وسع جيش الاحتلال الإسرائيلى أمس من عملياته العسكرية فى مدينة غزة ، مستكملا خطته فى قصف وتدمير الأبراج السكنية العالية ضمن عملية عربات «جدعون 2» بذريعة استخدام حركة حماس لهذه الأبراج، بينماتستهدف غاراته الجوية انحاء أخرى من قطاع غزة مخلفة عشرات الشهداء والمصابين .
دمرالاحتلال برج السوسى السكنى الواقع بحى تل الهوى جنوب غربى مدينة غزة،وكذلك برج الرؤيا السكنى والنازحين فى الخيام المجاورة له، بعدما وجه لسكانهما إنذارا عاجلا بالإخلاء قبل استهدافهما.
أصدر جيش الاحتلال أوامر أخرى بالإخلاء لمعظم سكان المدينة بالانتقال إلى الجنوب فى منطقة المواصى بخان يونس باعتبارها منطقة إنسانية تشمل البنية التحتية الإنسانية الأساسية، مثل المستشفيات الميدانية، وأنابيب المياه، ومحطات تحلية المياه، إلى جانب استمرار إمداد المنطقة بالمواد الغذائية والخيام والأدوية والمعدات الطبية، والتى سيتم إيصالها بالتنسيق مع مكتب تنسيق أعمال الحكومة فى المناطق والمجتمع الدولي.
وخصص الاحتلال شارع الرشيد كممر آمن للسكان يمكن المغادرة عبره بسرعة وبالمركبات دون تفتيش.
من الجدير بالذكر أن الاحتلال أعلن سابقا نفس المنطقة على اعتبار أنها آمنة وبالفعل انتقل اليها الآلاف من سكان غزة ولكنه استهدفهم بطائراته الحربية وغاراته الجوية، وأسقط منهم الآلاف بين شهيد ومصاب .
فى السياق، حذر مسئولون أمنيون إسرائيليون من مخاطر العملية البرية التى أطلقتها تل أبيب لاحتلال مدينة غزة على حياة الأسرى بالقطاع، مرجحين استمرار العملية العسكرية بحد أدنى 3شهور.
أضاف المسئولون أنه من المستحيل ضمان عدم تعرض المحتجزين للأذى فى العملية العسكريةبمدينة غزة.
قالوا إن الجيش سيواصل فى الأسبوع المقبل قصف ما يُوصف بـ»الأهداف النوعية» داخل المدينة، تمهيدا للدخول البرى الذى من المتوقع أن يستمر عدة أشهر.
كما أضافوا أيضاً أن حركة حماس قد تنقل محتجزين إسرائيليين إلى داخل مدينة غزة بشكل متعمد للتأثير على مجريات العملية العسكرية.
فى سياق متصل، تواصل طائرات الاحتلال الاسرائيلى قصفها لمختلف مناطق قطاع غزة لليوم الـ 701 من الحرب، مخلفة أعداداً كبيرة من الشهداء والجرحي.
أظهر التقرير الإحصائى اليومى لعدد الشهداء والجرحى جراء العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة استشهاد 70 مواطنا و إصابة 422 خلال الـ 24 ساعة الماضية.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية ان حصيلة العدوان الإسرائيلى ارتفعت إلى 64,300 شهيد و162,005 إصابة، منذ 7 أكتوبر لعام 2023، مضيفة أن عدد الشهداء والإصابات منذ 18 مارس 2025 الماضى حتى اليوم بلغت 11,768 شهيد و 49,964 إصابة.
علاوة على ذلك، وصلت أعداد كبيرة إلى مستشفيات القطاع المدمرة، التى تعانى من نقص حاد فى المستلزمات الطبية، ففى خلال الـ 24 ساعة الماضية،وقع ستة شهداء و109 إصابات من منتظرى المساعدات، ليرتفع إجمالى شهداء الغذاء ممن وصلوا المستشفيات، إلى 2362 شهيدًا وأكثر من 17434 إصابة.
فى الوقت نفسه، سجلت مستشفيات قطاع غزة، خلال الساعات الـ 24 الماضية، 6 حالات وفاة جديدة بينهم طفل نتيجة المجاعة وسوء التغذية ، ليرتفع العدد الإجمالى إلى 382 حالة وفاة، من ضمنهم 135 طفلًا.
من جهة أخرى أدانت دول ومنظمات عربية، بشدّة تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، المتكررة بشأن تهجير الفلسطينيين خارج أرضهم بما فى ذلك عبر معبر رفح، فى إطار محاولاته المستمرة لتمديد زمن التصعيد فى المنطقة، معتبرة أن تلك التصريحات تمثل «دعوة علنية لاقتراف جريمة تطهير عرقى مكتملة الأركان».
شددت على ضرورة تدخل المجتمع الدولى لوقف السياسات العدوانية وحماية الشعب الفلسطيني، مؤكدة أن جرائم الاحتلال الإسرائيلى لن تجبر الشعب الفلسطينى على مغادرة أرضه أو مصادرة حقوقه.
على صعيد المفاوضات قال الرئيس الأمريكى دونالد ترامب ، إن واشنطن تجرى مفاوضات متعمقة للغاية مع حركة حماس، مُطالبًا إياها بإطلاق سراح جميع المحتجزين فى غزة.
أشار ترامب إلى أن الوضع سيكون صعبًا وسيئًا إذا ظلت حماس تحتجز إسرائيليين.
أوضح ترامب أن الاحتجاجات الكبيرة فى إسرائيل بشأن المحتجزين يضعها فى موقف صعب، وأنه من بين المحتجزين العشرين فى غزة ربما يكون هناك من توفوا مؤخرًا.