لاشك أن مباراة اليوم أمام منتخب بوركينافاسو على ملعبه ووسط جماهيره ستكون ليست سهلة لكن الرغبة القوية لدى لاعبى المنتخب والجهاز الفنى فى تحقيق الفوز وحسم بطاقة التأهل لمونديال 2026 يجب أن تكون أقوى من كل التحديات حيث يظهر الرجال فى المواقف الفاصلة.
وفى نفس الوقت لا يجب الوقوف كثيراً عند لقاء منتخب إثيوبيا بما له وعليه فالفوز الذى تحقق بركلتى جزاء لا يقلل من قيمته.
وهنا علينا أن نسعى شيئا مهم تحدثنا عنه مراراً وتكراراً ويكمن فى أن الإداء السيئ لا يتحمل مسئوليته الجهاز الفنى ولا اللاعبون وحدهم.
فهؤلاء اللاعبون لم يتعلموا الإعداد الخططى منذ نعومة أظافرهم وبالتالى يميل الأداء إلى العشوائية والجهود الذاتية خلال عمر المباراة حيث يقدم الجهاز كل ما لديه من إعداد خطط قبل المباراة لكن اللاعبين ينفذون فى الربع ساعة الأولى فقط ما قدمه لهم الجهاز الفنى ثم يتراجع الأداء.
لذلك لا يسأل الجهاز الفنى عما يحدث من أداء عشوائى وضياع للفرص السهلة وعدم التمركز الصحيح وكذلك التحركات غير السليمة وبطئ التحول من الدفاع إلى الهجوم والعكس وكل الأمور المرتبطة والإعداد الخططي.
ويسأل عن ذلك مدربى المراحل السنية وسوء اختيار المدربين الذين يعملون مع الناشئين ولا يقدمون المبادئ الصحيحة للعبة كرة القدم ويسأل قبلهم المسئولون الذين ليس لهم علاقة حقيقية باللعبة ويقومون باختيار المدربين وتعيينهم فى هذا الجانب!!!!!!!
فالأمر ياسادة مرتبط بتاريخ وأخطاء تراكمية أدت إلى ما نحن عليه الآن .
ليذهب بعد ذلك البعض فى محاسبة المسئولين عن تراكمات ليس لهم فيها أى دخل وينكرون ما شهدته وتشهده البلد منذ عام 2013 حتى الآن فى كل مناحى الحياة لاسيما على مستوى البنية التحتية والمدن الجديدة والقضاء على أغلب العشوائيات والبدء فى ثورة صناعية جديدة سوف تؤتى ثمارها قريبا.
فالحياة بشكل عام نسيج واحد ليس هناك مجال للفصل فيه.
وبالتالى لابد أن تتأثر كرة القدم التى تحتاج إلى اهتمام فى المراحل السنية ووضع المدرب المناسب فى المكان المناسب بعد تأهيله على أعلى مستوى لنصل إلى الحياة الاحترافية.
أما إذا استمر الوضع على ما هو عليه فلن ينصلح حال اللعبة الشعبية الأولى ولو معها أحسن مدربى العالم.
فالعلم دائما هو الصانع الحقيقى لكل النجاحات على عكس العشوائية التى تدمرولا تبنى.
ومع ذلك سنظل متمسكين بالأمل فى إصلاح المنظومة مع الدعاء لمنتخبنا الوطنى أن يعود للوطن بعد لقاء بوركينافاسو سالما غانما بطاقة التأهل لمونديال 26.
والله من وراء القصد.