و«الصدق يتحدى الزمن».. وبطلة «المول».. وأنا جنبك..!
وطوال سنوات وعقود من الزمان والغرب يحاصرنا بشعارات ومزايدات ودعوات ومؤتمرات ووثائق وقرارات وسياسات تتعلق بحقوق الإنسان والحريات والحق فى التعبير والرأى.
وآمنا.. وصدقنا كل هذه الدعوات الجميلة النبيلة فى جوهرها وفى مضمونها وفى أساسياتها.. فأحد لا يمكن أن يعارض حقوق الإنسان ولا يمكن التفكير فى غير ذلك.. ولا يوجد أسمى وأرقى من حق الاختلاف وحرية التعبير.
وظللنا نؤمن أن الغرب يطبق هذه الحقوق الأساسية وأن العدالة الاجتماعية هى عنوان التفوق والتميز وأنهم يقومون بتطبيق ما يدعون إليه.
وتأتى الأحداث والاختبارات لتكشف كذب ذلك كله.. وأن ما يدعون إليه ويطالبون به هو أكبر عملية خداع من أجل السيطرة والهيمنة باسم الديمقراطية والحرية والشفافية.. وأن هذه المبادئ السامية هى أسلحتهم الجديدة لفرض الوصاية بعد انتهاء عهود وعقود الاحتلال العسكرى ورحيل الاستعمار.
وأول أمس فى لندن كانت الحقائق تتكشف بوضوح.. فقد اعتقلت الشرطة البريطانية 425 شخصاً شاركوا فى مظاهرة رفعوا فيها لافتات تقول «أنا أعارض الإبادة الجماعية».. واعتبرت الشرطة أن ذلك عملاً من أعمال الإرهاب لأن المتظاهرين ينتمون ويدعمون منظمة محظورة تسمى «فلسطين أكشن»..! وعقوبة دعم منظمة تم حظرها بموجب قانون الإرهاب تصل إلى السجن لمدد تصل لـ 14 عاماً..!
والذين اعتقلتهم الشرطة البريطانية فهم 147 شخصاً أعمارهم ما بين الستين إلى السبعين عاماً.. وكل جريمتهم أنهم حملوا لافتات ضد الإبادة الجماعية..!
ولو كانت المظاهرة التى تم اعتقال عدد من المشاركين فيها هى مظاهرة مؤيدة لإسرائيل لكانت الشرطة البريطانية قد قامت بحراستها وتأمين مسيرتها وتقديم التسهيلات لها..!
وبريطانيا التى تحتضن العديد من المنظمات الإرهابية من مختلف دول العالم لا ترى تناقضاً فى مواقفها ولا تمانع من تقديم الدعم لهذه المنظمات ما دامت تخدم مصالحها وأهدافها.. وماعدا ذلك فالعقاب موجود.. وتهمة الإرهاب جاهزة..!
>>>
والازدواجية فى المواقف لا تقتصر على بريطانيا فقط.. ففى ولاية أريزونا بالولايات المتحدة الأمريكية فإن عناصر الأمن انتزعت حجاب أربع نساء مسلمات بالقوة أثناء مشاركتهن فى مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين فى الجامعة إلى جانب اعتقال 69 شخصاً آخرين.
ونزع الحجاب بالقوة هو انتهاك مباشر لحقوق الحرية الدينية المكفولة بموجب الدستور الأمريكى..! وكل ذلك بالطبع حبر على ورق.. للقانون «ترزية» فى كل مكان وزمان..!
>>>
أما فى السودان فإن ما يحدث هو العجب بعينه.. الأخ يحاصر أخاه ويسعى إلى تجويعه وموته.. وشبكة أطباء السودان تقول إن قوات الدعم السريع تحاصر مدينة «الفاشر» بلا رحمة وتمنع عنها الغذاء والدواء وأن هناك أكثر من نصف مليون مواطن يواجهون الموت جوعاً «إبادة جماعية مكتملة الأركان»..!
وشبكة أطباء السودان تطلب المساعدة وإنهاء الحصار ولا حياة لمن تنادى.. عندما يغيب صوت العقل تضيع وتختفى كل المعايير والمبادئ والإنسانية..!!
>>>
والكويت الشقيقة تتحدث عن ممرضة فى مصر.. عن السيدة رضا محمد المقيمة فى الكويت والتى كانت فى أحد المولات عندما سقط مسن كويتى على الأرض وتوقف النبض واعتبرت فرق الإسعاف أنه قد فارق الحياة..!
السيدة المصرية رضا محمد استجمعت خبراتها العملية ولم تستسلم لقرار الإسعاف وظلت تقوم بعمليات إنعاش لقلب الرجل الذى عاد للحياة بعد دقائق وسط ذهول الجميع..!
والسوشيال ميديا فى الكويت احتفت «ببطلة المول» كما أطلقوا عليها.. ووزير الصحة الكويتى قام بتكريمها.. ونحن أيضاً ننشر قصتها ونشيد بها نموذجاً مصرياً متميزاً لعمالة مصرية فى دول الخليج العربية ستظل جزءاً مكملاً للنسيج الاجتماعى فى هذه الدول.. جاليات تحترم خصوصيات هذه الدول وتقدر تواجدها على أراضيها.. وتؤدى واجبها بكل أمانة وشرف واحترام.
>>>
والصدق يتحدى الزمن.. وأتحدث فى ذلك عن الأغنية الوطنية فى الستينيات التى كانت ومازالت هى وقود الشعوب ومصدر قوتها فى الأزمات.. وأستعيد على سبيل المثال أغنيات عبدالحليم حافظ الخالدة عن الثورة والتى كانت أيضاً أحد مصادر القوة الحقيقية لجمال عبدالناصر فى الالتحام بالجماهير.. واطلب تلاقى ثلاثين مليون فدائى فى جميع الميادين.. ويا أهلاً بالمعارك..! هكذا كان عبدالحليم يغنى وهكذا كانت الجماهير تتجاوب وتردد قسم الولاء.. واطلب الآن تلاقى مائة مليون فدائى فى جميع الميادين.. ويا أهلاً بالمعارك.
>>>
وسألوا رجلاً حكيماً.. ما الفرق بين من يحبك ومن يحتاجك؟ قال من يحبك يضحى ليبقيك سعيداً.. ومن يحتاجك يضحى بك ليبقى سعيداً.
>>>
ومن علامات المفلسين.. يرتدون أفضل الملابس.. ويذهبون إلى المطاعم وفى أيديهم أغلى الهواتف وأول ناس يدفعون الحساب..!
>>>
وأعشق وردة حين تلامس جروحنا.. وحين تغنى من القلب.. وحين تشدو.. وأنا جنب منك بأحس بأمان.. كأن بإيديا الوجود والزمان.. ومهما يلومونى هقولك كمان.. أنت ظل فى صيف أيامى أنت، وأنت نجم فى ليل أوهامى إنت اللحن اللى فى أنغامى إنت، وأنت اللى بقولك يا غرامى. حبيبى حياتى وجودك بيملأ عليا الوجود ويخلق قصادى من الشوك ورود.. ويفتح لى عالم مفيش له حدود..!!
>>>
وأخيراً..
>> هذا الهدوء الذى أعيشه، هل هو سلام؟ أم استسلام!!
>>>
>> وعندما يمر الإنسان بتجارب صعبة.. تأكد بأنه لن يعود كما كان
>>>
>> وكنت أذهب إليك عندما يحزننى الجميع، ولكنك لم تخبرنى أين أذهب عندما تحزننى أنت.