تعيــش مصـــر فى عهــــد الســـيد الرئيس عبدالفتاح السيسى مرحلة فارقة من تاريخها الحديث، نهضة شاملة لم تقتصر على الطرق والكبارى والمدن الجديدة والمشروعات القومية العملاقة، بل امتدت لتشمل بناء الإنسان وتحصين العقل وصون الهوية الوطنية من خلال الثقافة والفكر والفن والإبداع.. فالدولة التى تريد أن تبنى وطنًا قويًا عليها أولاً أن تحمى حراس الهوية من المبدعين والمفكرين والفنانين، لأنهم خط الدفاع الأول ضد أى محاولات لطمس وعى الأمة أو تشويه صورتها. منذ أن تولى الرئيس السيسى مسئولية قيادة الوطن، لم يكن حديثه عن الثقافة مجرد عبارات دبلوماسية أو مجاملات إعلامية، بل كان تعبيرًا عن إيمان عميق بأن القوة الناعمة ليست رفاهية، وإنما ركيزة أساسية لحماية الهوية وترسيخ الانتماء وصياغة وعى جديد يليق بمصر الحديثة.. وقد ظهر ذلك بوضوح فى دعمه المستمر لمنتديات الشباب التى أصبحت منصة مفتوحة أمام المبدعين من كل التخصصات، فى الأدب والفكر والعلم والفن، حيث وجد الشباب المصرى مساحة حقيقية للتعبير عن طموحاتهم وأفكارهم، كما رأينا فى حرص الدولة على تكريم رموز الفكر والفن فى احتفالاتها الكبري، ليصبح المثقف والفنان شريكًا أصيلاً فى معركة بناء الوعي. ولأن التاريخ يشهد أن المبدعين لطالما عانوا فى فترات سابقة من التهميش والإقصاء وغياب الرعاية المؤسسية، جاءت توجيهات القيادة السياسية لتعيد الاعتبار لهم، وتمنحهم المكانة التى يستحقونها.. فتحولت السياسات من الإهمال إلى الرعاية، ومن التهميش إلى الدعم، لنجد اليوم مبادرات رئاسية تعنى باكتشاف الموهوبين فى التعليم والثقافة والرياضة، ومهرجانات دولية ومحلية ترعاها الدولة لتسليط الضوء على الإبداع المصري، وهيئات ثقافية وفنية تشهد حراكًا غير مسبوق لإحياء الفنون الراقية والجادة، إلى جانب دعم إعلامى وإنتاجى للدراما الهادفة التى تسهم فى بناء الوعى وتعزيز القيم الأخلاقية والاجتماعية. هذه الرؤية تعكس بوضوح أن الدولة المصرية تؤمن بأن المبدع ليس ترفًا يمكن الاستغناء عنه، بل هو ضرورة وطنية كبري، وأن معركة الوعى التى تحدث عنها الرئيس السيسى مرارًا هى المعركة الأهم والأخطر، لأنها تحدد كيف يفكر المواطن وكيف يرى وطنه وكيف يميز بين العدو والصديق.. ولهذا فإن بناء الإنسان أصبح الهدف الأسمي، ودعم المبدعين أحد أقوى أذرع هذه المعركة النبيلة. وفى قلب هذه المسيرة يظل للإعلام دور بالغ الأهمية، فمسئوليته لا تقتصر على نقل الأخبار أو متابعة الأحداث، بل تتسع لتشمل خلق بيئة محفزة للإبداع وتشجيع الموهوبين وإبراز النماذج الإيجابية وتسليط الضوء على قصص النجاح فى القرى والنجوع قبل المدن الكبري، ليشعر كل مواطن أن جهده مقدر وأن صوته مسموع.. على الإعلام أن يعيد الثقة فى أن العقل لا يقل أهمية عن السلاح، وأن الفكرة هى بداية كل تغيير، وأن الفكر المستنير هو الضمانة لبناء وطن قوى قادر على مواجهة التحديات..ومن وجهة نظري، إن هذه المسيرة التى انطلقت برؤية واضحة وقيادة واعية تحتاج أن تستمر بلا توقف، وأن يواصل الإعلاميون والمؤسسات الثقافية دورهم فى الحفاظ على شعلة الإبداع مشتعلة، لأن الأمم لا تنهض إلا بما يحمله العقل من نور، وما يبدعه الفن من جمال، وما يزرعه الإنسان من أمل فى غد أفضل.