133 كشكًا «ضد الحريق» تحفظ التراث والهوية وتؤكد ريادة «أم الدنيا»
سور الأزبكية بحى العتبة احد أعرق أسواق الكتب فى العالم العربى تعود نشأته إلى القرن التاسع عشر داخل حديقة الأزبكية التى أُنشئت في عهد الخديو إسماعيل وكانت مركزًا للحياة الاجتماعية والثقافية فى القاهرة وتقام بها العديد من الفعاليات والمعارض في ذلك الوقت حين بدأ باعة الكتب المستعملة يعرضون بضاعتهم على رصيف السور قبل أن يحظوا بدعم رسمى وتقيم لهم الدولة أكشاكاً خشبية مجانية تحولت لاحقا إلى مقصد ثقافى وسياحى ومخزن لذاكرة القاهرة ولكن مع الوقت امتدت اليه يد الاهمال والعشوائية، لتقرر الدولة تجديد السوق العريق بشكل يليق بالجمهورية الجديدة
أول أمس تفقد د. مصطفى مدبولى رئيس الوزراء السور بعد تطويره ضن خطة القاهرة التاريخية حيث يقدم صورة حضارية تليق بالجمهورية الجديدة والتطور التى تشهدة مصر خاصة منطقة القاهرة الخديوية، حيث تم إنشاء 133 كشكًا جديدًا مجهزاً بوسائل الحماية المدنية و بتصميم تراثى للحفاظ علي والهوية لمكانة السور ولإعادة وتنشيط الوجهة الثقافية حيث يأتى التطوير ضمن مشروع شامل لإحياء حديقة الأزبكية والمناطق المحيطة ويشمل تحسين البنية التحتية، وتجديد المسرح الرومانى، وترميم النوافير والممرات الخضراء.
تم نقل بائعى الكتب القديمة من محيط حديقة الأزبكية إلى مكتبات السور الجديد التى تبعد خطوات من المكتبات القديمة، وروعى في تصميم المكتبات الجديدة أن تتوافق مع الشكل التراثى للمنطقة وتسهل حركة القراء مع اطلاق أسماء أدباء وكتاب مصريين على الممرات المختلفة بالسور مثل «طه حسين , وعباس العقاد» ، علاوة على توفير كافة الخدمات من حمامات وكهرباء وطرقات واسعة بين المكتبات تسهل حركة الزائرين وتوفر كافة سبل الراحة والامان بتواجد امنى على مدار 24 ساعة مع وجود مساحة كبيرة بمدخل السور لاقامة الندوات والامسيات الادبية والثقافية للترويج للمكان الجديد ، كما تم توقيع عقود إيجار رسمية مع الباعة وتزويد الأكشاك بوسائل للحماية المدنية بما يضمن استمرار نشاطهم بصورة قانونية منظمة لينتقل السور من التهميش والاهمال إلى وجهة ثقافية حضارية.
ومن جانبهم اعرب تجار سور الأزبكية والمواطنون عن سعادتهم بمشروع نقل المكتبات إلى المكان الجديد وإعادة الرونق الحضارى لمنطقة من اهم مناطق القاهرة التاريخية وتجديد الروح والدور الثقافى والتاريخى لها، فالسور من أكبرالاماكن لبيع الكتب القديمة فى مصر والشرق الأوسط، وإحدى العلامات الثقافية المميزة للقاهرة، بالاضافة إلى تمتع المكتبات الجديدة بأحدث وسائل الأمان والحماية المدنية هذا ما اكده كامل حربى – صاحب مكتبة – قائلاً : لدينا كافة الكتب القديمة مثل كتب التاريخ والادب والفلسفة والمجلات كالهلال والمصور ولدينا كتب تاريخية تعود لعام 1950 غير متوفرة بالمكتبات وتباع لدينا بسعر 300 جنيه بدلا من 700، وما تم من تطوير وترقيم المكتبات سهل الوصول الينا، واصبح وضعنا قانونياً ونقوم بدفع رسوم للحى مقابل اعمال النظافة والامن والصيانة وسوف يتم تركيب عدادات للمياه والغاز .
تضيف اميرة الجوهرى – احدى البائعات – ان التطوير اضاف للمكان لمسة جمال المكان تليق بالعاملين به والزوار من حيث التصميم والمساحة واصبح متنفساً للجميع بدلا من المكان القديم الضيق، حيث يتم بيع كافة الكتب العربية والانجليزية والقصص والروايات ونتمنى الترويج للمكان بكافة وسائل الاعلام المختلفة لان اغلب الزوار يظنون ان المكان اغلق بسبب عمل اسوار حديدية محاطة به ، مع سرعة تشغيل الكهرباء والحمامات .
يوضح محمد رياض – أحد الباعة بالسور أن سعداء بالتطوير وقال : ننتظره منذ فترة طويلة، كما ان عقد الندوات والامسيات الثقافية سيضفى على المكان رونقا ورواجا لعملية البيع والشراء مما يساهم فى اجتذاب اعداد كبيرة من المثقفين والباحثين والشباب ممن يبحثون عن الكتب وينتظرون معرض الكتاب كل عام ولكن مكتبات السور موجودة طوال العام.
يؤكد حسن طلبة – صاحب مكتبة أن التصميمات التراثية تمنح المكان لمسة جمال تجذب الزوار وتستهدف السياح، مطالباً بفتح مداخل لمكتبات السور نظرا لاغلاقها من الباعة الجائلين مع وضع لوحات ارشادية توجه الزوار للاماكن الجديدة وعمل دعاية اكثر عن المكان، حيث يتم بيع الكتب الخارجية القديمة لطلاب المدارس بأسعار مخفضة تبدأ من 25 إلى 40 جنيهًا بدلا من 200 سعر الكتب الجديدة، وهناك اقبال كبير يتخطى نسبة الـ 80 % من المواطنين الذين يبحثون عن اسعار الكتب المخفضة فى ظل الظروف الاقتصادية.
يشير شعبان ابوزيد – صاحب مكتبة – انه امتلك المكان عن طريق منحة منذ سنوات طويلة ومرخصة وقام الحى مشكورا بتسهيل كافة اجراءات النقل، ويوجد لدينا كتب نادرة ترجع لاكثر من 100 عام مضى ويتم شراؤها كل عام من الجمعيات الخيرية وورثة اصحاب المكتبات القديمة أو من المزادات أو عروض المكتبات.
اسعار مخفضة
يعرب باندى يوكوها – من دولة اليابان – عن اعجابه بالشكل الجديد لمكتبات سور الازبكية، موضحًا ان التسوق والوصول إلى الكتب المنشودة اصبح اسهل وايسر فهو من محبى اقتناء الكتب القديمة والمراجع، مطالبًا بوضع لوحات ارشادية باللغة الانجليزية تسهيلا على الزوار الاجانب .
تقول داليا صفوت – محامية – إن تطوير سور الأزبكية وانتقاله إلى مكان مخصص بعيدًا عن مكانه السابق الذى كان في قلب حركة المترددين على المترو والباعة الجائلين جعل المكان اكثر امنا خاصة للاطفال بتواجد امنى، متمنية استمراره بتلك الصورة والا تطاله يد الاهمال حتى يليق دائما بمظهر مصر الحضارى لتوافد زوار اجانب للمكان .
يقول عبدالرحمن عاطف – خريج كلية الالسن – إنه اعتاد على الحضور لسور الازبكية لشراء الكتب الادبية والمراجع الانجليزية والكتب المترجمة بتخفيضات كبيرة تصل إلى 70 % واشاد بتطور المكان ومساحته الواسعة ولكن المكتبات صغيرة من الداخل .
يضيف حمزة محمد – طالب – اعتدت على شراء الكتب من سور الازبكية لاننى من عشاق الاماكن القديمة وأحب جمع الروايات التى بها تشويق واثارة واحداث حقيقية والقصص العربية والعالمية، وقد كونت مكتبتى الخاصة من سور الازبكية .