فى كلمته التى ألقاها فى الاحتفال بالمولد النبوى الشريف، تحدث الرئيس عبدالفتاح السيسى من قلبه فوصلت كلماته إلى القلوب، فهو إذا قال صدق. الرئيس فى كلمته الجامعة المانعة دق ناقوس الخطر، مستنهضًا المؤسسات الدينية بأطيافها: الأزهر والأوقاف بمنابرها. فقال: نجتمع اليوم لاحتفال عظيم القدر يأتى كل عام بالبهجة والسرور على كل الشعوب العربية والإسلامية، وهو ذكرى ميلاد سيدنا محمد «صلى الله عليه وسلم»، الذى قال الله تعالى فيه: «وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ»، الرحمة التى يجب أن تُغرس فى القلوب والعقول وأن تكون منهاجًا للحياة لتصنع مجتمعًا آمنًا مستقرًا. مجتمعاً يفتقد الرحمة ليس له مستقبل وليس له مكان على الخريطة الإنسانية.
الرئيس تكلم عن منظومة القيم الأخلاقية والتى بُعث من أجلها سيد الخلق سيدنا محمد «صلى الله عليه وسلم»: «إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق». واحتفالنا يمثل فرصة عظيمة لإحياء منظومة القيم والأخلاق المحمدية، التى وصفها الله تعالى بقوله: «وإنك لعلى خُلق عظيم». ومن هذه الأخلاق: إكرام الطفولة والعناية بها واكتشاف مواهبها، وإكرام المرأة والبر بها وجبر خاطرها، والصدق فى القول والفعل، والتحلى بالأمانة والوفاء، ومواجهة كل صور الحزن والقنوط واليأس، ومواجهة كل صور العنف والتطرف التى يَمْقُتُها الإسلام. . الرئيس خاطب كل المؤسسات المعنية بالترسيخ لمنظومة القيم الأخلاقية: «إنما الأمم الأخلاق ما بقيت، فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا». فقال: «ونحن نحتفل بذكرى مولده «صلى الله عليه وسلم»، لزامًا علينا جميعًا أن نعقد العزم فى استنهاض المؤسسات الدينية والتعليمية والإعلامية وغيرها، على الترسيخ بقوة لمنظومة القيم الأخلاقية الرفيعة، التى تبنى ولا تهدم، وترتقى بالإنسان وتدفعه إلى الابتكار فى الفكر والعلم والإبداع». الرئيس السيسى يعلم ما يدور فى عقول الناس ويستشعر المخاطر، فطمأن الشعب المصرى وطالبه باليقظة لما يُحاك ويدور من حولنا، والوقوف فى مواجهة التحديات بإجراءات مدروسة. زادنا يرتكز إلى الصلابة والوحدة، ومعتمدين على قدراتنا، لتوفير حياة آمنة ومستقرة لمواطنينا. كلمات الرئيس كانت واضحة لا تحتاج إلى تأويل، ويبقى العبء الأكبر على المؤسسات الدينية لتفعيل منظومة القيم وغرس روح المواطنة فى قلوب الناس. هذا ما ننتظره.