المشروعات القومية أسست بنية تحتية قوية كانت سببًا فى جذب الاستثمارات الضخمة
اقتصادنا متنوع ومنفتح على العالم ويتأثر بما يحدث حولنا
ندعم برامج الحماية الاجتماعية ونعمل على زيادة الأجور
نساند قطاع الصناعة ليزيد الإنتاج وتنخفض الأسعار
فى حوار مع الإعلامى عمرو الليثى فى برنامج «واحد من الناس» لم يكشف وزير المالية أحمد كجوك فقط عن العديد من جوانب حياته الشخصية، وأحلامه، وكيف يدير موازنة بيته، قبل أن يدير موازنة بلد كبير بحجم مصر يعيش فيه حوالى 110 ملايين مواطن.
الوزير كشف عن الوضع الحقيقى للاقتصاد المصرى، وعن التحديات التى يواجهها، وأجاب عن الأسئلة التى تدور فى ذهن المواطن حول أسعار السلع ومتى تنخفض، وعن تحسين الخدمات التى تقدمها الدولة فى الصحة والتعليم، وعن توفير فرص العمل للشباب.
كل هذه الأسئلة أجاب عنها الوزير فى الحوار التالى:
> أنا شخصياً قابلتك مرات كتير، وكل مرة بخرج بانطباع إنك إنسان متواضع، بتحب الناس وزملاءك فى الوزارة، وهم كمان بيحبوك، عشان كده أنا سعيد أقدّمك بالشكل ده، وأنا عارف المعدن والأسرة اللى طلعت حضرتك.
>> أنا حالياً وزير المالية، لكن فى الحقيقة أنا اتشرقت بكونى ابن وزارة المالية، اشتغلت فيها فى مناصب كتيرة، وكمان كان ليا تجارب دولية، زاملت الكثير من الخبرات المميزة، عمرى ما اعتبرت نفسى بعيداً عن الفريق اللى بشتغل معاه، أنا بحب أشتغل وسط ناس، وبشوف إن الشغل الجماعى هو اللى بيخلينا ننجح وطموحى كله لبلدى واقتصادها.
عن صفاته فى العمل
> اللى حواليك بيقولوا إنك عميق وهادئ، مابتنفعلش، ومهتم بالجانب الإنسانى فى العمل ومخطط استراتيجى وتأخذ قرارات خطيرة، إلى أى مدى هذه الأوصاف تنطبق عليك؟
>> بصراحة، أنا مؤمن إن شغل وزارة المالية كله ضغوط، لو أنا حمّلت الفريق الضغوط دى، مش هيعرفوا يشتغلوا عشان كده بديهم مساحة يغلطوا ويتعلموا، أهم حاجة عندى إننا نشتغل بتناغم ونفتكر إننا فى الأول والآخر «نخدم الناس»، ولازم نطور من نفسنا ونعمل الأفضل.
> متى يغضب وزير المالية؟
>> كتير، لكن مش بالضرورة يتحول الغضب لانفعال أو قرار فى تسرع، لأنك تعمل فى العمل العام ولازم يكون لصالح الدولة والمؤسسة والجمع، وبغضب لما يكون فى حاجة متوقعها ولم تحدث، أو حدث عالمى سيؤثر بالسلب علينا، وهذه أمور تجعلنى غير سعيد، لكن قدرات الاقتصاد المصرى قادرة تتعامل مع الكثير من الأمور.
> إمتى آخر مرة غضبت؟
>> آخر مرة غضبت؟ لما فريقى اتعادل! أنا بحب الكرة جدًا، وبتأثر جدًا بيها ، أنا أهلاوى، وبحب الرياضية عمومًا.
> إيه علاقتك بالأرقام كوزير مالية؟
>> أنا ما بحبش أحفظ أرقام لمجرد الحفظ، الأرقام لازم يكون ليها معنى، مثلاً مش مهم أقول «أكبر موازنة فى تاريخ مصر»، لأن كل سنة طبيعى تبقى أكبر المهم أقول الرقم ده معناه إيه للمواطن؟ هل هو تحسن؟ تراجع؟ مقارنة بدول تانية عامل إزاى؟ دى هى القيمة الحقيقية للرقم.
> أول قرار اقتصادى وكان يمثل نقطة تحول بالنسبة لك؟ كنت عايز تطلع إيه فى البداية؟
>> أنا دخلت الجامعة الأمريكية، وكنت بلعب كورة فى كذا نادى، فى البداية درست إدارة أعمال، لكن أول ما خدت مادة اقتصاد حسّيت بشدّة غريبة ليها، فحوّلت المجال من إدارة الأعمال لمجال الاقتصاد وربنا أكرمنى بها القرار، وسبت الكورة، وبدأت حياتى مهاجم انتهاءً لنصف الملعب، وبحب فى خط الوسط أكثر من لاعب أهمهم زيزو وبن شرقى، وبحب ديانج، وعلى معلول أسطورة، ومن الناس المميزة جدًا بالنسبالى أفشة، وبحب إبراهيم عادل فهو شاب صغير عنده مستقبل كبير.
> لسه بتلعب رياضة؟
>> بنصح بالرياضة فهى جزء أساسى من حياتى بروح الجيم 4 أو 5 مرات فى الأسبوع، ولسه بلعب كورة مع أصدقاء، ابنى كمان بيلعب باك رايت، وابن أخويا حارس مرمى أنا متبنيهم فى الرياضة وبشجعهم جداً، اللعب قل لكن بتفرج على معظم الماتشات كلما أمكن، وروحت أمريكا حضرت ماتش أو ماتشين لكاس العالم للأندية، وعندى شغف كبير للكرة والرياضة.
> ليه الضرائب ساعات بتكون «بعبع» عند بعض الناس؟
>> العلاقة بين الممول ومصلحة الضرائب فى الماضى ما كانتش «مثالية»، مش بسبب الضريبة نفسها، لكن بسبب بعض الممارسات تكونت علاقة «غير إيجابية»؛ عشان كده عملنا حملة «نقطة من أول السطر» لتغيير الصورة ولدينا مساحة كبيرة لكى ترى الناس أن مصلحة الضرائب محايدة وتقدم خدمة جيدة، وبنفكر نسهل الضريبة العقارية بحيث تبقى سهلة الدفع إلكترونيًا وبأفكار جديدة تخليها مقبولة وبسيطة، وعاوزين نراجع حد الإعفاء الضريبى الموجود، وتوسيع القاعدة الضريبية، وأن يكون هناك التزام طوعى.
> الناس قلقانة من تعديل قانون الإيجارات القديمة.. تقول لهم إيه؟
>> أطمنهم، مش هنسيب حد، رئيس الوزراء وجّه بإنشاء منصة من دلوقتى لأى حد محتاج يقدم على بيت أو بديل مناسب بنفكر فى بدائل ميسّرة للناس اللى ظروفها صعبة، فى ملفات تركها لفترات طويلة، وقت تنفيذها هناك الكثير من الناس لن ترضى عنه، وهنا تأتى أهمية دور التواصل والإعلام وشرح الأمور بمهنية لإيصال المعلومة ببساطة ووضوح، وبناء ثقة بين المؤسسة والمواطن.
>> ساعات كنت طرف من جزء أو مجموعة وهذه القرارات تكون مهمة وصداه القصير لا يكون إيجابياً، ولكن التواصل الجيد يجعل هذا الإجراء يأخذ بشكل إيجابى، وهذه الأمور ترتبط بشرحه تسويقه وتوضيحه، وأنت فى الآخر مواطن وترجع لأسرتك ولأصدقائك والعائلة، وبذات الحته دى، هذا بالضبط واحدة من المداخل اللى أنا اتكلمت فيها مع زملائى فى مصلحة الضرائب، ونفتخر بأننا لدينا رئيسة مصلحة هى وزملاؤها عاملين شغل ممتاز.
أنت تحب فى الآخر لما تخلص يومك وترجع لأسرتك والمجتمع والناس، تحب تسمع كلمة كويسة، أكيد حابب تسمع كلمة حلوة، شكلكوا بتتغيروا، وشكلكوا أفضل، وكلنا نحب نسمع ده، ولازم تعرف أننا نشتغل عن الناس
> الناس بتظلم وزير المالية شوية؟
>> أنا بحلم أننا نغير هذه النظرة، ودائمًا بعض الوزارات مطالبة تأخذ قرارات قد تكون أكثر صعوبة وتقبلًا، لكن الحقيقة أنا بشوف أن فى مساحة كبيرة أن الصورة دى تتغير، ليه؟
لأن وزير المالية ووزارة المالية والأدوات اللى تحت أيديها لازم تدرك أنها مؤثرة جدًا فى الاقتصاد المصرى وحياة الناس، وبالتالى اختصار دور وزارة المالية فقط فى المؤشرات المالية فقط، شئ لابد التعامل معه وتغيره، المؤشرات المالية جزء من الكل، مش هكون سعيد كوزير مالية لو المؤشرات المالية متميزة والاقتصاد مؤشراته مش كويسة.
> أكتر حاجة بتأثر على ميزانية الدولة إيه؟
>> أكتر حاجة بتأثر على الدولة النشاط الاقتصادى، وشركائنا الممول والفرد والمستثمر المحلى والأجنبى، أن يكون أوضاعه فى تراجع أو تنمو بمعدلات جيدة، لما النشاط الاقتصادى يكون قوى والاستثمار يكون قوياً وبأداء جيد وربحيات تتحقق للفرد والشركات، ودخل أعلى، وهذا أفضل شىء لميزانسة الدولة.
> إيه خطتك لتقليل الدين العام.. والتوجيه للصحة والتعليم والدعم الاجتماعى؟
>> لما بشوف الناس تتكلم عن الدين وتخفيضه وتحسين مؤشراته، ونرى كلام الناس ورغبتهم وتخوفهم طلب فى محله، وسعداء بهذا الإحساس، والدين عشان نخفضه محتاجين أوضاع مالية جيدة، ونشاط اقتصادى قوى، وأى إيرادات استثنائية توجه لخفض الدين، وعملنا أداء جيد جدًا العام الماضى، واللى جه أكتر من اللى راح، وخلى عندنا مساحة أن إحنا نأخذ جزءاً من اللى جاى نخفض المديونية، والاقتصاد تحرك بعد ما كنا بنمو بـ 2 و3 ٪ عدينا الـ 4,5 و4,6 والربع الثالث 4,7 ٪، وهناك تصارع وتحسن.
نجحنا ننزل نسبة الدين للناتج المحلى 10 ٪ بسبب وضع اقتصادى ومالى أفضل واستخدام الإيرادات الاستثنائية بشكل يعكس هذه الأولوية، وسعيد إنى أقول أن المديونية الخارجية بتاعت الموازنة «وزارة المالية والحكومة» قلت بمليار دولار واللى قبلها بـ 2 مليار دولار، وده معناه أننا سددنا ديوناً خارجية أكتر من اللى اقترضناه، وده مهم جداً عشان الناس تعرف إننا مش بس بنقترض، لكن كمان بنسدّد، والمديونية بالنسبة لدلنا فى تراجع، ولسه عندنا مشوار، لكن ده أولوية قصوى عندنا.
> سعر الصرف.. واستقرار العملة.. الجنيه المصرى شهدت عدة تراجعت خلال السنوات الماضية، كيف تعمل وزارة المالية والحكومة على تحقيق قدر من الاستقرار فى سوق الصرف خصوصًا فى ظل تحديات العملة الصعبة واعتمادنا بشكل كبير على الاستيراد؟
>> أولويتنا كحكومة «الصناعة والتصدير» وكمجموعة اقتصادية الدفع بالصناعة والتصدير، وهذا الحل الأمثل للعديد من التحديات الاقتصادية ليس لتوفير مورد نقد أجنبى فقط، ولكن لتوليد فرص عمل، وخلق تشغيل أقوى، وعلاج الكثير من مشاكلنا، والاقتصاد المصرى لديه تنوع كبير، ومع التحسن نرى أن هناك مؤشرات تطمنا فى هذا المجال، والبنك المركزى أعلن أن تحويلات المصريين بالخارج زادت بـ 66 ٪ وصلت لـ 36 مليار دولار بنهاية يونيه الماضى، والسياحة فى تحسن كبير، وفى العلمين نرى الساحل الشمالى هذا العام وحجم الاهتمام به، وحجم الزائرين من خارج مصر فى تزايد، ومواردنا الاقتصادية هى: تحويلات العاملين، الاستثمار الأجنبى المباشر، والصادرات البترولية وغير البترولية، والسياحة، قناة السويس، واستثمارات الأجانب فى بعض الأنشطة، والتنوع يساعد بأن هناك مجالات تسند مجالات أخرى، لكن التصدير السلعى والخدمى هو المفتاح، وسعداء جدًا أن التصدير ينمو بنسبة 33 ٪ و 34 ٪، والسياحة تتحرك بقوة، والاستثمار الأجنبى المباشر فى زيادة جيدة بذات فى الصناعة والتصدير.
> الحكومة تؤكد أهمية جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة.. لكن الأرقام الحالية لا تعكس الطموحات المعلنة الخطوات العملية التى قد تعزز ثقة المستثمر الأجنبى وتزيل العقبات البيروقراطية والتشريعية.
>> المستثمر عايز ثقة ويقين ورؤية واضحة واستقرار والمكان والقرب الجغرافى والتنوع والقدرات والعمالة بأعداد كبيرة، وإمكانات كبيرة جدًا، أهم حاجة يسمع من المستثمر الحالى إن الوضع بيتحسن، وحجم صافى الاستثمار الأجنبى المباشر اللى جه مصر بنقود القارة الأفريقية وهناك تحسن كبير، والسنة اللى فاتت الاستثمارات الأجنبية المباشرة وصلت 10 مليارات دولار فى 9 شهور، ومتوقع نوصل 12-13 ملياراً على آخر السنة، بس لسه عندنا فرصة نعمل أكتر.
> التضخم وارتفاع الأسعار.. وأنت موظف ومواطن فى الدولة، وتعانى كما يعانى الآخرون، مع استمرار معدلات التضخم، ما السياسات المتبعة لتخفيف الأعباء عن متوسطى ومحدودى الدخل؟
>> فيه شقين، للحفاظ على تراجع معدلات التضخم:
1 – نزود الإنتاج عشان يبقى فى وفرة وأسعار أقل، ومساندة فى قطاع الصناعة والتصدير، واستقرار وقدر أكبر من الدفع للاستثمار الجديد الذى يزود الإنتاجية ككفاءة.
2 – ندعم برامج الحماية الاجتماعية زى «تكافل وكرامة» اللى وصل لـ 5 ملايين مستفيد، وزودنا القيمة المستحقة لكل عائلة لـ 25 ٪، وبنحاول نعمل شوية تدخلات نوعية من خلال الإعلان عن حزمة حماية اجتماعية لتحسين الأجور دون خلق ضغط على الأسعار، وتم إعطاء مبلغ نقدى لـ 10 ملايين مستفيد من البطاقات التموينية، والدعم النقدى من أفضل أنواع المساندة، ويخلق المزيد من القدرة، وجينا قولنا من أول مارس لحد يوليو كل الحالات الحرجة فى المستشفيات توفير التمويل لها، وعالجنا 50 ألف حالة حرجو، ونرى هذا إنفاقاً مناسباً جدًا، خلى بالك كام أسرة بتتأثر بعبء المرض، وهذا يشعر الناس باهتمام الدولة، وهنعلن حاجات كويسة مع وزير التربية والتعليم، وناويين نعلن شوية حاجات سوف نعلنها خلال المؤتمر المقبل إن شاء الله.
> الدولة أنفقت على مشروعات قومية ضخمة خلال السنوات الأخيرة، كيف توازن وزارة المالية بين الإنفاق على هذه المشروعات وتلبية الاحتياجات الملحة للمجتمع فى مجالات التعليم والصحة وتوفير فرص عمل.
>> هذا السؤال ممتاز، ممكن تعتبره جدلى أو يستحق بعض التوضحيات، تفتكر صفقة رأس الحكمة كانت ممكن تحصل لو مكنش المستثمر شايف أن فى بنية تحتية قوية تربط هذا المكان المتميز بباقى جمهورية مصر العربية أو بالعالم الخارجى، عشان هو يقدر يسوق هذه المنطقة محتاج زائرين وطرقاً ومناطق وكهرباء، ومياه وتحلية، والبنية التحتية كلفت الدولة مبالغ ولو الدولة أحسنت استخدامها وتسويقها بشكل جيد وتوضح للمستثمر قد إيه تطوير البنية التحتية يعطى استقرار فى المدى المتوسط والطويل لاستثماراته ويوفر بيئة مناسبة، تعمل لنا نقلة كبيرة فى قدراتنا على جذب استثمارات ضخمة، ونولد فرص عمل، والبنية التحتية فترة مهمة لإيجاد رسائل اطمئنان للمستثمر المحلى والأجنبى، والمنطقة الاقتصادية لقناة السويس عدد المستثمرين بها يتضاعف عشان ده يحصل كل لازم يحصل استثمار فى الطرق والصرف والكهرباء ويكون تخطيطاً جيداً، ولما ده بيتم بجودة وكفاءة بتخليك تضاعف هذا الأمر بشكل سهل.
ولدينا فرصة بأن الاستثمارات المتميزة تخلق عائد كبير للدولة ويستفاد منها المواطن أيضًا
> الأسعار ليه بقت بتزيد بسرعة؟ وإمتى المواطن يحس إن التضخم بيقل؟
>> بصراحة، فى بعض الحاجات نزلت، السيارات مثلاً نزلت أسعارها بحوالى 30 ٪ تقريبًا، لكن مش الكل بيستفيد منها فى المقابل، الأكل زى الطماطم والخضار والفاكهة أسعارها فعلاً قلت عن الشهور اللى فاتت، الناس نفسها تشوف ده يستمر، وفى نفس الوقت دخولها تزيد.
لو استمرينا على ده سنتين أو تلاتة، هيبان عند عدد كبير من الناس فرق حقيقى فى ارتياحهم، لأن الضغط الشهرى عليهم هيخف؛ عشان ده يتحقق لازم حاجتين:
1 – الأسعار تستقر أو تتراجع.
2 – الدخول تزيد بشكل حقيقى.
> سؤال تانى من الناس: لما الأسعار بتغلى، مين اللى بيقرر يرفعها ومين اللى يقدر ينزلها؟
>> الحقيقة إن الأسعار فى معظم الأحيان بتتحدد بالسوق، يعنى عرض وطلب، ممكن منتج يتأثر بأزمة دولية، زى أزمة فى الطاقة أو تغير فى المناخ يأثر على محصول معين، فى الحالة دى الأسعار بتتغير.
لكن الأساس دايمًا هو التوافر والمنافسة، لو السلعة متوفرة بكميات كبيرة، سعرها ينزل عشان كده عندنا جهاز المنافسة ومنع الممارسات الاحتكارية، إنما وقت الأزمات العالمية زى الحروب أو جائحة كورونا، دى ظروف استثنائية بترفع الأسعار غصب عن أى سوق محلى.
> هل الأزمات العالمية زى الحروب فعلًا بتأثر على أسعارنا؟
>> طبعًا، هديك مثال: قناة السويس، أى أزمة إقليمية بتزود تكلفة الشحن، لو الشحن بقى أغلى، طبيعى أى سلعة مستوردة أو مصدّرة هيتأثر سعرها، لكن أكرر: العامل الأساسى يظل المنافسة وتوافر السلعة.
> سؤال متكرر من الناس: هل ممكن نصحى يوم نلاقى كل الأسعار نزلت؟
>> لا، صعب، عشان ده معناه إن فى وفرة فى كل حاجة، وده مش واقعى، لكن اللى نقدر نوصله هو «الاستقرار والاستمرارية»، وده مهم جدًا.
> هل ممكن مصر تبقى دولة مصدّرة أكتر ما هى مستوردة؟
>> ده التحدى الأساسى لينا، لازم نصدر أكتر، وعايز أوضح حاجة: مش بس السلع اللى بتتصدّر، وعندنا خدمات بتتصدّر زى السياحة، السائح بييجى هنا يصرف ويخلق فرص عمل ويدينا عملة أجنبية.
وعشان نكون منافسين لازم يبقى عندنا «اقتصاديات الكم» يعنى المصانع الكبيرة اللى تنتج مئات الآلاف من الوحدات بتخلى التكلفة أقل بكتير من المصنع اللى ينتج ألف وحدة بس؛ عشان كده لازم نهتم بالمستثمر الكبير، لأنه فى الآخر بينعكس على المستهلك والمواطن.
> ليه بعض المنتجات المحلية أغلى من المستوردة؟
>> لأن الصين مثلاً بتنتج بكميات ضخمة جداً، حجم الإنتاج الكبير بيخلى التكلفة قليلة، وبالتالى الأسعار أقل، مش لأن الحكومة هناك بتدى دعم أكتر، عشان كده إحنا محتاجين نوفر بيئة جاذبة للاستثمار، ونوضح للمستثمرين إن عندنا رؤية واضحة ونضمن لهم استقرار.
> المشروعات الصغيرة وريادة الأعمال، هل ممكن تغير شكل الاقتصاد المصرى؟
>> أكيد، ريادة الأعمال مهمة جدًا، مصر بها طفرة فى تصدير خدمات، عندنا شباب بيقدّم خدمات من مصر للعالم وعندهم قدرات كبيرة ومنافسين فى السعر، مثلاً: فيه شركات مصرية بتقدم خدمات متابعة طبية لمستشفيات فى إنجلترا، دى صادرات خدمية مهمة جدًا.
لكن التحدى إن الشركات الصغيرة تكبر، عشان كده عملنا منظومة ضريبية مبسطة عشان نشجعهم يسجّلوا وياخدوا تمويل ويبقوا جزء من الاقتصاد الرسمى، السنة اللى فاتت أطلقنا «حزمة أولى» من 20 إجراء بعد حوار مجتمعى، وبدأنا تنفيذها وشاف الناس نتائجها، دلوقتى بنجهز «الحزمة الثانية»، التى تركّز أكتر على دعم المستثمرين القائمين بالفعل فى المنظومة الضريبية، كبار وصغار؛ لرفع قدرته التنافسية وتقليل الأعباء ويكون قادراً أكثر على المنافسة ويقفل أى نزاع مع مصلحة الضرائب، وكنا مركزين على توسيع القاعدة الضريبية.
> أنا متابع موضوع الحوار المجتمعى اللى عملتوه، ولقاءاتك مع المؤثرين والتعامل مع الإعلام، وأن حضرتك بتفكر فى الإعلام الجديد، دى خطوة ممتازة، بس لو الناس قالت لك «لا» فى الحوار المجتمعى، هتعمل إيه؟
>> ده رأيهم، وأنا شايف إن أى تجربة لازم تناسب المجتمع واللحظة اللى إحنا فيها، ما ينفعش تاخد قرار بمعزل عن الناس، عشان كده لازم نسمع رد الفعل ونشوف النتائج، المهم مش بس نسمع، لكن ننفذ ونبين للناس إن اللى وعدنا بيه اتحقق ده بيخلق ثقة عند المواطن وعند الموظف اللى بينفذ كمان، والصعوبة بتبقى هنبدأ منين؟
> إمتى نقدر نقول إن الاقتصاد المصرى واقف على رجليه من غير دعم خارجى؟
>> اقتصادنا متنوع وهذا يعطى صلابة ومنفتح على العالم ويتأثر إقليميًا ودوليًا، السنة المالية 24/25، الاستثمارات الخاصة زادت بأكتر من 60 ٪ ولم نراه من سنوات، وبقت تمثل 65 ٪ من إجمالى الاستثمارات، التنوع ده لازم نحافظ عليه ونطوره عشان يحقق قيمة مضافة أعلى، يعنى دخل أكبر للدولة وللمواطن.
> هل طرح بعض الشركات الحكومية للمستثمرين قرار صحيح؟
>> طبعًا، الفكرة زى الأرض، الأرض لو فضلت مهجورة، قيمتها محدودة، لكن لو اتبنت مصنع أوفندق أو مشروع يشغل آلاف الناس، قيمتها تزيد، نفس الشىء مع الأصول، لما ندخل مستثمر يشغّلها بكفاءة أكتر، الأصل بيبقى أكثر فاعلية، المهم تكون المنافسة نزيهة والبدائل موجودة.
> مين وزير المالية فى البيت؟ هل بتعمل خطط وموازنات لأسرتك ولا الموضوع ماشى بالبركة؟
>> الحقيقة الغريبة إنى وزير المالية فى البيت برضه، من زمان حتى قبل المنصب، بعد وفاة والدى كنت دائمًا بمسك الأمور المالية مع إخواتى، يمكن كانوا شايفين إنى الأنسب للموضوع.
بس مش بالمعنى الحرفى، يعنى ما بعدش أحسب تكاليف الأكل والشرب، أنا مش مايكرو مانجر، مش بتاع تفاصيل التفاصيل. بطبيعتى بحب أركز على الصورة الكبيرة والتخطيط للمستقبل: هنعمل إيه لأولادنا، إزاى نأمن مستقبلنا، الإدارة اليومية مش مجالى.
> ومن المسرف أكتر، حضرتك ولا المدام؟
>> لا طبعاً المدام! قولا واحدًا
> خلينا ندخل على مساحة الرومانسية جواك، أخبارها إيه؟
>> أنا بحب الموسيقى جدًا، ما عنديش حاجة ثابتة، بصراحة، زى معظم حياتى، ، ممكن أغنية تعجبنى أسمعها كتير، لكن مش مرتبط بفنان واحد طول الوقت، لما عشت بره فترة، بقيت أحن للأغانى القديمة، لكن وأنا هنا فى مصر بحب أتابع الجديد برضه.
> عشت فين بره مصر وقد إيه؟
>> فى بداية حياتى عشت فى إنجلترا وأنا بدرس، وبعد كده فى أمريكا للدراسة والشغل.
> بتحب تروح سينما أو مسرح؟
>> آه طبعاً، أنا من عشاق الكوميديا والأعمال الأسرية، بحب جدًا أعمال محمد هنيدى، وأكرم حسنى بيضحكنى جدًا جدًا.
> إلى أى مدى المنصب جار على حياتك الشخصية؟
>> بصراحة ما بفكرش كده شغلى واجب وشرف لخدمة بلدى وناسى، بس لما تيجى فرصة للاستمتاع بستمتع، ممكن أخد يوم فى الأسبوع وأروح الساحل مثلاً مع الأسرة، أنا مؤمن إن الاستمتاع بالحياة جزء مهم من التوازن.
> عندك أولاد قد إيه؟
>> عندى سلمى عندها 20 سنة، وعمر هيتم 18 عمر ده لاعب كرة متحمس وأنا شجعته جدًا لدرجة إنه بقى مشجع ممتاز للأهلى زَيّى، نفسى أشوفه إنسان قادر يكون أسرة ويتحمل المسئولية، ويأخد باله من باباه وماماته وأسرته وعيلته الكبيرة أهم من أى شئ تانى.
> هل لهم علاقة بالاقتصاد؟
>> يمكن عمر أقرب لإدارة الأعمال، وسلمى أقرب للتسويق والماركتنج، لكن ما فيش حد فيهم عنده ميول اقتصادية قوية.
> كلمنى عن الوالد والوالدة؟
>> والدى الله يرحمه كان شخصاً جميلاً واستثنائياً، وعنده حب شديد لأولاده، كنا ستة إخوات كلنا أولاد، ولما خلفنا بنات كانت نقلة كبيرة جدًا فى حياتنا.
والدتى ربنا يخليها كانت مُدرسة وبتدرس ليا، وبعد فترة اشتغلت مع والدى فى مجال التعليم و إدارة المدارس، وحرصوا دائمًا إننا نشوف الدنيا والحياة وكان عندنا حرية الاختيار بشكل كبير، من غير ما يفرضون علينا مجال معين، والرياضة كانت مهمة جدًا فى تربيتنا.
> أكيد الوالد كان هيفرح بيك كوزير.
>> هو ما لحقنيش كوزير، لكنه له فضل كبير، كان عكس الطبيعى: كان نفسه أكمل فى الرياضة وأنا اللى اخترت الاقتصاد، وكان دائمًا مؤمن إنك تعمل اللى بتحبه أهم من أى شىء.
> فوجئت إن الإعلام مش بعيد عنك أسريًا.. وكريم أخوك الكبير؟
>> آه، أخويا الكبير كريم كجوك هو الإعلامى المعروف اللى قدّم برنامج الصدمة، وهو اللى غيّر كتابة اسم العيلة من «كوجك» إلى «كجوك» واستقرت كده، باقى إخواتى فى مجالات مختلفة: التسويق فى إحدى الشركات الدولية، والاستشارات.
> ندخل بقى على فقرة واحد من اتنين: هخيرك بين حاجتين وتختار..القاهرة ولا أسوان؟
>> القاهرة أنا بحب الزحمة والمدينة، أحب أكون وسط الناس.
قراءة كتاب اقتصادى ولا مشاهدة فيلم سينمائى؟
>> فيلم سينمائى، كفاية اقتصاد طول النهار.
> الموسيقى الكلاسيك ولا الأغانى الشعبية؟
>> أى أغنية عاملة ضجة هسمعها حتى لو شعبية، بحب أحمد سعد جداً مثلاً.
> رحلة قصيرة ولا يوم راحة فى البيت؟
>> رحلة قصيرة.
> تسوق عربية ولا تمشى؟
>> أمشى.
> قرارات عاجلة ولا دراسات طويلة؟
>> المهم أعرف الاتجاه وأفكر بعمق، لكن أتحرك بسرعة وأطور نفسى وأنا ماشى.
> زيادة الضرائب ولا تخفيض الإنفاق؟
>> زيادة الإيرادات وزيادة الإنفاق.
> الاستماع لانتقادات الناس ولا قراءة تقارير الأداء؟
>> انتقادات الناس.
> الصراحة المباشرة ولا الدبلوماسية؟
>> الدبلوماسية وسيلة لتوصيل الصراحة بطريقة مقبولة.
> التعامل النقدى ولا الدفع الإلكترونى؟
>> مع التحول السريع للدفع الإلكترونى.
> عملة مستقرة ولا تضخم منخفض؟
>> الاتنين يمشوا مع بعض على فكرة
> شفافية فى القرار ولا سرعة فى التنفيذ؟
>> مش شايف أن هناك تعارض، مهم أنك تعمل حوار مجتمعى وتعرض رؤيتك، وكل حاجة فى الدنيا قابلة للتطوير، والمهم الرؤية والأهداف الاستراتيجية الواضحة
> قرار شعبى خطأ اقتصادى ولكن قرار اقتصادى صح ولكن مكروه شعبيًا؟
>> أعمل ما فيه صالح الناس
> زيادة مرتبات الموظفين ولا تخفيض أسعار السلع؟
>> الاتنين لازم
> خلينى أسألك: هل المنصب أخدك من حياتك الشخصية؟
>> إلى حد ما، بس بحاول طول الوقت أكون مدرك ما افتقده وأعوضه.
> أكتر حاجة تبكيك؟
>> طفل مريض أو محتاج.
> لو رجعت لطفولتك أكتر حاجة نفسك تغيرها أو تصلحها؟
>> مفيش حاجة فى طفولتى عاوز أغيرها
> أكتر حد أثّر فى حياتك؟
>> زوجتى، إحنا شراكة مع بعض من أيام المدرسة وصداقة ممتدة، ولكن على الجانب المهنى عملت مع وزراء كثيرين، مثل محمود محيى الدين، وبطرس غالى، واحتكيت بعدد من الوزراء وأتعلمت منهم، ود.زياد بهاء الدين تعاملنا مع بعض عن قرب.
> أكتر حاجة بتحسسك بالأمات وسط كل الضغوط التى تعيشها؟
>> إخلاصك فى عملك وقربك لله
> بشيد بالعنصر النسائى فى وزارتك، رئيس مصلحة الضرائب سيدة، والمستشار الإعلامى للوزير سيدة أيضًا.
>> أكد إن فى الوزارة عندنا توازن كبير ومشاركة نسائية قوية فى مواقع مهمة، ونختار دائمًا الأصلح.
بشكرك على وقتك، ونورتنا، كان معانا وزير المالية أحمد كجوك فى واحد من الناس، تصبحوا على خير.