يظن بنيامين نتنياهو – فى ظل هذيانه السياسى – انه مبعوث العناية الإلهية، عندما وصف نفسه بأنه فى مهمة تاريخية وروحية، وأنه متمسك جداً برؤية إسرائيل الكبري، هذه الرؤية يستند اليها اليمين الإسرائيلى المتطرف من خلال معتقدات توراتية التى طرحها حزب الليكود بزعامة مناحم بيغن منذ وصوله للسلطة عام 1977، وقد عبّر نتنياهو عن ارتباطه العميق بما وصفه بـ»رؤية إسرائيل الكبري»، والتى تبدأ من الأراضى الفلسطينية المحتلة مروراً بكامل دولة لبنان حتى تصل لأجزاء من الأراضى التركية ثم تنتقل لنصف سوريا بالكامل، وصولاً لاجزاء كبيرة من غرب العراق ولكامل أرض الكويت، ثم أجزاء كبيرة من شمال الأراضى العربية السعودية، وصولاً لنهر النيل مع شبه جزيرة سيناء بالإضافة إلى دولة الاردن، وكانت الخطوة الأولى لنتنياهو فى هذا الأمر هى إحكام السيطرة على كل قطاع غزة، وكلما حققت إسرائيل تقدماً على الجانب العسكرى اعقبه اطماع صهيونية لاحتلال مزيد من الأراضى الأخرى وتهجير الفلسطينيين من أرضهم، ولذلك أدانت مصر والمنظمات الدولية ووزراء خارجية 31 دولة عربية وإسلامية وجامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، ومجلس التعاون لدول الخليج العربية، بالإضافة لعدد من الدول الأوروبية تصريحات نتنياهو . كما تعهد بإعادة رسم خريطة الشرق الأوسط بما يخدم مصلحة تل أبيب، وقال « حربنا ليست فى قطاع غزة فقط، بل سنعمل على تغيير خريطة الشرق الأوسط»، وعلى نفس نهج نتنياهو تحرك وزراء الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة وعلى رأسهم وزير المالية الإسرائيلى بتسلئيل سموتريتش الذى قال « اريد دولة يهودية تدار وفق قيم الشعب اليهودي، بحيث تكون سيادة إسرائيل من البحر إلى النهر، والدولة الفلسطينية تمثل خطراً وجودياً على إسرائيل ونحن مصممون على إنهائها، كما أعلن عن انطلاق خطة استيطانية جديدة لفرض مزيد من السيطرة على الضفة الغربية والتى تهدف لضم مستوطنة معاليه أدوميم بمدينة القدس من خلال بناء 3400 وحدة سكنية من أراضى المنطقة «ج»، فتحركات وكلمات نتنياهو وحكومته المتطرفة تدل على الاطماع الصهيونية لاحتلال الأراضى العربية ولولا التصدى المصرى لهذه الاطماع لنفذت إسرائيل تهديداتها، وقال نتنياهو سنقوم بتغيير خريطة الشرق الأوسط «، كلمات نتنياهو تعبر عن أطماع كامنة واستخفاف وعنجهية وكذب وغرور لتصفية القضية الفلسطينية من خلال الإبادة الجماعية والتحرر من الاتفاقيات والقرارات الدولية، وفرض سياسة الأمر الواقع واحتلال المزيد من الأراضى العربية، ولكن مصر ستظل شوكة عصية على الطامعين والمتآمرين، حفظ الله مصر.