كل ما تقدمه أمريكا لشقيقتها الصهيونية المدللة ليس حباً فيها، ولكن تلبية للوبى اليهودى المتحكم فى اقتصاديات أمريكا والمتحمل لنفقات الحرب ضد أهالى غزة العزل الذين لا يملكون من أمرهم شيئاً.. أما الأمر الثانى والأهم، هو جعل إسرائيل الدولة المارقة بمثابة شوكة فى ظهر دول منطقة الشرق الاوسط لتتحكم فى مقدراتهم الاقتصادية وتجعلهم ضمن تبعيتها تصديراً للغذاء والمنتجات، بالإضافة إلى تصدير السلاح والمعدات الثقيلة، وبذلك تضمن سوقاً رائج لها، كما تضمن لنفسها دون غيرها بترول الخليج واستثماراته بالتريليونات من الدولارات الأمريكية.
أمريكا دولة مصالح وهذا أمر لا غبار عليه، لأن كل العالم يسعى إلى مصالحه.. لكن مصالح أمريكا لها مصالح من نوع خاص، منها ما تحصل عليه بالسلاح وفرض نفوذها بالقوة إما بنفسها أو عن طريق حلفائها المارقين مثل إسرائيل.. والدليل، ما قامت به أمريكا من تسليط نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل بضرب إيران بحجة ضرب مفاعلها النووى، ولولا تغيير موازين القوى لكان الأمر مختلفاً.
ليعلم القاصى والدانى أن الولايات المتحدة الأمريكية تستمد قوتها من الأمم المتحدة مستغلة حق النقض «الفيتو» فى كل القرارات الصادرة عن مجلس الأمن، متحدية بذلك أصحاب «الفيتو» الباقين، ضاربة بأصواتهم عرض الحائط وكأن بريطانيا وفرنسا والصين وروسيا ليس لها وجود وليس لها حق فى التصويت لأن ما تفعله أمريكا بمثابة فرض سيطرة على المجتمع الدولى بأسره.
أمريكا تتحكم فى القرار، لأنها صاحبة المقر.. حيث توجـد المنظمــة العالميــة فى نيويــورك، كما تتحمــل 22 ٪ من ميزانيتها السنوية التى تبلغ قيمتها 359 مليار دولار-حسب ميزانيتها عام 2023 وهذا الحق خوّل لها عدم منح تأشيرات الدخول من عدمه لحضور اجتماع مجلس الأمن، وهذا ما فعلته مؤخراً مع وفد فلسطين، إذا لا سبيل ولا مناص إلا نقل مقر الأمانة العامة للأمم المتحدة من أمريكا إلى دولة أخرى، حسبما يتراءى لأعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة، مع إلغاء حق النقض «الفيتو» وتوزيع الميزانية على الدول الاعضاء من جديد بالتساوى حتى لا تكون لأى دولة فضل على الأخرى.
متى يتم تطوير الأمم المتحدة لتعود لها قوتها وهيبتها ويعيش العالم فى سلام وبذلك ينتهى نظام القطب الأوحد الذى يعمل لمصلحة نفسه بالقوة؟!.. العالم يحتاج آلية تساعد على نشر العدل والسلام فى ربوع العالم.
أما آن الأوان للعالم أن يقول لإسرائيل كفاك عبثاً وفساداً وقتلاً وتشريداً واغتصاباً واحتلالاً لأرض الغير دون حق بحجة محاربة الإرهاب؟!.. أى إرهاب هذا الذى يريده الصهاينة الغاصبون الذين يصدرون للعالم أنهم مضطهدون من الدول العربية الـ 22 وهم لا يتحملون دولة إرهابية أخرى ليصبحوا 23 دولة وهى دولة صغيرة مغلوبة على أمرها.
العالم يحتاج سلاماً يملؤه الحب من أجل الانسانية يحتاج رخاء بالغذاء والطعام والشراب واللباس والبُعد عن حروب الجنس واللون والعرق والدين والمذهبية والتوسع.. فإن أرض الله وسعة.