصروفى ثمنه على ستة أشهر، كل شهر عشرة جنيهات. يومها تعجب والدى وقال لي: «لا تستعجل قراءة الرجل، فلا تثق فى بريق الأفكار حتى تنضج».

طالعت «المعالم» وقبلها «هذا الدين» و«المستقبل لهذا الدين» و«التصوير الفني» ثم «مشاهد يوم القيامة». لم يكن سيد قطب إبراهيم شخصية عادية، فقد كانت تحولاته سريعة متلاحقة. اعتبرته جماعة الإخوان أيقونة فكرية ورمزًا للفداء، وتلقت جميع الجماعات والتيارات أفكاره بالقبول على عدة مستويات. وما زالت أطروحات قطب مثيرة للجدل حتى الآن، وهناك من يكسب من ورائها ويسترزق من طبعاتها.

رغم أن قطب فى الإخوان هو الربع الأخير من حياته، إلا أن الجماعة بكل طبقاتها تتلقى أفكار الرجل بقبول منقطع النظير، إلا قليل. ومن هنا جاءت بذرة التطرف الإرهابى عند قطب. بعض مؤرخى الحركة الأدبية من مدرسة الديوان وأبوللو التى انتمى إليها قطب فى فترة الأربعينيات يرونه معتدلاً، إلا أن بذرة التطرف كانت عند قطب مبكرة جدًا، وربما مع بداية عهده بالكتابات الإسلامية. وعند التحقيق، وجدنا أن له مقالاً نشر عام 1946 فى مجلة «الرسالة»، العدد 691، بتاريخ 30/9/1946، بعنوان «مدارس للسخط»، لا يقل خطورة عن كتاب «المعالم»، وربما نفس المنهج والرؤية للمجتمع والناس الساخرين من جميع الأوضاع. وهنا يجب أن أشير إلى أن هذا المقال، على وجه الدقة، تأثر به الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، لكنه اكتشف انه امام وجه يتحول وخدعة كبيرة فى العلوم الاجتماعية، هناك قاعدة «الحكم على الشيء فرع عن تصوره». وفى عالم الفتوي، «يجب تكيف السؤال على الواقع ليخرج بنتيجة صحيحة وسليمة»، وهذا ما غلف عنه حوارى ودرويش قطب. تصورات قطب أصابها حالة من الضبابية فى تكيف أجزاء الصورة التى تخيلها. فمن المؤسف ألا يدرك كثير من الشباب المتحمس أن ما يقوله إنسان أو يكتبه فى الحالة الوجدانية والنفسية التى كان عليها قطب لا يمكن أن يكون معبرًا عن حقيقة رأيه فيما لو عاش ظروفًا طبيعية هادئة. إنها ليست منهجًا إسلاميًا، إنها صرخات إرهاب عنيفة صادرة من قلب ناقم على واقعه ومستجداته، وفى النهاية يلبسها ثوب التعذيب والاضطهاد والسجن.

كما وعدت قرائى الأعزاء أن أتى بالدليل ثم التحليل يأتى فيما بعد، وهنا أهتم بترتيب الأحداث تاريخيًا ثم مآلات الأمور. فالبدايات دائمًا غير النهايات، وطريق الهلاك مفروش بالنوايا الحسنة. الكلمات التى كانت عرائس من الشمع كما قال قطب نفسه أصبحت تحرق أصحابها وشباب الأمة كلها. إن من يدافع عنها الآن أصاب قلبه شيء من تغييب الضمير بعدما رأى وسمع مآلات فقه العنف والتطرف الذى خرج منها. إنها بلاهة عقل وقلة علم، فقد قالها رسولنا الكريم محذرًا من هذه النوعية من المسلمين: «سَيَخْرُجُ فِى آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ أَحْدَاثُ الأَسْنَانِ، سُفَهَاءُ الأَحْلاَمِ، يَقُولُونَ مِنْ خَيْرِ قَوْلِ الْبَرِيَّةِ. يَقْرَؤونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ».

وهم تأثير السجن على قطب ورفاقه

تأثير السجن على سيد لم يكن كبيرًا كما يدعى حوارى وأتباع قطب من القطبيين ودعاة التكفير. فتتبع الأحداث والتواريخ نجد أن سيد قطب لقى أحسن المعاملة بعد انتهاء التحقيقات، ووضع فى المستشفى مدة سجنه لأنه كان مريضًا. سمح له بالكتابة والنشر وزيارة الأهل له بانتظام، وكان يخرج ملازم «الظلال» لأمينة وحميدة قطب، شقيقاته. وكان يزور زيارة بمصطلح السجون، زيارة خاصة، يعنى بعد انتهاء مدة الزيارة العادية، كان يذهب لمكتب رئيس المباحث أو مأمور السجن بليمان طرة، ويجلس مع شقيقاته عددًا من الساعات. وقد قص على أحد قيادات الجهاد المحكوم عليه فى قضية اغتيال الرئيس الراحل محمد أنور السادات أنه وجد سجلات مستشفى ليمان طرة القديمة بإحدى غرف مستشفى الليمان بطرة، بها دفتر متابعة النزيل سيد قطب إبراهيم اليومية منذ خروجه من الزنزانة لعودته مع صديقه يوسف هواش إليها مرة أخري. تأملت وتتبعت فكرة الكتابة والتعذيب، وجدت أن لا يستويان أبدًا. أن يكتب وينتج لا تجتمع مع الحالة النفسية والفكرية أبدًا. وما يتردد أن إعدامه كان بسبب كتاب «المعالم» فريه كبيرة، فقد كانت هناك جرائم جنائية واعترافات تفصيلية على عمليات تخريبية.

موجات التكفير تصل إلى قلب الإخوان

لم يملك الإخوان أى فكر فى مرحلة الأربعينيات والخمسينيات. تصوراتهم والأدبيات الرئيسية كانت من البنا، ولم يكن هناك مفكرون ولا أدباء ولا شعراء بعمق وتاريخ قطب. نهاية الثلاثينيات وبالاربعينيات، وعندما تم القبض على قطب فى المرة الأولى بعد محاولة اغتيال الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، طور أفكاره ورحبت بها الجماعة. وأوصى القيادى عبدالعزيز عطية، الذى كان يرأس أعضاء مكتب الإرشاد فى السجن فى هذه الفترة، ببرامج التربية التى نادت بها الأفكار القطبية، فطلب من الجميع الانتظام فى هذه البرامج التى كانت قد بدأت فى سجن القناطر، على ضوء ما أوصى به سيد قطب نفسه.

ولكن حدث من بعض عناصر الجماعة بعض التصرفات المثيرة والأفكار المريبة بالنسبة لهم، التى أحدثت انقسامًا مبكرًا فى سجنى القناطر والواحات؛ نتيجة انتشار هذه الأفكار، واعتبرت ما تقوم به هذه البرامج التربوية خطرًا على فكر الجماعة. وبدأ الإخوان يتصلون بالقيادات الخارجية ليبلغوهم بتلك التطورات الجديدة على الجماعة، ممثلة فى هذه الأفكار الواردة من سجن ليمان طرة، وعنبر المستشفي، حيث يقيم قطب وبعض رفاقه، وكان عدد الأفراد فى سجن الواحات ما يقارب «120».

ذكر سيد قطب فى اعترافاته التى تم تسريبها أنه خلال تلك الفترة التى قضاها فى سجن القناطر، التقى حوالى «100» من عناصر الإخوان، «25» منهم اندمجوا فى الدراسة وأصبح لهم مفاهيم واضحة فى العقيدة والمنهج «القطبيون»، و»23» منهم عارضوا مبدأ السماع إلا من خلال قيادات الجماعة، و»51» درسوا ولم يصلوا إلى الوضوح الكافي؛ أى إنهم كانوا فى الطريق ولم يعرف ما انتهوا إليه حدث لهم تشوش.

ثم كان أن خرج من السجن سنة 1964 بشفاعة الشافعين، وهى نفس الفترة التى تعرض فيها سيد قطب إلى انهيار حاد فى صحته، استدعى نقله إلى مستشفى المنيل الجامعي، وحصل على الإفراج الشرطى من جمال عبدالناصر.

وأكثر من تشرب أفكار قطب هى مجموعة 1965 داخل السجون الستينيات، فأصدر الهضيبى سنة 1969 كتابًا أسماه «دعاة لا قضاة» بتوقيع المرشد العام حسن الهضيبي، الذى تم تداوله بين صفوف الجماعة حتى إنه كان يسمى «البحث». كتب بخط اليد أكثر من نسخة، وكان يتداول بين السجون عن طريق وضعه فى وسادة داخل أمتعة النزلاء التى كان ينتقل بها السجناء من سجن إلى آخر. وقيل إنها عرفت من قبل مجموعة النشاط الدينى التابعة حينها للضابط فؤاد علام، وتركها تمر لأهداف المواجهة الفكرية.

كان غرض الهضيبى ومجموعة «البحث» هذه ضبط الوضع خوفًا من انتشاره وكذلك الحد من هذه الأفكار وسطوتها ووضع الأمور فى نصابها لصالح الجماعة. فوضعت الجماعة ما أطلقوا عليه فيما بعد كتاب «دعاة لا قضاة»، ثم وضعوا اسم الهضيبى عليه. ورمز الهضيبى لغلو أفكار أبى الأعلى المودودى تصريحًا، لم يأتِ بأى إشارة من قريب أو بعيد لسيد قطب، وكان يقصد طبعًا أفكار قطب وتفسيراته التى نتجت فى السجن بمعالمها ومستقبلها ومصطلحاتها المودودية. وقال الهضيبى صراحة: «قد توهم البعض أن قائل هذه المقولة يرى استحالة أن يأذن الله تعالى للناس أن يضعوا لأنفسهم بعض التنظيمات والتشريعات، التى تنظم بعضًا من شئون حياتهم»، ومن هنا نقد فكرة الحاكمية القطبية لا الحاكمية البناوية من الأساس.

روافد قطب تنتشر

نشأت عدة روافد للتيار القطبي، أحدثت عدة موجات تكفيرية فيما بعد فى عقول العديد من أتباعها. بعضهم أخذها كما هي، وبعضهم طورها وأحدث فيها نوعًا من إحياء دماء جديدة فيها. وفيما يلى هذه الروافد الفكرية بشيء من التفصيل؛ لنفهم كيف سرت الأفكار التكفيرية فى عقل ووجدان هذا الجيل:

الرافد الأول: أفكار عبدالمجيد الشاذلى الذى تضخم فكره القطبى فى السجون، فحمل كتابه الضخم «حد الإسلام وحقيقة الإيمان»، ثم كتابه الثانى «البلاغ المبين» مجموعة من أفكار قطب وتصوراته وأطروحاته الفكرية.

الرافد الثاني: مصطفى الخضيري، وهو الذى حمل أفكار قطب وتحرك بها فى منظومة فكرية وحركية، ونشر كتب التوحيد الخاصة بمحمد عبدالوهاب، واعتبر المجتمعات فى حالة الاستضعاف المكية، ونظر لفكرة التربية المكية الأولى نظرة تطبيق وتفعيل، من خلال اجتماعات دورية فى المنازل، على غرار دار الأرقم بن أبى الأرقم فى بداية الدعوة المكية.

الرافد الثالث: محمد المأمون، الذى عمل بنفس الطريقة الفكرية من تكوين المجموعات الإسلامية والخلايا التنظيمية، وعمل على تدريس كتب وأفكار سيد قطب وأخيه محمد قطب، عن طريق التدريس المنزلى بكل الطرق الممكنة، واستلهام التجربة المكية فى السيرة النبوية.

الرافد الرابع: كمال سلام، وهو أحد الكوادر القطبية الهامة لتنظيم 65، الذى أخذ على عاتقه نشر الفكرة عن طريق الخطابة، وتقديم الأفكار من خلال طباعة الكتب والنشرات والرسائل الفكرية الجامعة، وجمع التبرعات وإنشاء المكتبات التى تروج للفكر القطبى حول العالم.

الرافد الخامس: أحمد عبدالمجيد، أحد أهم تلاميذ سيد قطب وأهم منظر له، تزوج شقيقة يوسف هواش، زميل قطب فى مستشفى سجن طرة، وعمل على التنظير لأفكاره من خلال جملة من التصورات الفكرية والحركية والعقائدية لمحمد بن عبدالوهاب، وابن تيمية، وابن القيم، وأبى الأعلى المودودي، كإطار تكاملى مع أفكار سيد قطب وأخيه محمد قطب.

الرافد السادس: هذا الرافد هو التيار القطبى داخل جماعة الإخوان المسلمين، الذى لم يبرح التنظيم ولا الجماعة، وبقى يحمل أفكارها الأساسية التطبيقية بجانب أفكار سيد ومحمد قطب نفسه، ويمثلهم محمود عزت ومحمد بديع ومحمد رشاد بيومى ومحمد مرسي، حتى عند وصوله لحكم مصر، فلم يستطع أن يخفى تعلقه بالأفكار القطبية، واعتبارها نوعًا من أنواع التجديد فى العصر الحديث قبل توليه الرئاسة.

الرافد السابع: جماعة «الصادعون بالحق»، وهى أهم الجماعات التى ظهرت حديثًا على نهج التيار القطبي. تأسست هذه الجماعة عام 1973، وأعلنت عن نفسها فى أبريل 2017، وأكدت أنها تستقى أفكارها من سيد قطب، وأنها تسير على منهاجه، وأنها ظلت «40» عامًا فى سرية تامة منتظرين اللحظة المناسبة للإعلان عن أنفسهم، وجماعتهم. راقبوا خلالها جميع الجماعات والتيارات الدينية الأخري، مدعين أنهم غير طامحين إلى سلطة أو نفوذ أو حكم، وهم على خلاف مع الجماعة الأم لهم «الإخوان المسلمين»، متباهين بأن زعيمهم وأميرهم مصطفى كامل محمد، استقى أفكاره من سيد قطب، وتتلمذ على يديه فى السجن.

وأول من تجرع فكر قطب هم الإخوان التقليديون. وقام حينها الهضيبى بفصل «12» من الإخوان ممن اعتنقوا فكرة التكفير، وبدأوا بتكفير القائمين على السجون، ثم الحاكم، ثم المجتمع. وبذلك كفَّروا المجتمع كله. وإزاء ذلك كتب الهضيبى «البحث» الذى أطلق عليه «دعاة لا قضاة» بمساعدة ابنه المأمون. فالمأمون هو كاتب معظم الكتاب بإقرار وموافقة والده، فالاثنان هما اللذان ألَّفا الكتاب بحسب رواية الشيخ نجيب عبدالفتاح إسماعيل فى حوار مطول معه.

شهادات حول التكفير فى السجون

يقول الإخوانى السيد نزيلي: «وُجد التكفير بعد عام 1965، وكان متغلغلاً فى الجيل الذى لم يدخل الإخوان، ولم يتأثروا بسيد قطب. وفى هذه الفترة تدخل الأستاذ حسن الهضيبى وأرسل إلينا ملازمًا من الكتاب الفيصل فى هذه القضية، وهو «دعاة لا قضاة» الذى كنا نسميه: «البحث».

وهنا أنقل ما رواه أمير مجموعة قطبية أخرى أطلقت على نفسها «الصادعون بالحق»، وهو مصطفى كامل، فقد عاش مع قطب فترة كبيرة من الوقت، وحكى فى كتابه «قصتى مع سيد قطب» كيف نشأت وتحكمت أفكار سيد قطب فى هذه المجموعات. فيقول: «كنت ألحظ أن كبار المسؤولين فى المكتب الإداري، وبعض الدعاة الكبار، ليسوا على مستوى ما يقولون، وما يدعون إليه، حتى إننى قدمت عريضة احتجاج على بعضهم، وحدث تحقيق فيها، وكان لرأيى ما يفسره ويبرره. لقد تكرر هذا فى أكثر من مكان ذهبت إليه، فقد كنت أرى أن هؤلاء الرجال الكبار ليسوا مقنعين، ولحظت وشممت رائحة الشقاق أو ما بدا فى الجماعة من بوادر هذه الأفكار. فقد حدث أن التقيت بشباب كانوا يطلقون على أنفسهم «الشباب المسلم» فى الجماعة، وكانوا يتميزون بالحماسة الكبيرة للإسلام، غير أنهم كانوا يخالفون الجماعة فى عجلتهم فى استعمال القوة، والتعجيل بها قبل طور التربية، وكنت أطلع من خلالهم على كتب أبى الأعلى المودودي».

ويروى ما شعر به فى نهاية الأمر بعد الانتماء لجماعة الإخوان، وكيف شاهدهم فى الداخل، ومن خلال مذكراتهم التى انتشرت فى القرن الماضي، من أنهم كانوا يتمتعون بالثبات على الأفكار: «دخلت السجن وقد ارتسمت فى مخيلتى أحلام زاهية وأمانى جميلة. لقد تصورت أننا حين تجمعنا السجون، أنا وإخوانى الذين التقوا فى الله، واختاروا طريق الحق وتعاهدوا عليه، أننا سوف نقيم مجتمعًا مثاليًا يذكرنا بمجتمع الصحابة، نقيم مجتمعًا مثل مجتمع رسول الله «صلى الله عليه وسلم»، وأننا سوف نعيش فى جنة الإيمان بعد أن تفرغنا تفرغًا كاملاً لذلك. إلا أننى وجدت غير ذلك تمامًا».

نفس الشيء نقله فريد عبدالخالق «أحد قادة الإخوان» فى كتابه «الإخوان المسلمون فى ميزان الحق». إن نشأة فكر التكفير بدأت بين بعض شباب الإخوان فى سجن القناطر، فى أواخر الخمسينيات وبداية الستينيات، وإنهم تأثروا بفكر سيد قطب وكتاباته، وأخذوا منها أن المجتمع فى جاهلية، وأنه قد كفر حكامه الذين تنكروا لحاكمية الله بعدم الحكم بما أنزل الله، ومحكوميهم إذا رضوا بذلك.

كذلك شهادة «على عشماوي» فى كتابه «التاريخ السرى للإخوان المسلمين» ص80: «وجاءنى أحد الإخوان وقال لي: إنه سوف يرفض أكل ذبيحة المسلمين الموجودة حاليًا، فذهبت إلى سيد قطب وسألته عن ذلك فقال: دعهم يأكلوها فيعتبرون ذبيحة أهل الكتاب، فعلى الأقل المسلمون الآن هم أهل كتاب».

وقال على عشماوى وهو يصف زيارته لسيد قطب ومقابلته له: «وجاء وقت صلاة الجمعة فقلت لسيد قطب: دعنا نقم ونُصلّ، وكانت المفاجأة إن علمتُ -لأول مرة- أنه لا يصلى الجمعة «!!»، وقال: إنه يرى أن صلاة الجمعة تسقط إذا سقطت الخلافة، وأنه لا جمعة إلا بخلافة».

الحقيقة أن فكر الإخوان لم يبرح هذه الأفكار النظرية على الإطلاق؛ فقد تشكلت أيديولوجيتهم على ثلاثة أجنحة:

الجناح القطبي: وقد فصلناه قبل ذلك نسبةً لسيد قطب ومحمد قطب؛ وهو الجناح الأكثر تشددًا، وينتهج النهج التكفيرى الصدامى مع الحكومات، لكنه يرى التدرج فى العمل الجهادي. ويندرج تحت هذا: القاعدة وداعش ومن سار فى فلكهما. وهؤلاء انقسموا إلى سبع مدارس دعوية -كما أسلفنا- أبرزها مدرسة عبدالمجيد الشاذلى بالإسكندرية، ومدرسة كمال سلام، ومحمد المأمون فى البحيرة، ومدرسة مصطفى الخضيرى فى أبوزعبل، وسوف نفصل فيهم لاحقًا.

الجناح البنائي: نسبةً لحسن البنا؛ وهو الجناح الأم، وينتهج النهج السياسي، ويسعى ليتمكن فى الحكومات، وللتغلغل فى مفاصل الدولة، وإحكام القبضة على الإعلام ودور النشر. وهو جناح خداع ينهج نهج التقية والسيادة الروحية المرحلية.

الجناح السروري: نسبةً لمحمد بن سرور؛ وهو الجناح الأكثر وجودًا فى الخليج والأكثر خطورة، وينتهج النهج العلمى العقدي، ويتستر خلف عباءة السلفية لاختراق المجتمعات السنية، ويتظاهر أصحابه بالأخذ من العلماء السلفيين، وبالاهتمام بدعوة التوحيد والتحذير من الشرك. والحقيقة أنهم محرضون يسعون لنشر الفوضى وزج المسلمين إلى المهالك. وقد كانت أحداث ما يُسمى «الربيع العربي» كفيلة بإسقاط الأقنعة عن وجوه من ظن الناس أنهم على السنة. وهؤلاء يتدثرون بأكثر من حلة وتيار الآن.

يجمع هؤلاء المرشد العام للإرهابية، والهدف دائماً للإرهابيين هو السعى للسلطة، ولو كلّف الأمر دمار البلدان وإراقة الدماء المعصومة، وانتهاك الأعراض المحرمة، فيا للعجب!

جنوح الإخوان ثم الجماعات بعد ذلك إلى التكفير لم يشمل الأنظمة وعلماء المؤسسات الدينية فقط، بل كل من خالف آراءهم الفكرية. فهناك تصنيفات للمسلمين وطرق فى التعامل معهم. فهناك معاملة عبدالله بن أريقط الليثي، الذى استعمله النبى كدليل فى الهجرة من مكة إلى المدينة، لم يكن ابن أبى أريقط مسلمًا من الأساس، فبالأحرى عند الإخوان يجوز استعمال الكفار على المسلمين من باب أولي. ثم هناك تصنيف آخر ومعاملة أخرى معاملة عقبة بن أبى معيط، الذى نكص على عقبيه وارتد، فيجوز فضحه وإهدار دمه. وهنا تخيلت جماعة الإخوان أنها جماعة المسلمين، والخارج عنها إما منافق أو فاسق أو مرتد.

أنظر ماذا جنت هذه الأفكار على الإسلام والمسلمين وشباب هذه الأمة فيما يقترب من مائة عام، لتعرف الحقيقة فى وقت تتقدم فيه الأمم بأفكار وتصورات حضارات تعمل على رقى شبابها، وما زلنا مع الأحداث فى الحلقات القادمة.. انتظرونا…

متعلق مقالات

الخارجية الروسية تأسف لاستئناف العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة
ملفات

فرض عين

11 سبتمبر، 2025
الصدارة.. عربية
ملفات

«السبلايز ليست» كابوس سنوى.. يطارد أولياء أمور المدارس الخاصة

10 سبتمبر، 2025
الصدارة.. عربية
أهم الأخبار

وصول وعاء المفاعل الأول للضبعة.. فى نوفمبر

10 سبتمبر، 2025
المقالة التالية
القائم بأعمال سفير الصين بالقاهرة: بكين تدين الهجوم الإسرائيلي على قطر ولبنان وسوريا وغزة

القائم بأعمال سفير الصين بالقاهرة: بكين تدين الهجوم الإسرائيلي على قطر ولبنان وسوريا وغزة

اترك تعليقاً إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ملحق الجمهورية التعليمي

الأكثر قراءة

  • نائب بالشيوخ: تصريحات نتنياهو مرفوضة ومصر ثابتة في دعم فلسطين

    نائب بالشيوخ: تصريحات نتنياهو مرفوضة ومصر ثابتة في دعم فلسطين

    0 مشاركات
    شارك 0 تغريدة 0
  • «رئيس نقابة المرافق» يُعلن الموافقة على صرف مكافأة نهاية الخدمة للعاملين بمياه الشرب والصرف

    0 مشاركات
    شارك 0 تغريدة 0
  • تهنئة بالخطوبة السعيدة.. ألف مبروك للعروسين «محمد وبيري»

    0 مشاركات
    شارك 0 تغريدة 0
  • كل ما عليك معرفته عن برج الثور الرجل

    0 مشاركات
    شارك 0 تغريدة 0
لوجو جريدة الجمهورية
صحيفة قومية أنشأتها ثورة 23 يوليو عام 1952, صدر العدد الأول منها في 7 ديسمبر 1953م, وكان الرئيس الراحل محمد أنور السادات هو أول مدير عام لها, ثم تعاقب على رئاسة تحريرها العديد من الصحفيين ويتولي هذا المنصب حالياً الكاتب الصحفي أحمد أيوب.

تصنيفات

  • أجراس الأحد
  • أخبار مصر
  • أهـلًا رمضـان
  • أهم الأخبار
  • إقتصاد و بنوك
  • الجمهورية أوتو
  • الجمهورية معاك
  • الدين للحياة
  • العـدد الورقـي
  • برلمان و أحزاب
  • تكنولوجيا
  • حلـوة يا بلـدى
  • حوادث و قضايا
  • رياضة
  • سـت الستـات
  • شهر الفرحة
  • عاجل
  • عالم واحد
  • عالمية
  • عرب و عالم
  • عقارات
  • فن و ثقافة
  • متابعات
  • مجتمـع «الجمهورية»
  • محافظات
  • محلية
  • مدارس و جامعات
  • مع الجماهير
  • مقال رئيس التحرير
  • مقالات
  • ملفات
  • منوعات
  • سياسة الخصوصية
  • إتصل بنا
  • من نحن

جميع حقوق النشر محفوظة لـ دار التحرير للطبع والنشر - 2024 ©

لا توجد نتائج
كل النتائج
  • الرئيسية
  • أخبار مصر
  • ملفات
  • مدارس و جامعات
  • محافظات
  • رياضة
  • برلمان و أحزاب
  • فن و ثقافة
  • حوادث و قضايا
  • المزيد
    • تكنولوجيا
    • عرب و عالم
    • إقتصاد و بنوك
    • الجمهورية معاك
    • منوعات
    • متابعات
    • أجراس الأحد
    • عالم واحد
    • مع الجماهير
    • العـدد الورقـي
    • مقال رئيس التحرير
إتصل بنا

جميع حقوق النشر محفوظة لـ دار التحرير للطبع والنشر - 2024 ©