< عاشت مصر والسودان منذ فجر التاريخ كدولة واحدة تجمع بينهما وشائح المودة والمحبة والإخاء ويعيش الشعبان فى تواد وتراحم وتعاطف حتى أطلق عليهم شعب وادى النيل نظراً لارتباط أبناء مصر والسودان بهذا النهر العظيم الذى يشق البلدان وينشر الخير فيهما..
فعبارة «وادى النيل» كثيراً ما رددتها كتب التاريخ فى إشارة واضحة إلى الرباط الذى يجمع البلدين سواء فى الأقليم الشمالى ممثلاًِ فى مصر أو الإقليم الجنوبى ممثلاً فى السودان الشقيق فوحدة اللغة والدين والتاريخ والعادات والتقاليد بل وصلات المصاهرة بين الشعبين خاصة على طول الحدود بين البلدين فى أسوان المصرية.. ووادى حلفا السودانية..
>>>
وبالتالى حينما اندلعت الحرب الأهلية بين الأشقاء فى القطر الشقيق لم يجد أبناء السودان سوى مصر طلباً للأمن والأمان وحصناً يحتمون به من ويلات الحرب هناك..
الصورة كانت أكثر من رائعة وأهالى أسوان يستقبلون أشقاءهم بل وأصهارهم الفارين من جحيم المعارك التى اندلعت فى طول البلاد وعرضها.
الأمر لم يقتصر على أسوان فحسب بل إن جموع المصريين فى سائر المحافظات كانوا مرحبين بأخوانهم من أهل السودان فعاشوا بين المصريين دون أدنى تمييز حيث فتحت المدارس والجامعات أبوابها لأبناء الاشقاء وكذا المستشفيات وسائر وسائل الدعم اللوجستى وهكذا تضرب أم الدنيا القدوة والمثل فى مد يد العون لكل الأشقاء ولا تبخل بما فى يدها على أحد.. فما تقدمه أم الدنيا ليس منا منها عليهم بل إنها تعتبره واجباً عليها القيام به وهو ما يصرح به ابن مصر البار وزعيمها الرئيس عبدالفتاح السيسي..
>>>
من هنا فوحدة المصير تجمع شعبى وادى النيل لذا فإن ما يضر احدهما ينعكس على الآخر.. ومن ثم فإن الافاعيل الغريبة التى يقوم بها المدعو أبى أحمد من تصرفات أحادية الجانب من بناء وتشغيل السد الاثيوبى ستؤدى حتما إلى الاضرار بدولتى المصب وهو الأمر الذى يلزم معه أن يكون هناك تنسيق على أعلى المستويات من أجل مواجهة هذا الخطر المحدق بنا فى وادى النيل والعمل على ايجاد صيغة تصل بنا فى النهاية إلى حل للازمة الراهنة سلمياً من خلال القنوات الشرعية.. حتى لا تنزلق منطقة القرن الأفريقى إلى ما لا يحمد عقباه.. وساعتها لن ينفع الندم ولهذا يأتى التنسيق المصرى السودانى الذى نتابعه ليؤكد أن هناك توحد فى الموقف حماية لأمننا المائى المشترك.