الإثنين, سبتمبر 8, 2025
  • سياسة الخصوصية
  • إتصل بنا
  • من نحن

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفي

جريدة الجمهورية

رئيس التحرير

أحمد أيوب

  • الرئيسية
  • أخبار مصر
  • ملفات
  • مدارس و جامعات
  • محافظات
  • رياضة
  • برلمان و أحزاب
  • فن و ثقافة
  • حوادث و قضايا
  • المزيد
    • تكنولوجيا
    • عرب و عالم
    • إقتصاد و بنوك
    • الجمهورية معاك
    • منوعات
    • متابعات
    • أجراس الأحد
    • عالم واحد
    • مع الجماهير
    • العـدد الورقـي
    • مقال رئيس التحرير
لا توجد نتائج
كل النتائج
  • الرئيسية
  • أخبار مصر
  • ملفات
  • مدارس و جامعات
  • محافظات
  • رياضة
  • برلمان و أحزاب
  • فن و ثقافة
  • حوادث و قضايا
  • المزيد
    • تكنولوجيا
    • عرب و عالم
    • إقتصاد و بنوك
    • الجمهورية معاك
    • منوعات
    • متابعات
    • أجراس الأحد
    • عالم واحد
    • مع الجماهير
    • العـدد الورقـي
    • مقال رئيس التحرير
لا توجد نتائج
كل النتائج
جريدة الجمهورية
لا توجد نتائج
كل النتائج
الرئيسية ملفات

مسجد ميونخ مركز صناعة الإرهابيين فى أوروبا

أيان جونسون يكشف تفاصيل

بقلم محمد مسعد
7 سبتمبر، 2025
في ملفات
الحلم يقترب
1
مشاهدات
شارك على فيسبوكواتس اب

كيف بدأ التنظيم الدولى لـ«جماعة الإخوان»

IMG 20250907 WA0034 - جريدة الجمهورية

دائما نحتاج لمعرفة حقيقة الأشياء أن نربط الخيوط ببعضها وكى نرى الصورة كاملة، ومعرفة حقيقة جماعة الإخوان الإرهابية تتطلب ان نقرأ كافة التفاصيل.

ومن أهمها قصة مسجد ميونخ أو مركز صناعة الارهابيين فى أوروبا.

فى قلب مدينة ميونخ الألمانية، يقف مبنى ذو قبة أنيقة ومئذنة شامخة، يبدو للوهلة الأولى مجرد مركز إسلامى ومسجد يخدم الجالية المسلمة. لكن خلف هذه الواجهة الهادئة، تكمن واحدة من أسرار التنظيم الدولى للجماعة الإرهابية، قصة تكشف عن تحالفات ممتدة وتآمرات متعدد ، وعن جذور تمتد إلى أعقاب الحرب العالمية الثانية وبدايات الحرب الباردة.. «مسجد ميونخ» أو «المركز الإسلامى» كما عرف لاحقا يكشف حقيقته فى بحث استقصائى الكندى إيان جونسون فى كتابه المرجعى «مسجد فى ميونخ: النازيون، والمخابرات المركزية الأمريكية، وصعود الإخوان المسلمين فى الغرب».

الكتاب ليس سردًا تاريخيًا، بل تحقيق مفصل، يتتبع إنشاء هذا المسجد منذ أن كان فكرة فى أروقة النظام النازى وأفكار حسن البنا، مرورًا بتبنيه كأداة فى الحرب الباردة من قبل المخابرات الأمريكية والدول الغربية، وصولًا إلى اختطافه بالكامل من قبل جماعة الإخوان الإرهابية ليصبح المنصة الرئيسية التى انطلقوا منها لنسج شبكاتهم عبر القارة الأوروبية والعالم.

يوضح جونسون أن فكرة بناء مسجد فى ألمانيا لم تكن وليدة التعددية الثقافية بعد الحرب كما يتم الترويج، بل كانت جزءًا من آلة الحرب النازية خلال الحرب العالمية الثانية، حيث أسر مئات الآلاف من جنود الجيش السوفيتي، وكان من بينهم أعداد كبيرة من المسلمين «من القوقاز، وآسيا الوسطي، والتتار».

رأت القيادة النازية فى هؤلاء الأسرى فرصة استراتيجية.. بقيادة شخصيات مثل الدبلوماسى والمستشرق غيرهارد فون منده، قرر النظام النازى تجنيد هؤلاء فى «فرق إسلامية» خاصة للقتال ضد الاتحاد السوفيتى «الملحد». كان المنطق بسيطًا: استغلال مشاعرهم الدينية وهويتهم المضطهدة تحت حكم ستالين لتحويلهم إلى وقود فى الحرب ضد الشيوعية.

وللسيطرة على هذه الفرق وتوجيهها أيديولوجيًا، كانت هناك حاجة إلى مركز روحى وسياسي.. هنا، وُلدت فكرة بناء مسجد مركزى فى ألمانيا.. يوضح جونســـون أن هذا المشروع كان أداة بروباجندا عسـكرية بحتة، الهدف منها هو إظهار النازية كـ«حامية الإسلام» ضد الخطر الشيوعي، وبالتالى كسب ولاء هؤلاء الجنود وضمان طاعتهم.

هنا يبرز الكتاب دور أمين الحسيني، مفتى القدس، وقتها كجسر أساسى بين الإخوان والنازيين. كان الحسيني، الذى قضى سنوات الحرب فى برلين كضيف على هتلر، يتمتع بعلاقة وثيقة مع حسن البنا وجماعة الإخوان لذلك عمل كحلقة وصل، ينقل الدعم والأفكار بين الطرفين، ويساعد فى نشر الدعاية النازية فى العالم العربي، والتى وجدت صدى واسعًا داخل صفوف الجماعة.

يذكر جونسون بحسب وثائق حصلت عليها الاستخبارات البريطانية إنه فى عام حصلت جماعة الإخوان على مبلغ ألفى جنيه مصرى من الصحفى الألمانى «فيلهلم شتيلبوغن» مدير وكالة الأنباء الألمانية والمقرب من الجالية الألمانية بالقاهرة، وقد استخدم هذا التمويل فى تأسيس التنظيم الخاص للجماعة ليصبح هو الجناح العسكري، وهو مفهوم ، لم يكن غريبا مطلقا عند حسن البنا بل كان مهتما به فى قرائاته عن النازية خاصة فى هذا التوقيت مع بداية الحرب العالمية الثانية.

دعاية الإخوان

تسجل صفحات الكتاب بعدد من الوثائق والمؤلفات كيف استطاع الإخوان الوصول للشارع معتمدين على الآلة الدعائية، فمنهج «البنا» فى استمالة الآخرين وجذبهم إلى طريقته تتمثل فى قيامه بتحديد مشكلة بعينها فى مجتمع ما، ثم الشروع فى إيجاد حلول لها.. ويصبح أمام الناس أن الجماعة قد تساعد فى بناء مسجد جديد أومدرسة، أو قد تطور من صناعة محلية.. الأمر الذى يفضى إلى إقناع الآخرين بأن جماعته، هى تنظيم يسعى إلى إيجاد حلول لأية مشكلة، وبأن أفراد الجماعة هم أناس مخلصون أوفياء مكرسون لخدمة المجتمع.

أما الأعضاء الجدد الذين يتم إلحاقهم بالجماعة، فكان يتم اختيارهم مباشرة من المساجد أو المقاهى والأسواق. يقدمون أنفسهم كأنهم لسان حال الفقراء.. ثم ينتقون زعاماتهم من طبقة «المتعلمين» المحبطة.

الأهم من ذلك تركيزهم على إنشاء الأجنحة بما فى ذلك الشباب الطلائع، والجماعات النسوية، والأجنحة العسكرية وبالتالى كما يوثق الكتاب استهدفت الجماعة الإرهابية تأسيس دولة داخل الدولة، ثم من خلال الجمعيات الأهلية تصبح صورتهم لدى البسطاء أنهم قادرون على توفير ما عجزت الحكومة عن الاضطلاع به، الأمر الذى أتاح لهم قبولا وذيوعا فيما بين المنتمين للطبقة الوسطى فى العالم الإسلامى تلك الطبقة الأكثر انتشارا آن ذاك.

استخدام الإخوان لنفس مداخل النازية وتأثرهم بأدواتهم الإقناعية والدعائية مع جهود أمين الحسينى جعل الإخوان هم الخيار الأول فى تأسيس المسجد إلا أن الوقت لم يسعف لذلك.

بعد الحرب العالمية

يشرح الكتاب حالة ما بعد الحرب العالمية الثانية، حيث تغير المشهد الجيوسياسى بشكل جذري.. وأصبح الاتحاد السوفيتى هو العدو الأول للغرب، وهنا، تحولت شبكة المسلمين المعادين للشيوعية التى رعاها النازيون من «إرث» إلى «كنز» فى نظر الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA) وجهاز المخابرات الألمانى الغربى الناشئ (BND).

فى هذا الإطار، تم إحياء مشروع بناء مسجد ميونخ، ولكن بتمويل أمريكى سرى هذه المرة.. يوضح جونسون كيف أن الأموال كانت تتدفق من واشنطن عبر قنوات معقدة.. لم يعد المسجد مجرد مركز للدعاية، بل أصبح له أدوار جديدة: مركز تجسس: لجمع المعلومات من اللاجئين القادمين من العالم الإسلامى والاتحاد السوفيتي.

قاعدة عمليات: لتنسيق الأنشطة المناهضة للسوفيت فى العالم الإسلامي.

رمز للتحالف: لإظهار أن الغرب الرأسمالي، وليس الاتحاد السوفيتى الملحد، هو الصديق الحقيقى للمسلمين.

لكنَّ الأمريكيين والألمان واجهوا مشكلة من سيدير هذا المشروع؟ الجيل القديم من المتعاونين مع النازيين كان يفتقر إلى الكاريزما والشرعية الدينية. كانوا بحاجة إلى قيادة جديدة، قيادة مثقفة ومنظمة وقادرة على مخاطبة العالم الإسلامى الأوسع.

حالفهم الحظ بقرار عدد من قيادات الإخوان الهجرة إلى أوروبا بعد حادث المنشية 1954 فتم تأسيس «الهيئة المسئولة عن بناء المسجد» فى ميونخ، والتى كانت تضم مزيجًا من قادة الجالية المسلمة القدامى (المتعاونين السابقين مع النازيين) وشخصيات جديدة صاعدة..أعضاء جماعة الإخوان الفارين من مصر.

سعيد رمضان

على رأس هؤلاء كان سعيد رمضان، السكرتير الشخصى لحسن البنا وصهره وقائد الجناح السري، ويصف الكتاب أن الاستخبارات الغربية وجدت فيه شخصية ذات طموح سياسى كبير.. والأهم من ذلك أنه كان يحظى بثقة كبيرة من البيت الأبيض وهو صاحب فكرة مشروع التنظيم الدولى للجماعة والذى باركه الرئيس الأمريكى آن ذاك أيزنهاور وساعده على إنشاء المؤتمر الإسلامى العالمى فى أمريكا وجعله أحد ثلاثة يكونون أمناء المؤتمر بما يعطيهم ثقلا على الساحة الدولية.

يوثق جونسون بالتفصيل كيف قام سعيد رمضان، بخبث وقدرة سياسية فائقة، بتهميش وإقصاء كل القادة القدامي، وسيطر بشكل كامل على إدارة المسجد وتمويله..لقد أخذ الأموال الأمريكية والألمانية، لكنه استخدمها لبناء قاعدة سلطة خاصة به وبجماعته لم يكن مهتمًا بمحاربة الشيوعية بقدر اهتمامه باستخدام المسجد كنقطة انطلاق لنشر فكر الإخوان فى جميع أنحاء أوروبا.

اكتمال العمل

بعد نحو 20 عاما من الصراعات الداخلية والمكائد الإخوانية الأقرب للفكر الصهيونى تم افتتاح المسجد فى أغسطس 1973، وحضره نحو 200 فرد من الشخصيات العامة الشهيرة فى أوروبا وأمريكا.

تحت قيادة الإخوان، تحول مسجد ميونخ من مجرد أداة فى الحرب الباردة إلى شيء أخطر بكثير.. لقد أصبح، كما يثبت جونسون، «المركز العصبي» لشبكة الإخوان المسلمين العالمية فى الغرب، حيث كانت تُعقد الاجتماعات وتُتخذ القرارات الاستراتيجية.

كما تحول المسجد إلى دار نشر وطباعة، حيث تمت ترجمة أعمال منظرى الجماعة، وعلى رأسهم سيد قطب، إلى اللغات الأوروبية، مما ساهم فى نشر الفكر القطبى المتشدد بين أجيال جديدة من مسلمى أوروبا..

فلسفة الإرهاب

يوضح الكتاب كيف أن الأيديولوجية التى تم الترويج لها فى المسجد، والتى كانت تركز على المواجهة والعزلة ورفض الاندماج، ساهمت فى خلق بيئة أنتجت أجيالاً لاحقة من المتطرفين.

يربط جونسون الأفكار التى كانت تقدم فى المسجد بفلسفة البنا فى ربط الدين بالدولة لتحقيق أهداف الجماعة وتقديمها على أنها الدين وبالتالى هى الأحق بالحكم، ويستشهد على ذلك بشعار «الجماعة» الشهير: «الله غايتنا، الرسول قدوتنا القرآن دستورنا ، الجهاد سبيلنا الموت فى سبيل الله أسمى أمانينا». ويصرح «البنا» فى رسالة « بين الأمس واليوم»: «إذا قيل لكم إلام تدعون؟ فقولوا : نحن ندعو إلى الإسلام الذى جاء به محمد صلى الله عليه وسلم، والحكومة جزء منه، والحرية فريضة من فرائضه، فإن قيل لكم هذه سياسة، فقولوا: هذا هو الإسلام، نحن لا نعرف انفصال الدولة عن الدين».

«همت وندا»

كانت قيادة المسجد السياسية والأيديولوجية مع سعيد رمضان لكن بعد عامين بالضبط من اكتماله دخل رمضان فى صراع مباشر مع القيادة المالية بقيادة يوسف ندا وغالب همت، وكان الأثنان أيضا فى تصارع مع بعضهما إلا أن ندا كان الشخصية الأقوي.. همت ظل انعزاليا، وكان ظهوره فى المحافل العامة أمرا نادرا وقد اتجه إلى رفض جميع الدعوات الموجهة إليه لإجراء لقاء أو حوار معه. أما «الشريك القوي» يوسف ندا.. فكان على النقيض شغوفا بالشهرة محبا للظهور بما أتاح له شبكة علاقات دولية مترامية الأطراف.

ندا كما يذكر الكتاب قام بعلاقته المتوسعة بتوفير ٣ ملايين مارك ألمانى وهو التمويل اللازم المسجد ميونخ، ويعتبر هو المؤسس للتنظيم الدولى للإخوان بشكله الحالى الإخوان.. فإذا كان سعيد رمضان قد مثل «الرؤية»، وكان غالب همت قد مثل العقل المدبر» للجماعة.. فإن يوسف ندا هو مهندس علاقاتها.

أدركت قيادة الإخوان مبكرًا أن تحقيق اهدافهم التى غلفوها بشعار الجهاد الكاذب لا يحتاج إلى مقاتلين فحسب، بل يحتاج إلى «أموال»، وكان يوسف ندا هو الرجل الذى تم اختياره لهذه المهمة، فقد استقر فى أوروبا، وحصل على الجنسية الإيطالية، وبدأ فى بناء شبكة أعمال واسعة فى مجالات مثل الأسمنت والتجارة الدولية، مستفيدًا من علاقاته الواسعة فى العالم العربي، وكان يصنف نفسه كمهندس ورجل أعمال ومستثمر وخبير استيراد وتصدير ومفكر، اجتماع القدرة المالية مع العلاقات المتعددة وكون ندا نشأ منذ الصغر ضمن التنظيم الإرهابى وكان ضمن المقبوض عليهم فى 54، جعلته شخصية قادرة على جمع الإخوان تحت مظلة المركز الإسلامى فى ميونخ.

«المرشد عاكف»

وخلال الفترة التى امتدت ما بين عامى 1982 و1987، أقام مرشد الإخوان فيما بعد مهدى عاكف فى ميونخ إماما للمركز الإسلامي.. ولم يكن التوقيت كما يكشف جونسون محض مصادفة، بل كانت هذه هى السنوات التى تلت اغتيال الرئيس السادات عام 1981، ولما تأكد عاكف استحالة ممارسة أى نشاط فى مصر كان المركز الإسلامى بميونخ ملاذا له أكسبه الزعامة الروحانية التى كان يسعى لها، فيما أدار غالب همت الشئون القانونية للمركز من بيته فى «كامبيونا» الإيطالية.

تواجد عاكف فى مسجد ميونخ منح له شرعية بين أفراد الجماعة ليصبح بعد ذلك هو مقر التنظيم الدولى فى بدايته، ففى عام 1990 زعم محمد سالم عبد الله – كبير مسئولى أرشيف منظمة العالم الإسلامى أن هذا المسجد هو الموضع الذى تصاغ فيه سياسات العالم بأسره.

«11سبتمبر»

يكشف جونسون سر نقطة التحول فى مسار مسجد ميونخ.. أحداث 11 سبتمر، والتى كان يفترض أن تكون نقطة تحول سلبية فى حياة جماعة الإخوان الارهابية كتنظيم دولي، إلا أن العكس تماما هو ما حدث.. يقول جونسون»بشكل أو آخر كانت أحداث الحادى عشر من أيلول/ سبتمبر أفضل ما وقع لجماعة الإخوان»، فما تم عالميا هو اتخاذ إجراءات صارمة لفرض النظام جعلت معظم الغربيين يعمدون إلى تقييم «الإخوان» وفقا لمعيار وحيد، هو هل الشخص إرهابي؟ فإذا كان كذلك، فسوف يتم اللجوء إلى السلطة الرسمية بكامل نفوذها. أما إذا لم يكن هناك ما يثبت اشتراكه فى عمليات إرهابية على أرض الواقع فيمكن التعامل معه بل يكون الشخص بلا شائبة.

بمعنى آخر إذا تم إثبات أنه لاينتمى إلى تنظيم «القاعدة»، ولا يعمد إلى القلاقل فهو شخص جيد وإذا كان إخوانيا فلن يقتصر الأمر على قبوله، بل يمتد إلى تقديره وإعلاء شأنه، بعيدا عن كون هؤلاء يمثلون معضلة مأزومة» وأصبح ينظر متخذى القرار فى الدول الغربية إلى آراء عناصر الجماعة المتطرفة كدليل ثقة ومصداقية مقارنة بتنظيم القاعدة الذى كان يمثل الخطر وقتها وبالطبع نجح الإخوان فى تصوير أنفسهم على أنهم جماعة معتدلة لا تمارس الارهاب وهو كذب صدقه الغرب وانخدع به وكانوا يرون قيادات الجماعة الارهابية بمقدورهم توجيه خطابهم إلى «الشارع الإسلامي».. وقد أضحوا يمثلون كنزا ثمينا.. بل وأصبحوا شركاء حوار يقبل عليهم البرلمانيون الأوروبيون والمستثمرون والصحفيون وقادة الرأي.

«الخطر على أوروبا»

الأمر لم يتوقف عند جمع الإخوان فى إطار مركز واحد، فيوثق جونسون كيف أن مسجد ميونخ لم يكن مجرد مكان للعبادة، بل كان «حاضنة» تنظيمية متعددة الوظائف..فتحت قيادة الإخوان أصبح هو المقر الفعلى الذى تم من خلاله تأسيس وإدارة شبكة من المنظمات التابعة للجماعة الإرهابية والتى امتدت عبر أوروبا.. أصبح المسجد هو النقطة المركزية لتأسيس «هيئات مظلية» مثل «المجلس الإسلامى لأوروبا» والمنطقة الإسلامية العالمية والمركز الإسلامى فى فرنسا وفى النمسا، وغيرها هى هيئات كانت تهدف إلى تقديم الإخوان كممثل شرعى وحيد للمسلمين أمام الحكومات الأوروبية، ونجحوا فى الاختراق مما سمح لهم بتهميش كل الأصوات الإسلامية الأخري.

يوضح الكتاب أن المسجد برؤية الإرهابى سعيد رمضان وعلاقات يوسف ندا أصبح «غرفة المحركات» التى وفرت الشرعية الدينية، والغطاء التنظيمي، والمنصة اللوجستية التى مكنت الإخوان من تنفيذ استراتيجية التخلخل فى أوروبا، وهو أمر فى البداية لم يمثل خطرًا أمنيًا مباشرًا، وإنما ظهر خطره اجتماعيًا وإنسانيا بشكل أعمق، فى السنوات التالية.

كما يوثق جونسون فالأيدولوجية المقدمة من مسجد ميونخ لأوروبا لم تكن الإسلام بل كان فكر سيد قطب ومحاضرات يوسف القرضاوى وبالتالى فالمنهج الذى تم تصديره لم يكن يدعو إلى الاندماج فى المجتمعات الغربية، بل كان يروج لفكرة بناء «مجتمعات موازية» (Parallel Societies)، مجتمعات مغلقة على نفسها، لها ولاؤها الخاص، وقوانينها غير الرسمية، ومرجعيتها الأيديولوجية التى تستمدها من التنظيم وليس من قوانين الدولة المضيفة.

الخطر اللاحق، كما يرصده الكاتب فى بحثه، لم يكن مجرد وجود أقلية دينية، بل وجود «تنظيم سياسى منظم» يعمل بشكل منهجى على استغلال الحريات الديمقراطية الغربية «حرية التعبير، حرية التنظيم» لخلق كيان معادٍ للديمقراطية فى جوهره. لقد كان مشروعًا طويل الأمد يهدف إلى تغيير طبيعة الإسلام فى أوروبا، وتحويله من مجموعة من الممارسات الدينية الفردية إلى مشروع سياسى شمولي، يشكل تحديًا مباشرًا لنموذج الدولة العلمانية القائمة على المواطنة الموحدة، واستبداله بالانتماء التنظيم الإخواني.

« استدامة الكارثة»

ما لفت نظر الكاتب إلى مسجد ميونخ هى هذه الفلسفة الخاصة بالأخوان والتى شاهدها فى إحدى مكاتب العاصمة البريطانية «لندستان» والتى عرضت خريطة كما يصف غير مألوفة تم تلوين بلدانها وفقا لنسبة المسلمين بها، فالأخضر الداكن للبلدان ذات الأغلبية المسلمة، أما الأخضر الأخفت ظلا، وكذا الأصفر والبيج فالبلدان الأقل كثافة فى أعداد المسلمين بها.. ذلك الطابع النمطى للإسلام السياسى الذى ينحو إلى تقسيم العالم إلى «هم» و«نحن»، حيث عامل التقسيم الأوحد: «الانتماء للجماعة».

حواف الخريطة وضع عليها صور للمساجد الأكثر شهرة – المسجد الحرام بمكة المكرمة والمسجد الأقصى وقبة الصخرة فى فلسطين، والجامع الأزرق وهو جامع السلطان أحمد فى اسطنبول، والمركز الإسلامى فى ميونخ.. الخطر هنا أن المسجد الصغير بالحى المتواضع فى ألمانيا يصعب تخيل أن يدرج مع تلك المساجد الجليلة المهيبة كتفا بكتف إذ ليست ميونخ مركزا للإسلام، وليس المسجد هو الأكبر فى ألمانيا، ناهيك عن أوروبا بأسرها.. لكنه اكتسب هذه القدسية فى الفكر الإخوانى لأنه مركز إشعاعى للجماعة.

وهذه هى خطورة الجماعة الإرهابية على أى دولة قد تدخلها فهى لا تصنع أحداثا إجرامية فقط بل تؤسس لأجيال من الإرهابيين الذين لا يعترفون بوطن ولا يؤمنون بدين إلا ملة الجماعة وشهادة المبايعة ثم يقدمون هذا كله بميراث جوزيف جوبلز من أدوات الدعاية وفنون الإقناع.

« التحذير القرآنى»

حذر القرآن الكريم فى الآية 107 من سورة التوبة من المنافقين الذين يصل إجرامهم إلى حد استخدام المساجد فى تحقيق أهدافهم، والتحالف مع أعداء الدين فقال تعالى (والذين اتخذوا مسجدا ضرارا وكفرا وتفريقا بين المؤمنين وإرصادا لمن حارب الله ورسوله من قبل وليحلفن إن أردنا إلا الحسنى والله يشهد إنهم لكاذبون).

وهكذا هم الإخوان دائما لا يختلفون شيئا عن منافقى عهد رسول الله، هم يتخذون الدين ستارا والإيمان مدخلا للإقناع ثم يتآمرون مع كل عدو بما يحقق مصالحهم، وحسبنا ما تحدث به الشرع الوسطى فى عاقبة هؤلاء ويكفينا ما جاءنا فى كيفية الحيطة منهم.

متعلق مقالات

الحلم يقترب
ملفات

ريادة الدور المصرى فى مواجهة محاولات تصفية القضية الفلسطينية

7 سبتمبر، 2025
ميدان رمسيس يعود لشبابه مجمع المواقف يستوعب 1000 سيارة.. و130 كشكًا للباعة الجائلين
ملفات

ميدان رمسيس يعود لشبابه مجمع المواقف يستوعب 1000 سيارة.. و130 كشكًا للباعة الجائلين

5 سبتمبر، 2025
أزمة «الأحمر» مدرب «فقير فنيًا» وإدارة مرتعشة ولاعبون بلانخوة
ملفات

مصرف بلا أبواب «البنك الرقمى»

2 سبتمبر، 2025
المقالة التالية
الحلم يقترب

ريادة الدور المصرى فى مواجهة محاولات تصفية القضية الفلسطينية

اترك تعليقاً إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ملحق الجمهورية التعليمي

الأكثر قراءة

  • الاستثمار فى المشروعات القومية… متى يشعر المواطن بعائدها؟

    اللجان العلمية.. من غاية للترقيات إلى قاطرة للقيمة المضافة والتنمية المستدامة

    0 مشاركات
    شارك 0 تغريدة 0
  • نائب بالشيوخ: تصريحات نتنياهو مرفوضة ومصر ثابتة في دعم فلسطين

    0 مشاركات
    شارك 0 تغريدة 0
  • «رئيس نقابة المرافق» يُعلن الموافقة على صرف مكافأة نهاية الخدمة للعاملين بمياه الشرب والصرف

    0 مشاركات
    شارك 0 تغريدة 0
  • كل ما عليك معرفته عن برج الثور الرجل

    0 مشاركات
    شارك 0 تغريدة 0
لوجو جريدة الجمهورية
صحيفة قومية أنشأتها ثورة 23 يوليو عام 1952, صدر العدد الأول منها في 7 ديسمبر 1953م, وكان الرئيس الراحل محمد أنور السادات هو أول مدير عام لها, ثم تعاقب على رئاسة تحريرها العديد من الصحفيين ويتولي هذا المنصب حالياً الكاتب الصحفي أحمد أيوب.

تصنيفات

  • أجراس الأحد
  • أخبار مصر
  • أهـلًا رمضـان
  • أهم الأخبار
  • إقتصاد و بنوك
  • الجمهورية أوتو
  • الجمهورية معاك
  • الدين للحياة
  • العـدد الورقـي
  • برلمان و أحزاب
  • تكنولوجيا
  • حلـوة يا بلـدى
  • حوادث و قضايا
  • رياضة
  • سـت الستـات
  • شهر الفرحة
  • عاجل
  • عالم واحد
  • عالمية
  • عرب و عالم
  • عقارات
  • فن و ثقافة
  • متابعات
  • مجتمـع «الجمهورية»
  • محافظات
  • محلية
  • مدارس و جامعات
  • مع الجماهير
  • مقال رئيس التحرير
  • مقالات
  • ملفات
  • منوعات
  • سياسة الخصوصية
  • إتصل بنا
  • من نحن

جميع حقوق النشر محفوظة لـ دار التحرير للطبع والنشر - 2024 ©

لا توجد نتائج
كل النتائج
  • الرئيسية
  • أخبار مصر
  • ملفات
  • مدارس و جامعات
  • محافظات
  • رياضة
  • برلمان و أحزاب
  • فن و ثقافة
  • حوادث و قضايا
  • المزيد
    • تكنولوجيا
    • عرب و عالم
    • إقتصاد و بنوك
    • الجمهورية معاك
    • منوعات
    • متابعات
    • أجراس الأحد
    • عالم واحد
    • مع الجماهير
    • العـدد الورقـي
    • مقال رئيس التحرير
إتصل بنا

جميع حقوق النشر محفوظة لـ دار التحرير للطبع والنشر - 2024 ©