أعمارهم تتراوح ما بين السابعة عشرة والثامنة عشرة ، لذا فهم مازالوا فى عداد الأطفال لكن تصرفاتهم جعلت منهم كباراً باقتدار بعد أن تجسدت بداخلهم معانى الإنسانية وجعلت تصرفاتهم بحجم أشخاص على قدر كبير من الحكمة وحسن التصرف .
هؤلاء هم أوائل الثانوية العامة الذين سعدت بمصاحبتهم فى الرحلة السنوية التى تنظمها جريدة الجمهورية لإحدى الدول الأوروبية تكريماً ودعماً لأبناء مصر من المتفوقين منذ أن بدأت أولى الرحلات فى عام 1968 لتتواصل المسيرة من عام لآخر حتى بات الأمر احتفالاً سنوياً تحرص جريدة الجمهورية عليه تتضافر فيه كافة الجهود من أجل تنظيم حدث يليق بمن استحقوا التكريم .. وهذا العام انطلقت رحلتنا إلى العاصمة الألمانية برلين لزيارة معالم واحدة من الدول التاريخية التى تتمتع بحضارة امتدت على مدار عقود طويلة من الزمن الأمر الذى جعلها تحتفظ بالعديد من الكنوز الأثرية التى كانت محطات لنا فى زيارتنا .
وتأتى هذه الرحلة فى محاولة لإطلاع أبنائنا من الأوائل على ثقافات الغرب لتوسيع مداركهم وتعميق منهجية التفكير لديهم فى أولى خطواتهم الجامعية بشكل يمكنهم من تحديد مساراتهم فى الحياة بناء على آليات واضحة للاختيار ووفق معايير محددة تساعدهم على اتخاذ قرارات واضحة لا مجال معها للتردد أو التراجع.
فى رحلة هذا العام قضى الأوائل برنامجاً حافلاً بالزيارات الثقافية والمعرفية دون إغفال الجانب الترفيهى لتأتى زيارتهم لمقر السفارة المصرية فى برلين محطة مهمة تعرفوا فيها على قوة بلدهم من خلال كلمات خرجت صادقة من الدكتور محمد البدرى سفيرنا فى ألمانيا والذى أعد العديد من المفاجآت للأوائل كان من بينها وجود الكينج محمد منير والذى اختار أغنية «يا عروسة النيل» ليحتفى بأوائل مصر .
وسط هذه الأجواء الرائعة كانت محطة الختام عندما قررنا كلجنة مشرفة إطلاق مسابقة بين الطلاب والطالبات ليختاروا الأكثر إلتزاماً طوال فترة الرحلة والأفضل من وجهة نظرهم وكنت أجلس على مقربة من عدد كبير من الطالبات لاستمع إلى هذا الاتفاق الذى تم بينهن لاختيار الأفضل من بين 18 طالبة أزعم أن جميعهن الأفضل .. حديث الطالبات كان مفاجأة بالنسبة لى وهن يتفقن على اختيار الطالبة ياسمين وليد الأولى على الجمهورية دمج علمى رياضة ووالدتها السيدة الرائعة مروة محمد والتى كانت مرافقة معنا لابنتها ..هذا الاختيار نجح فى تفجير ضحكات ياسمين فى الوقت الذى قدم لنا جميعاً درساً فى الإنسانية جاء من صغيرات لكن حقاً أثبتن للجميع كم هن كبار .
من القلب شكراً مريم شافعى وتوأمها نور، شكراً همس مراد، سما فايز، مريم العكل، نوران نبيل، جنى إبراهيم، جنى أحمد، مريم العتمة، مريم سامى، زينة مهدى، ندا رمضان، مى حسن، سلمى أحمد، ياسمين حسام، نغم أحمد، سارة ياسر فقد قدمتن درساً فى الإنسانية لا ينسى. .