عباس: مستعدون لتولى مهامنا فى غزة خلال إعادة الإعمار
68 شهيدًا جديدًا.. وحصيلة ضحايا الجوع ترتفع لـ 393
اكد الرئيس الفلسطينى محمود عباس استعداد حكومته لتولى مهامها فى قطاع غزة وتقديم الخدمات الأساسية لأبناء شعبها خلال مرحلتى التعافى وإعادة الإعمار.
جاء ذلك خلال استقباله، فى لندن، وفدًا من الأطباء البريطانيين وممثلى المؤسسات الطبية الذين كانوا فى قطاع غزة خلال حرب الإبادة التى تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلى حيث قدّموا العلاج للجرحى والمصابين الفلسطينيين.
وثمّن الرئيس الفلسطينى نية المملكة المتحدة الاعتراف بدولة فلسطين، ومساهمتها فى الجهود الدولية لإنهاء العدوان وتوفير المساعدات العاجلة لقطاع غزة.
يأتى هذا بينما كشفت مصادر مطلعة بنود المبادرة الأمريكية -بالتنسيق مع الوسطاء- التى تسلمتها حماس، حول وقف النار فى قطاع غزة، وتبادل الأسري.
وأوضحت أن المبادرة أو المقترح نص على إطلاق سراح «جميع الرهائن، أحياءً وأمواتًا، خلال 48 ساعة من التوقيع» كما نصت على إطلاق سراح أعداد متوافقة من الأسرى مع الإفراجات السابقة، بينهم أسرى فلسطينيون محكومون بالمؤبد ومعتقلون من غزة سيطلق سراحهم خلال 48 ساعة كذلك، وأشارت إلى أن وقف إطلاق النار يبدأ فور التنفيذ، ويمتد 60 يومًا أو حتى تنتهى المفاوضات، مع ضمانة شخصية من الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بأن الأطراف ستتفاوض بحسن نية.
وتطرقت أيضا إلى الملفات المطروحة على طاولة التفاوض، ومنها تعريف حركة حماس، نزع السلاح، وتشكيل حكومة جديدة، فضلا عن انسحاب القوات الإسرائيلية مع تشكيل الحكومة أو عند نجاح المفاوضات، والعفو عن أعضاء الحركة. أما البند الخامس فنص على تدفق مفتوح للمساعدات إلى غزة مع بدء التنفيذ.
بالتزامن أعلن وزير الخارجية الإسرائيلى جدعون ساعر من بودابست، أن ترامب أكد بوضوح أن إسرائيل وافقت على اقتراحه لوقف إطلاق النار فى غزة. كما أضاف أن «إسرائيل مستعدة لقبول اتفاق شامل ينهى الحرب ويتضمن إطلاق سراح الرهائن وتسليم حماس لسلاحها
وفى وقت سابق، قال الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، إنه يعتقد أن إدارته ستتوصل إلى اتفاق بشأن الحرب فى قطاع غزة «قريباً جداً»، وسط تحركات للمبعوث الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف الذى بعث برسائل إلى حركة «حماس» تتضمن صفقة شاملة للإفراج عن جميع المحتجزين الإسرائيليين مقابل إنهاء الحرب على قطاع غزة. وأضاف ترامب للصحفيين: «أعتقد أننا سنبرم اتفاقاً بشأن غزة قريباً جداً. إنها مشكلة معقدة للغاية.. أعتقد أننا سنتمكن من استعادة جميع المحتجزين».
فى الوقت نفسه، جدد وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس تهديداته لمدينة غزة التى تتعرض لقصف إسرائيلى عنيف.
وقال فى تغريدة على حسابه فى إكس «اليوم سيضرب إعصار هائل سماء مدينة غزة، وستهتز أسطح أبراج الارهاب»، وفق تعبيره. وأضاف أن «هذا تحذير أخير لعناصر وقادة حماس المتواجدين فى غزة وفى الخارج». وأردف قائلا «أطلقوا سراح الرهائن وألقوا أسلحتكم، وإلا ستُدمر غزة وأنتم. وأكد أن الجيش الإسرائيلى «يواصل العمل وفق الخطة، ويستعد لتوسيع نطاق مناورته للسيطرة على غزة.
ميدانيا، واصلت طائرات الاحتلال الاسرائيلى قصفها لمختلف مناطق قطاع غزة فى اليوم 703 من الحرب مخلفة أعداداً كبيرة من الشهداء والجرحي. وحسب مصادر طبية فقد ارتقى اكثر من 68 شهيدا فى قطاع غزة 55 منهم فى مدينة غزة.
وقال الدفاع المدنى ان الاحتلال الإسرائيلى قصف خلال اليومين الماضيين أكثر من 50 بناية بشكل كلي، فيما تضررت 100 بناية بشكل جزئي، من بينها بنايات مرتفعة تضم آلاف المواطنين.
وأوضح الناطق باسم الدفاع المدنى بغزة الرائد محمود بصل إلى أن الاحتلال يتعمّد استهداف البنايات المحاطة بخيام النازحين ومراكز الإيواء، ما أدى إلى تدمير أكثر من 200 خيمة جراء قصف المبانى المجاورة لها.
كما سجّلت وزارة الصحة فى قطاع غزة خلال الـ24 ساعة الماضية 6 حالات وفاة نتيجة المجاعة وسوء التغذية من بينهم 2 طفل، ليرتفع إجمالى وفيات سوء التغذية إلى 393 شهيدًا، من بينهم 140 طفلًا.
فى المقابل، سقط 4 جنود إسرائيليين من كتيبة «ناحال عوز» فى قطاع غزة لدى عودتهم من عملية ليلية، بحسب مصادر إسرائيلية.
وذكرت المصادر أن الكتيبة 50 كانت فى طريق عودتها، من عملية ليلية، وتحت إمرتها دبابات من اللواء 401، مضيفة أن الجنود سمعوا فى السادسة صباحاً صوت انفجار، تلاه إطلاق نار، وفسرت المصادر ذلك، بإلقاء عبوة ناسفة، أعقبه استهداف قائد الدبابة بالنيران.
وأشارت المصادر إلى أن المواجهة أودت بحياة 4 جنود كانوا فى الدبابة، وأن جنود الكتيبة رصدوا 3 أفراد وأطلقوا عليهم النار، وأنهم قتلوا أحدهم.
من جانبه، أطلق رئيس إدارة الشئون الإنسانية ومنسق الإغاثة الطارئة بالأمم المتحدة، توم فليتشر، نداءً إلى المجتمع الدولى قال فيه: «احموا المدنيين المحتجزين بشكل تعسفى فى غزة، وأنفذوا التدابير المؤقتة لمحكمة العدل الدولية، وأوقفوا إطلاق النار». وقال فليتشر فى بيان، إن «الموت والدمار والمجاعة ونزوح المدنيين الفلسطينيين هى نتيجة خيارات إسرائيلية تتحدى القانون الدولى وتتجاهل المجتمع الدولي»، وفقًا لوكالة الأنباء الفلسطينية «وفا».
أضاف أن «أمر التهجير الأخير الذى أصدره جيش إسرائيل ضد الفلسطينيين فى مدينة غزة يأتى بعد أسبوعين من تأكيد المجاعة، وفى ظل هجوم عسكرى هائل»، مشيرًا إلى أن احتمالات منع المجاعة من الانتشار إلى دير البلح وخان يونس ضعيفة جدًا.