12 ربيع الاول يوم الفرح الذى اضاء الكون بمولد خير البشر سيدنا ونبينا وشفيعنا محمد صلى الله عليه وسلم .. اعظم واطهر واشرف خلق الله عز وجل .. ليخرج البشرية من الظلام الى النور ومن الضلال الى الهدى .
أسس رسولنا الكريم من خلال سيرته العطرة مدرسة نبوية متكاملة ، لما تحمله من مواقف تربوية عظيمة وفوائد جليلة ، تضع للدعاة والمعلمين والمربين منهج التربية وحسن التعا مل مع مواقف الحياة و مجرياتها.
إن الاسلام اكثر الاديان رحمة للعالم وسنة رسولنا الكريم هى من تبعث مكارم الاخلاق والاقتداء بها السبيل الوحيد لحياة سعيدة مهما كانت الظروف والصعوبات.
فكان النبى رحيما عطوفا بامته، وهو ما انعكس فى مواقف عديدة ، مثل حزنه يوم القيامة لأجل شفاعته لأمته.. فيوم القيامة سيكون النبى صلى الله عليه وسلم تحت العرش يشفع لأمته حتى آخر شخص ..كما كان النبى الكريم مواقف عديدة تظهر حزنه وشفقته على أمته، وهذا ما يفسر الشفقة والرحمة التى كان يظهرها تجاه الأُمّة. وكان يبكى على الموت والفراق .. ويظهر حديث بكاء النبى على ابنه إبراهيم رحمه الله، رحمته وعطفه، ويؤكد أن البكاء ليس علامة ضعف، بل دليل على حزن القلب والفراق المؤلم..و علامة على الحب والمشاعر الإنسانية.
خاض من خاض فى حادثة الإفك إثر لحاق السيدة عائشة -رضى الله عنها- بالجيش ، وصفوان بن معطل يقود الراحلة التى تركبها، بعد أن كان القوم قد غادروا المكان حاملين هودجها، دون أن يعلموا أنّها ليست فيه ، وأنها كانت تبحث عن عقد لها.. ومكثت شهرا وهى تشتكى المرض، ولا تعلم ممّا يقال فى شأنها شيئًا، ولا تلحظ شيئًا من رسول الله .. سوى أنه لم يكن باللطف الذى اعتادت عليه منه، عند مرضها.. وعلى الرغم من المحنة التى واجهها الرسول بعد أن تمّ إيذاؤه بالحديث عن أهل بيته، إلّا أنه لم يكلم السيدة عائشة فى شىء، وأخذ بطبيعته البشرية يستشير أصحابه فى الأمر..ثمّ جاءها بعد أن علمت بما يقال وهى بين أبويها، وقال: « أَما بعد يا عائشة، فإنّه قد بَلغَنِى عنك كذا وكذا، فإن كنت بريئة، فسيبرئك الله وان كنت أَلممت بذنب فاستغفرى الله و توبى إليه « .. وبقى النبى بعد ذلك فى مجلسه حتى نزل عليه الوحى، فكان أول ما قاله لأم المؤمنين، وهو يضحك:» أبشرِى يا عائشة أَما الله فقد برأك « فظهرت بذلك شخصية النبيّ البشريّة الفريدة صافية، عن كل ما قد يلتبس فيها.
و كان النبى الكريم حريصاً على تعليم المسلمين باللين والحسنى ، لا سيما من كان منهم حديث العهد بالإسلام، ومن المواقف التى صحت من حياة الرسول الامين أنه بينما كان مع أصحابه فى المسجد، إذا بأعرابى جاء على بعير أناخه، ثمّ اتجه إلى ناحية من نواحى المسجد وبال فيه.. وثار الصحابة الكرام لمّا رأوا الاعرابى وهو يبول فى المسجد، فحاولوا أن ينهروه ويثنوه عن فعله، إلا أنّ النبى نهاهم عن ذلك، وبعد أن أنهى الأعرابى بوله دعاه ليأتى إليه .. ثم أرشده باللين قائلا: « إن هذه المساجد لا تصلح لشىء مِن هذا البول، ولا القذرِ إنما هى لذكرِ الله عز وجل ، والصلاة وقراءة القرآن» .. ثمّ أمر أحد الصحابة فنضح البول بدلو من الماء ليزيل النجاسة.