الآن.. تقف المنطقة بكاملها عند «مفترق طرق» محورى.. إما أن تنتهى الحرب أو تستمر إلى أجل غير مسمى بما يؤدى بالقطع إلى عواقب كارثية.
إن مصر على مدى 23 شهرا ومنذ بداية الحرب على غزة لم تتوقف عن دعم الشعب الفلسطينى والدفاع عن حقوقه المشروعة وإقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
.. وطوال الحرب البربرية التى أشعلها نتنياهو واليمين الإسرائيلى المتطرف كثفت مصر مساعيها الرامية إلى وقف إطلاق النار وحقن الدم الفلسطينى والوصول بالمساعدات الكافية إلى عموم الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة.
.. وحرصت الدولة المصرية ولا تزال على الإبقاء على معبر رفح مفتوحاً من الجانب المصرى.. فيما أصرت إسرائيلى على استخدام «الجوع» و«التجويع» سلاحاً ضد الشعب الفلسطينى فى غزة.. وكانت عملياتها العسكرية فى الجانب الفلسطينى من قطاع غزة العائق الرئيسى للنفاذ بالمساعدات عبر معبر رفح.
ورغم هذا.. فقد كان لمصر – ولا يزال – اليد الطولى فى إمداد القطاع بالمساعدات الإنسانية والإغاثية المنقذة للحياة.. وتكشف الأرقام الموثقة أن مصر وحدها قدمت ما يزيد على 70 فى المائة من إجمالى المساعدات التى وصلت إلى غزة ونحو «550» ألف طن من الغذاء والإمدادات الطبية قام على رعايتها أكثر من 35 ألف متطوع مصرى بالتعاون مع الصليب الأحمر المصرى واستقبلت مصر 18 ألفا و560 مصابا ومرافقا لتلقى العلاج فى 172 مستشفى على أعلى مستوى واستضافت مصر مؤتمرا دوليا للتعافى وإعادة الإعمار مع بقاء الفلسطينيين على أرضهم دون تهجير.
وكانت مصر ولاتزال عند التزامها بعدم المشاركة فى ظلم الشعب الفلسطينى وأن التهجير «خط أحمر» غير قابل للتغيير.
ولن تتوقف مصر أبدا عن الحشد الدولى للضغط على إسرائيل لوقف الحرب والاتجاه إلى المفاوضات على أساس حل الدولتين فإنها فى العقيدة المصرية السبيل الوحيد للعيش المشترك وإحلال السلام فى منطقة عانت من الحروب التى لم يشهد لها العالم مثيلا.