نعيش أياماً طيبة مع ذكرى مولد الصادق الأمين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، الهادى إلى الصراط المستقيم، كاشف الغمة وشفيع الأمة صلى الله عليه وسلم.. فقال تعالى: «إن الله وملائكته يصلون على النبى يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً» «الأحزاب: 56».
يا رسول الله، عشت يتيماً، فكنت راضياً بما قسمه الله لك.. عشت فقيراً، فكنت صابراً على الجوع.. نشرت الرسالة، فحاربك الكفار وكنت صابراً.. مات عمك وزوجتك، فكنت أشد صبراً.. تحملت أذى الكفار وخُدشت كرامتك، حين قيل لك الكذاب والساحر والمجنون، فكنت أشد صلابة وقوة وإيماناً.. تحملت طردك من المكان الذى ولدت ونشأت فيه، فسالت دموعك الشريفة وأنت تنظر إلى مكة وتقول: «إنك أحب بلاد الله إلى الله ولولا أن أهلك أخرجونى منك ما خرجت».
يا رسول الله، رضيت بقضاء الله وقدره لحظة موت ابنك «إبراهيم»، فقلت: «إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا لفراقك لمحزونون ولا نقول إلا ما يرضى ربنا».
يا رسول الله، لقد وصيت أمتك وقلت: «أدبوا أولادكم على ثلاث خصال، حب نبيكم وحب آل بيته وتلاوة القرآن»، ونحن على العهد سائرون يا أشرف خلق الله.
>>>
يا رسول الله، لولا شريعتك السمحة ولولا قولك: «اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة»، ولولا وصيتك: «كن فى الدنيا غريباً أو عابر سبيل» لما كان لنا أن نُؤثر الآخرة على الدنيا.
يا رسول الله، لولا دعوتك التى وسعت الآفاق وفتحت البلاد لهداية العباد.. لولا دينك الذى آمن به العرب، فخرجوا به من حياة الكفر والذل والهوان وعبادة الأصنام، إلى العزة والكرامة والشرف والإسلام، فأسسوا وشيدوا الحضارة الإنسانية الجديدة على هدى وتقى ونور وإيمان ومنهج مستقيم فى العالم أجمع.. لولا كل هذا يا رسول الله، لما ارتفعت للعرب راية ولا رويت لهم رواية ولبقوا فى الصحارى المظلمة يهيمون فيها.. ولكنك يا رسول الله أنقذتهم من ظلمة الكفر، إلى نور الإيمان والإسلام.
إن الحب الصادق للنبى صلى الله عليه وسلم، لا يكون بكثرة القول.. بل بصدق الاتباع والتخلق بأخلاقه والاقتداء بسيرته العطرة.. وإننا حين نكتب عنه، فإنما نكتب عن أعظم معلم فى تاريخ الإنسانية.. عن الرحمة التى وسعت الأرض والسماء.. عن القائد الذى غيّر وجه الدنيا بالحكمة والموعظة الحسنة.
الطريق إلى محبته يبدأ من قلوب صادقة وأعمال تترجم المحبة إلى واقع حتى نكون من أمته حقاً، ونفوز بشفاعته يوم القيامة.. صلوا عليه وسلموا تسليماً.