على امتداد شهر أغسطس وحتى أول أمس كنت مرافقا لنجوم المستقبل من أوائل الثانوية العامة من خلال البرنامج الشامل الذى تعده جريدة الجمهورية.. ويبدأ مع اعلان النتيجة ويستمر حتى دخولهم الجامعة.. وكانت البداية استضافتهم فى جريدة الجمهورية لتهنئتهم وشرح البرنامج.. الذى يتضمن جولات وزيارات مختلفة للتعرف على أهم الإنجازات والمشروعات القومية التى نجحت الدولة فى تنفيذها فى مختلف المجالات.. وتنتهى برحلة إلى أوروبا تتاح الفرصة خلالها للأوائل للتعرف على الحضارة والثقافة الأوروبية..
وخلال هذه المدة اتيحت لى الفرصة لمرافقة نجوم المستقبل خلال هذه الجولات.. والتى تضمنت زيارات عديدة من بينها زيارة قناة السويس.. والعاصمة الإدارية الجديدة.. والعلمين الجديدة.. إلى جانب زيارة العديد من الجامعات الدولية التى قدمت منحا تعليمية للأوائل جعلتهم يتحيرون فى اختيار الكلية والجامعة التى يرغبون فى الدراسة فيها.. ولكن هم فى النهاية نجحوا فى اختيار الأنسب لكل منهم.. هذا الى جانب زيارة عدد من القلاع الصناعية الكبرى فى مصر..
وقد اختتم البرنامج بزيارة العاصمة الألمانية برلين حيث استمتع الأوائل بتجربة السفر الى إحدى العواصم الأوروبية والتعرف على أهم معالمها السياحية.. وأقام لهم الدكتور محمد البدرى سفير مصر فى برلين حفل استقبال فى مقر السفارة فى حضور الفنان الكبير محمد منير الذى تصادف وجوده فى برلين.. كما تعرفوا على المنح الدراسية التى يمكن أن تقدم لهم فى ألمانيا خلال استقبال الدكتور أشرف منصور رئيس مجلس أمناء الجامعة الألمانية لهم بفرع الجامعة فى برلين.. وكذلك خلال استقبال د.مايكل هارمس لهم فى الهيئة الألمانية للتبادل العلمى والأكاديمى..
واذا كانت هذه بعض ملامح البرنامج التى تعده الجمهورية سنويا منذ عام 1968 منذ انطلاق أول رحلة لأوائل الثانوية العامة فإن الأهم فى هذا البرنامج هو ما تنجح الجمهورية فى تقديمه للأوائل من خلال هذه التجربة التى يتعرفون خلالها على بلدهم بصورة أوسع.. تساهم فى تكوين شخصيتهم قبل الالتحاق بالتعليم الجامعى.. وتفتح أمامهم زاوية أوسع لرؤية ما يتم على أرض الواقع من مشروعات قومية كبرى تحرص الدولة على تنفيذها.. لتوفير مستقبل أفضل لهم ولكل الاجيال القادمة..
ولاشك أن كل من اقترب من هؤلاء الشباب لابد أن يلاحظ الفرق الكبير الذى يطرأ عليهم.. من خلال البرنامج الذى نظمته جريدة «الجمهورية».. أننا نستقبل الأوائل وهم فى مفترق طرق.. ولديهم حيرة كبيرة فى تحديد اتجاههم بعد تفوقهم وحصولهم على المنح المختلفة.. ولكن من خلال الزيارات والجولات التى تنظمها لهم جريدة «الجمهورية» للجامعات المختلفة.. والالتقاء برؤساء هذه الجامعات وأعضاء هيئات التدريس الذين يجيبون عن كل اسئلتهم.. تتضح الرؤية أمامهم.. ويحسنون الاختيار.. بالإضافة إلى أننا نحرص على أن يكون فى استقبالهم معنا بالجمهورية أعداد كبيرة من أوائل السنوات السابقة.. والذين يقدمون كل الدعم والعون لهم بترحاب وحب.. وتتولد بينهم صداقات كبيرة ويسعى قدامى الأوائل إلى مساعدة الأوائل الجدد طوال مرحلة الدراسة.. وما حدث هذا العام كان أكبر دليل على نجاحنا فبعد إعلان نتيجة الثانوية العامة بوقت قليل.. فوجئت بأعداد كبيرة من أوائل السنوات الماضية تتواصل معنا لمعرفة موعد الاحتفال بالأوائل الجدد ليشاركونا فى استقالبهم.. وهذه الروح تجعلنا جميعا نشعر بالسعادة.. وتتضاعف سعادتنا عندما يبدأ الأوائل القدامى فى الحديث خلال الاحتفال.. ويشرحون كيف ان هذا البرنامج أثر فيهم جميعا.. وأن ذكرياتهم مع هذا البرنامج لن تمحى..
إننا فى الجمهورية فى كل عام ننتظر ظهور نتيجة الثانوية العامة لتنفيذ البرنامج الذى نعمل على التعديل فيه سنوياً وإضافة العديد من الزيارات الجديدة له..
ونحرص على أن نعرف الأوائل بأهم المشروعات القومية.. ونحرص كذلك على أن نختتم البرنامج ببعض الزيارات السياحية فى القاهرة الكبرى بالتنسيق مع وزارة السياحة والهيئة المصرية للتنشيط السياحى.. وفى مقدمتها زيارة منطقة الأهرامات.. وهذا العام تم إضافة المتحف المصرى الكبير لبرنامج الزيارات.. وقد كانت تعليقات الطلاب ان زيارتهم للمتحف لا يكفى فيها يوم واحد لزيارته مع منطقة الأهرامات..
وفى النهاية لابد أن أؤكد أنه مع نهاية برنامج الرحلة كل عام أكون أنا وزملائى الذين ننظم هذا البرنامج قد شعرنا بالكثير من السعادة بهؤلاء الشباب.. الذين سيصبحون نجوم المستقبل فى مختلف المجالات.. وان كنا نتمنى ان يطول برنامج الرحلة لأسابيع أخرى نستمتع خلالها بهؤلاء الشباب وصحبتهم.. وشكرا لكل من ساهم فى نجاح برنامج الجمهورية فى الرحلات الداخلية أو رحلة أوروبا.. وللحديث بقية ان شاء الله.. وتحيا مصر.